عمر بكري ينفي تجهيز انتحاريين لإرسالهم إلى سوريا

السلفيون ردا على حديث الشيخ الزعبي: مطرود من التيار.. وشبهات حول علاقته بحزب الله والنظام السوري

عمر بكري
TT

نفى الشيخ السلفي الإسلامي السوري عمر بكري ما نسبته إليه بعض وسائل الإعلام الأجنبية والعربية من أنه يجهز إرهابيين لإرسالهم إلى سوريا، معتبرا أن «هذه الاتهامات محض كذب وافتراء وتشويش على الثورة السلمية في سوريا».

وقال بكري لـ«الشرق الأوسط»: «بما أنني الحلقة الأضعف في التيارات الإسلامية، والمعروفة إعلاميا، وبسبب موقفي من الحركات الجهادية، يرون أن (جسمي لبّيس) ويلصقون بي هذه التهم، لكن في الحقيقة ليس لدي سلاح ولا مسلحون، وكل ما أستطيع أنا وأهل السنّة في لبنان تقديمه، هو إيواء اللاجئين السوريين وتقديم المساعدات الإنسانية لهم».

وأضاف أن ما نسب إليه بأن «المال الخيري الذي تستخدمه الجمعيات السلفية في لبنان ربما يتحول إلى دعم عسكري ضد نظام الأسد، وأن المعارضة السورية تستدرج نظام الأسد من خلال قيامها ببعض العمليات من حدود الشمال اللبناني لتخفيف الضغط عن الداخل السوري، هو محض افتراء لأني لم أقل مثل هذا الكلام على الإطلاق».

ورأى أن «النظام السوري المتهالك يريد أن يلبس جرائمه للحركات الإسلامية، وخصوصا السلفية وتنظيم القاعدة، ليقول للعالم هناك حالة إرهابية أواجهها». وسأل «هل يعقل أن التفجيرات التي حصلت في دمشق لم يتبناها أحد؟ أليس في ذلك دليل على أن النظام هو من ينفذها؟»، مبديا أسفه لـ«صمت بعض القوى والشخصيات السنية اللبنانية عما يجري في سوريا، مثل مفتي الجمهورية (الشيخ محمد رشيد قباني) وجبهة العمل الإسلامي ومشايخ أهل السنة، وجماعة الأحباش».

إلى ذلك، رد أمس التيار السلفي في لبنان، على حديث رئيس «جمعية الأخوة للإنماء والتربية الإسلامية» في طرابلس الشيخ صفوان الزعبي (ممثل السلفية العلمية)، فأوضح أن الشيخ الزعبي «لا يمثل السلفية العلمية»، معتبرا أنه «لا يحق له محاورة حزب الله باسم الحركة السلفية، لأنه مطرود منها، ولأن ثمة شبهات أمنية حول علاقته بحزب الله والنظام السوري».

وقال رئيس جمعية «اقرأ» السلفية، الشيخ بلال دقماق، في اتصال مع «الشرق الأوسط»: «إن هذا المدعي للسلفية (الزعبي) سبق له وأنكر في مقابلة تلفزيونية إلغاء الاتفاق الموقع بين بعض السلفيين وحزب الله، في حين أكدنا يومذاك أن هذا الاتفاق ألغي، ليس بضغط من تيار المستقبل كما أعلن، بل لأن موقعيه يفتقدون الشرعية السلفية». وأضاف «أما عن قوله إن هناك سلفية جهادية يمثلها الشيخ داعي الإسلام الشهال، المؤسس للتيار السلفي الذي كان ضمن صفوفه المدعي للسلفية العلمية قبل طرده من التيار منذ عقدين، لهو شرف كبير لكل من يحمل ويرفع راية الجهاد، أما قوله إن الشيخ عمر بكري يمثل السلفية التكفيرية، فهذا الكلام مردود لصاحبه، حيث لم نسمع عن الشيخ بكري أنه كفّر أحدا من المسلمين في لبنان، لكنه في بعض الأحيان يبين الأحكام، سواء كانت تكفيرية أو قضائية شرعية، فبيان الأحكام يختلف عن إصدارها، لأن لها آلية معقدة وغير متوفرة الآن، أما زعمه (الزعبي) أنه يمثل السلفية العلمية، فهذا الأمر عارٍ من الصحة، فما نسمعه من العلماء السلفيين في لبنان وخارجه أن هذا الشخص لا يستحق أن يوصف بـ(طويلب) (تصغير طالب) علم، فضلا عن بعض الارتكابات المالية والشبهات الأمنية التي تحوم حوله، سواء مع النظام السوري أو مع حزب الله، وكل هذا موثق ومعروف».

وتطرق دقماق إلى ما أعلنه الزعبي من أن حزب الله اخترق الساحة السنية منذ سنوات وليس من خلاله، وحديثه عن تجار الدين، فرأى أن «هذا الكلام صحيح، حيث استغل حزب الله ضعاف النفوس من أمثال (مدعي السلفية العلمية) وغيره من المرتزقة ليجندهم لاختراق الساحة السنية، أما قضية تجار دين وبناء ثروات على حساب الدين، فإننا نحيله إلى ما كشفته إحدى أكبر الجمعيات في الكويت، التي أعلنت أن مدعي السلفية العلمية كان يستغل المساعدات المقدمة منها للأيتام والفقراء وبعض المشاريع الخيرية، ويضعها في جيبه الخاص أو يستخدمها لمآرب مشبوهة، مما أدى إلى طرده وإعفائه من مسؤولياته، وأيضا هذا موثق ولم يعد سرا ويعرفه السلفي وغير السلفي وعامة المسلمين في طرابلس». وردا على سؤال الزعبي من سيملأ الساحة السنية في المرحلة المقبلة، أكد دقماق أن «من يملأ الساحة السنية هم أهل السنة عبر رص صفوفهم، ودعوتهم بعض الدول العربية والإسلامية لدعمهم والوقوف إلى جانبهم.