الأكراد السوريون يتفقون على اللجوء إلى تدخل دولي للإطاحة بنظام الأسد

المتحدث باسم مؤتمر الأحزاب الكردية: الجامعة العربية عاجزة

TT

اتفق عدد من ممثلي الأحزاب السياسية الكردية السورية على ضرورة اللجوء إلى تدخل عسكري دولي للإطاحة بنظام بشار الأسد على غرار الإطاحة بنظام معمر القذافي.

وحضر أكثر من مائتي شخصية يمثلون الأكراد السوريين مؤتمرا عقد في أربيل (320 كلم شمال بغداد) على مدى يومين، بدعم من رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني، يهدف إلى وحدة أكراد سوريا داخل وخارج البلاد، ودعم المظاهرات ضد نظام الأسد.

وحول أهم توصيات المؤتمر، قال القيادي علي شمدين الناطق الرسمي باسم المؤتمر، لـ«الشرق الأوسط»، إن «أهم التوصيات هي المطالبة بتحويل الملف السوري إلى مجلس الأمن الدولي، لأننا في المجلس الوطني الكردي السوري نشعر بأن الجامعة العربية عاجزة أو غير قادرة على اتخاذ قرارات قوية تجاه النظام السوري بما ترغمه على وقف القتل اليومي للمواطنين داخل سوريا»، وأضاف «نعتقد أن مجلس الأمن هو الوحيد القادر على إرغام هذا النظام الدموي للانصياع إلى المطالب الدولية بوقف إراقة الدماء، كما أنه الوحيد القادر على فرض مناطق آمنة على النظام، وفي حال تمكن هذا المجلس من إقامة مناطق آمنة داخل سوريا فمن شأن ذلك أن يغير مجرى الأحداث رأسا على عقب، لأن لدينا معلومات من مصادرنا بالداخل تؤكد أن هناك الآلاف من الشخصيات والقادة في المؤسسة العسكرية بل وحتى داخل قيادات الحزب (البعث) تنتظر مثل هذه الفرصة لتنشق عن هذا النظام».

وأشار شمدين إلى توصيات أخرى خرج بها المؤتمر من أهمها «تشكيل أربع لجان تابعة للمجلس الوطني الكردي في كل من أوروبا وأميركا والخليج العربي وإقليم كردستان للتحرك بهدف كسب تعاطف ودعم دولها لصالح الثورة الشعبية في الداخل، وكذلك توحيد الخطاب السياسي للجالية الكردية في الخارج مع خطاب المجلس الوطني الكردي السوري، وتكريس جميع إمكانات الشعب الكردي في الخارج من أجل دعم الثورة بالداخل».

من جانبه، قال جواد الملا سكرتير المؤتمر الوطني الكردي في سوريا، إن «التدخل الدولي هو الحل الوحيد ولدينا تجربة لأن نظام صدام حسين لم يكن ليزول لولا التدخل الخارجي».

وأطاحت دول التحالف بقيادة الولايات المتحدة بنظام حزب البعث في العراق الذي تزعمه صدام حسين لقرابة ثلاثة عقود، في أبريل (نيسان) 2003. وأكد الملا أن «البعث السوري هو نفس البعث العراقي ولا يمكن لأحد أن يزيحه إلا بالتدخل الخارجي، فهو الحل الوحيد».

وفي ما يتعلق بسحب مراقبي الجامعة العربية من سوريا، قال الملا إن «سحب المراقبين خطوة جيدة جدا لأن وجودهم كان سيعمل على إطالة وجود النظام».

وأكد سعد الدين الملا عضو اللجنة السياسية لحزب اليكيتي الديمقراطي الكردي في سوريا، أن «التدخل الدولي موجود أصلا بوجود إيران وتركيا، ولا بد من قيام مجلس الأمن باتخاذ قرار وفقا للبند السابع لتجنب (الفيتو) الروسي والصيني»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسة.

ويسمح البند السابع لمجلس الأمن الدولي باتخاذ قرارات لتحقيق السلام الدولي، بينها استخدام القوة العسكرية.

كما أعرب حميد درويش سكرتير الحزب التقدمي الكردي في سوريا، عن أمله باللجوء إلى مجلس الأمن في حال عدم التوصل إلى حل للأزمة السورية. وقال «إذا لم تحل الأمور عن طريق الجامعة العربية فإن الأمور ستتجه إلى مجلس الأمن الذي لا يمكن أن يقف متفرجا إلى ما لا نهاية».

من جهته، يرى عبد الحكيم بشار سكرتير الحزب الديمقراطي الكردي (البارتي) في سوريا، أن «الوقت ما زال مبكرا للتدخل الدولي، وأعتقد أن الحل الوطني سيكون أفضل إذا توافق مع ضغط دولي سياسي واقتصادي وإعلامي ودبلوماسي».

وأضاف «أعتقد أنه يجب البحث عن حل وطني في البداية وفي حال فشل ذلك سنبحث عن الحلول العربية والدولية». ويرى بشار أن موقف الجامعة العربية «غير واضح وليس كما كان في تونس ومصر وليبيا، فقد كانت حازمة منذ البداية».

ويمثل الأكراد 9 في المائة من الشعب السوري. وهناك 12 حزبا كرديا محظورا، كلها علمانية وأكثرها تأثيرا حزب اليكيتي والحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (بارتي) وحزب يزيدي الكردي والاتحاد الديمقراطي (القريب من حزب العمال الكردي).

وأدان بيان مؤتمر الأحزاب الكردية السورية، الذي اختتم أعماله في وقت متأخر من مساء أول من أمس في أربيل، العنف المستخدم من قوات الأمن السورية ضد المتظاهرين، مؤكدا أهمية التسامح والتعايش بين الشعب الكردي والمكونات السورية الأخرى.

بدوره، أعرب فؤاد حسين رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان، لـ«الشرق الأوسط»، عن أمله بأن «يكون هذا المؤتمر جسرا يربط نضال الجاليات الكردية بالخارج بنضال الشباب الكردي الثائر بالداخل»، مشيرا إلى أن «الهدف من رعاية هذا المؤتمر هو توحيد الصف الكردي لكي يتمكن أبناء شعبنا في سوريا من احتلال موقعهم الأصيل في الحركة الديمقراطية والمساهمة الفاعلة في التغيير، وقد كانت نتائج المؤتمر إيجابية، ولكننا ننتظر مزيدا من الجهد والعمل باتجاه وحدة الصف لضمان تلقي الدعم الدولي المطلوب للشعب الكردي بالداخل».