مفاوضات متوقعة في السعودية بين الحكومة الأفغانية وطالبان

الحلف الأطلسي يؤكد الإبقاء على جدوله الزمني للانسحاب من أفغانستان رغم موقف فرنسا

عناصر سابقة في طالبان مع أسلحتهم يشاركون في مراسم احدى المناسبات مع الحكومة الأفغانية في إقليم هيرات غرب كابل أمس (أ.ب)
TT

قال مصدر دبلوماسي أفغاني أمس: إن مفاوضات ستجرى بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان في المملكة العربية السعودية، موضحا أنه «سيحضر وفد من الحكومة الأفغانية وآخر من طالبان إلى المملكة في وقت غير محدد لإجراء مفاوضات». بينما أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، أندرس فوغ راسموسن، الاثنين، الجدول الزمني لانسحاب قوات الحلف في أفغانستان (إيساف) قبل نهاية 2014، بعد قرار فرنسا إنهاء أعمالها القتالية في هذا البلد قبل عام من الموعد المقرر.

وقال المصدر الدبلوماسي الأفغاني لوكالة الصحافة الفرنسية، ردا على سؤال حول حضور طرف ثالث المفاوضات: «حتى الآن، ليس هناك طرف ثالث يحضرها». كانت مصادر متطابقة قد أعلنت، أول من أمس، أن باكستان وأفغانستان تسعيان إلى بدء مفاوضات مع طالبان في السعودية، الأمر الذي تؤيده الولايات المتحدة.

وقال عضو مجلس قيادة طالبان في مدينة كويتا غرب باكستان: «إن الحكومتين الأفغانية والباكستانية تدفعان بفكرة أن على طالبان أن يكون لها مكتب اتصال في السعودية؛ لأنهما تعتقدان أنهما استبعدتا» من المفاوضات.

وتواصل طالبان، التي أطاح تحالف بقيادة الولايات المتحدة بنظامها عام 2001، مقاتلة قوات التحالف والجيش الأفغاني. وفي بداية يناير (كانون الثاني) الحالي، أعلنت نيتها إقامة مكتب في قطر للتفاوض مع الولايات المتحدة.

وتابع المصدر أن «باكستان تحاول تقسيم طالبان إلى فئتين: واحدة تجري مفاوضات في قطر من دون باكستان، وأخرى تضم (متمردين) مؤيدين لباكستان يعتبرون أنه تم تهميشهم ويريدون مكتبا آخر في السعودية».

من جهته، أشار مصدر أفغاني رسمي إلى إمكان إجراء المفاوضات في السعودية أو في تركيا، وهما البلدان اللذان تم اقتراحهما في البدء لاستضافة مكتب لطالبان.

تأتي هذه التطورات بعد إعلان مسؤول سابق في طالبان أن مفاوضين يمثلون الحركة بدأوا في قطر محادثات أولية مع مسؤولين أميركيين تهدف إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ 10 سنوات في أفغانستان. وقال مولوي قلم الدين، الذي كان قائدا للشرطة الدينية خلال حكم حركة طالبان (في الفترة بين عامي 1996 و2001) لوكالة الصحافة الفرنسية: «لم تبدأ بعدُ محادثات السلام الفعلية، لكنهم بدأوا عملية لبناء الثقة، وسيستغرق ذلك بعض الوقت».

في غضون ذلك، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، أندرس فوغ راسموسن، في مقر الحلف في بروكسل: «سنبقي على خارطة الطريق التي وُضعت في قمة الحلف في لشبونة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2010»، والتي تنص على أن تكون عملية الانسحاب «قد اكتملت، كما نأمل، قبل نهاية 2014».

ولم يعلق الأمين العام للحلف مباشرة على القرار الذي أعلنه الجمعة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بإنهاء سحب القوات الفرنسية المقاتلة في إطار قوة «إيساف» في نهاية عام 2013، لا عام 2014. وقال راسموسن: «لا جديد في الأمر، فاعتبارا من منتصف 2013 سيكون هناك تغيير تدريجي لدور قواتنا في أفغانستان».

وأضاف أنه في هذا التاريخ «سنبدأ عملية نقل مسؤولية الأقاليم والمناطق إلى الأفغان»، مما سيؤدي إلى «تغيير دور» قوات الحلف من القتال إلى الدعم. وأوضح أن «معدل وحجم انسحاب قواتنا سيتوقفان بالتأكيد على الوضع الأمني على الأرض». وقد اتخذ القرار الفرنسي بعد مقتل 4 جنود على يد مجند أفغاني كانوا يقومون بتدريبه. واستنادا إلى وزارة الخارجية الأميركية فإن هذا القرار كان موضع «مشاورات مع الأفغان ومع الحلف الأطلسي». ومن المقرر أن يقدم وزير الدفاع الفرنسي، جيرار لونغيه، تفاصيل هذا القرار خلال اجتماع مع نظرائه في الحلف الأطلسي سيعقد الخميس والجمعة في مقر الحلف في بروكسل.