هرموش.. من أوائل المنشقين عن النظام والغموض ما زال يحيط بمصيره

أسس حركة «الضباط السوريين الأحرار».. نواة «الجيش الحر»

TT

يعد المقدم حسين هرموش من أوائل الضباط السوريين الذين انشقوا عن الجيش السوري النظامي في الخامس من يونيو (حزيران) الفائت، احتجاجا على «القتل الجماعي للمدنيين العزل»، و«توريط ضباط الجيش وأفراده في مداهمة مدن وقرى آمنة»، و«قتل أطفال ونساء وشيوخ والمقابر الجماعية وارتكاب المجازر الجماعية»، وفق ما أعلنه في بيان انشقاقه، الذي أكد خلاله أن «مهمتنا حماية المتظاهرين العزل المطالبين بالحرية والديمقراطية».

ويتحدر هرموش، الذي أطلق «حركة الضباط الأحرار» في جسر الشغور، من بلدة إبلين في جبل الزاوية - محافظة إدلب، وهو يحمل بكالوريوس في الهندسة، وأجرى دورات عسكرية في سوريا وخارجها. وبعد أن اشتدت الملاحقات الأمنية له، لجأ هرموش إلى تركيا، حيث انضم إلى مخيمات اللاجئين التي أقيمت في منطقة أنطاكيا.

في التاسع والعشرين من شهر أغسطس (آب) الفائت، خرج هرموش من مكان إقامته متوجها برفقة ضابطين آخرين إلى عشاء للقاء أحد الضباط الأتراك في مدينة أنطاكيا، من دون أن يعودوا أدراجهم، ليظهر هرموش بعد ذلك محتجزا لدى النظام السوري في دمشق. ووفق الرواية التي تم تداولها آنذاك، فقد وقع هرموش ضحية عملية استدراج وتم تهريبه عبر الحدود التركية السورية إلى سوريا من دون أن تتضح تفاصيلها لاحقا. بينما تحدث آخرون عن خداعه من قبل أجهزة استخبارات النظام التي توصلت إلى تخديره لينام في تركيا ويصحو ليجد نفسه في سوريا.

وحمل إبراهيم هرموش، شقيق حسين هرموش، السلطات التركية مسؤولية اختفاء شقيقه، إلا أن تركيا نفت أن يكون لها أي علاقة باختطاف هرموش.

وفي 15 سبتمبر (أيلول)، بث التلفزيون الرسمي السوري ما سماه بـ«اعترافات» هرموش، أعلن خلالها أن عودته إلى سوريا «تلقائية»، وأنه قام بالانشقاق والفرار بسبب «ما شهدته الساحة من أحداث دامية حيث سقط في الشارع قتلى كثيرون». ونفى أن يكون قد فتح النار على مدنيين، مشيرا إلى أن «عصابات مسلحة كانت تقتل هؤلاء المدنيين». وأكد أنه «لم يعط لي أي أمر بإطلاق النار على مدنيين أو غير مدنيين». وأضاف: «كثيرون اتصلوا بي من المعارضة الخارجية لكن اكتشفت بعد مرور 3 أشهر أن معظمهم لهم غايات وقاموا بإعطاء وعود كثيرة مثل تقديم دعم مادي وسلاح لكن لم يتم أي شيء».

وفيما لم يظهر هرموش بعد اعترافاته هذه، ولم ترشح أي معلومات رسمية عن مكان وجوده، تحولت عائلة هرموش وأفراد أسرته إلى ملاحقين دائمين من قبل النظام السوري الذي نكل بهم وقتل عددا منهم، بينهم أطفال.