«الوطني السوري» لـ«الشرق الأوسط»: أوقفنا التعاون مع بعثة الجامعة العربية

بسمة قضماني قالت إنه لم يعد لوجودها مبرر

TT

أبلغ المجلس الوطني السوري المعارض أمس «الشرق الأوسط» وقف تعاونه مع بعثة الجامعة العربية في سوريا، التي يرأسها الفريق محمد مصطفى الدابي، ودعت بسمة قضماني، المتحدثة الرسمية باسم المجلس عضو مكتبه التنفيذي، في اتصال من باريس، إلى سحب بعثة المراقبين من سوريا، وقالت إن قرار سحب البعثة تقريبا «نعتبره قد اتخذ سلفا، لأن البعثة لم يعد لوجودها مبرر في سوريا، لأن النظام لم يتعاون معها، أو يسمح لها أن تعمل وفق الشروط المطلوبة، أو حتى الشروط المقبولة».

وأضافت قضماني أن «شروط عمل البعثة كانت غير مقبولة، وبالتالي التقرير الذي صدر بعد شهر من عمل البعثة، كان تقريرا منحازا تماما ولا يصف الوضع كما هو على الأرض، فمصداقية البعثة أيضا كانت محل تشكيك».

وتابعت قائلة إن النظام ضيق على عمل مراقبي البعثة كثيرا، ولم يقم المراقبون بزيارة الأماكن المطلوبة، مشيرة إلى أن «المهمة نفسها كانت لمراقبة تطبيق البروتوكول، وبعد شهر من العمل، حتى في ظروف غير جيدة، أصبحت الخلاصة أن البروتوكول لم يطبق، فلأي سبب تستمر البعثة في العمل، إذا كانت النتيجة أنه لا يوجد احترام من قبل النظام لتطبيق البروتوكول، فمهمة البعثة (خلاص) انتهت».

وعلقت الجامعة العربية مهمتها للمراقبة في سوريا أول من أمس (السبت) بسبب تزايد العنف، وذلك بعد أيام من توجيه الجامعة دعوة للرئيس السوري بشار الأسد للتنحي، وإفساح الطريق أمام حكومة وحدة وطنية.

وبالنسبة لما قاله رئيس البعثة الفريق الدابي عن أن قرار وقف عملها لعدة أيام فقط، وأنها ستبقى في سوريا ولن تنسحب، أوضحت قضماني قائلة: «ليس هناك مبرر للبعثة في أن تبقى في سوريا، وأن عليها أن تنسحب.. كل التنسيقيات على الأرض سحبت تعاونها مع البعثة»، معربة عن اعتقادها بأن تصريح الدابي «هو طريقة لحفظ ماء الوجه على أساس أنه ليس انسحابا كاملا، ولكن هو عمليا انسحاب».

وأضافت أن «المجلس الوطني السوري كله يعلن وقف التعاون مع بعثة الدابي.. من اليوم (أمس)».

وقالت المتحدثة الرسمية باسم المجلس عضو مكتبه التنفيذي: «نحن سنذهب إلى الأمم المتحدة لنقدم وجهة نظرنا، ونحث الدول المترددة أو الدول التي ليس لديها المعلومات الكاملة عن الوضع والواقع في سوريا.. سنتحدث معها ونقدم لها واقعنا ونحثها على تحمل مسؤولياتها للتصويت على قرار حازم يوصل رسالة واضحة وقوية للنظام السوري».

وعما إذا كان لدى المعارضة قلق من الموقف الروسي الذي يظهر انحيازه للنظام السوري، أعربت قضماني عن اعتقادها أن روسيا «أصبحت تعي الواقع على الأرض في سوريا وتعلم ما يجري أكثر مما سبق، وربما تكون بعثة المراقبين ساعدت في فضح الواقع على الأرض بالنسبة للنظام».

وأضافت قائلة: «أعتقد أن روسيا لا تستطيع أن تبرر موقفا داعما للنظام بعد ذلك، ونأمل أن تكون استوعبت الواقع على الأرض وترى أن هذا النظام لم يعد قادرا على إدارة البلاد، وأنه أصبح يلجأ للعنف بشكل كامل في تجاوبه مع مطالب الشارع». وتابعت موضحة: «وبالتالي أصبح المجتمع منفصلا تماما عن النظام، وبالتالي لم يعد هناك مستقبل بين هذا النظام والمجتمع السوري»، مشيرة إلى وجود «تصعيد فظيع من قبل النظام على الأرض، وهو يشكل تحديا للمجتمع الدولي».