اليمن: اتساع الاحتجاجات المطالبة بإقالة قائد القوات الجوية

مصدر في مكتب نائب الرئيس لـ«الشرق الأوسط»: لا قرارات إلا بعد الانتخابات

TT

اشتدت حدة الاحتجاجات التي تطالب بإقالة الأخ غير الشقيق للرئيس علي عبد الله صالح، اللواء الركن محمد صالح الأحمر، قائد القوات الجوية والدفاع الجوي، فقد استمرت الاحتجاجات التي اندلعت الأسبوع الماضي في مطار صنعاء وقاعدة الديلمي الجوية، لتنتقل إلى معظم القواعد الجوية في معظم المحافظات اليمنية.

وآخر الألوية التي انضمت إلى الاحتجاجات «اللواء 170» في محافظة تعز، و«اللواء 180» في محافظة مأرب، إضافة إلى استمرار مئات الضباط والجنود في الاعتصام أمام منزل نائب الرئيس، عبد ربه منصور هادي، للمطالبة بإقالة الأحمر.

ويعتبر الأحمر من أقدم القادة العسكريين الممسكين بالقوات الجوية، كما يعد ضمن الحاصلين على الحصانة بصفته أحد المسؤولين خلال حقبة حكم الرئيس صالح الذي يمسك عدد غير قليل من أقربائه بمؤسسات عسكرية وأمنية ومدنية مهمة.

وتعليقا على التطورات المتمثلة في الاحتجاجات، قال مصدر في مكتب نائب الرئيس المشير عبد ربه منصور هادي لـ«الشرق الأوسط» إن هناك مشاورات واسعة يجريها النائب بشأن الموضوع، لكن المصدر استبعد صدور قرارات بإقالة مسؤولين وتبديل آخرين بهم، مشيرا إلى أنها قد تؤجل إلى ما بعد إجراء الانتخابات الشهر المقبل، حيث يجري التحضير لإنجاح الانتخابات.

وقال مصدر في القوات الجوية لـ « الشرق الاوسط « ان ضباط وافراد القوات الجوية والدفاع الجوي كلفوا العميد ركن طيار عبد الغني بن عوذل ، القائد السابق لقاعدة الديلمي بان يكون قائدا لهم ومتحدثا باسمهم . ومن المتوقع ان يعقد كبار الضباط اليوم مؤتمرا صحفيا بالقرب من منزل نائب الرئيس.

ومنذ غادر صالح سدة الحكم بتوقيعه على المبادرة الخليجية، ومؤسسات الدولة المدنية والعسكرية تشهد احتجاجات متواصلة ضد المسؤولين في نظام صالح وضد «المسؤولين الفاسدين»، حسب تعبير بعض المحتجين. وأصدر، أمس، رئيس حكومة الوفاق الوطني، محمد سالم باسندوة، قرارا بإقالة رئيس المركز الوطني للمعلومات وكلف نائبه بالقيام بمهامه، وهذه الخطوات، بحسب المراقبين، ستشجع المنتسبين لكل مؤسسات الدولة بالانضمام إلى زملائهم في الاحتجاجات لتنحية مسؤوليهم.

وفي موضوع ذي صلة، أعلنت اللجنة العسكرية لإزالة المظاهر العسكرية المسلحة أنها أنهت عملية إخلاء القوات الجوية من قوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس علي عبد الله صالح التي انتشرت في مواقع عديدة من صنعاء خلال الأشهر الماضية للأحداث والمواجهات العسكرية التي شهدتها العاصمة بين قوات صالح وقوات مناوئيه كاللواء علي محسن الأحمر وميلشيات أسرة آل الأحمر، زعماء قبيلة حاشد.

على صعيد آخر، تتوجه أنظار المواطنين اليمنيين إلى الانتخابات الرئاسية المقررة في الحادي والعشرين من الشهر المقبل، التي يعتقد أن يخوضها منفردا، نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي، بعد أن قامت كل الأطراف السياسية المشاركة في حكومة الوفاق الوطني بتزكيته لشغل منصب الرئاسة للفترة الانتقالية التي تمتد لعامين. وقد قام ناشطون من شباب الثورة بتأسيس صفحة على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» للترويج لهادي ليكون مرشحا توافقيا وخلفا لصالح بعد 33 عاما في الحكم. وبحسب الناشطين، فإنه ورغم كون النتيجة محسومة سلفا لهادي، فإنهم يرغبون في طي صفحة حكم صالح لليمن عبر الانتخابات.

إلى ذلك، قال أحمد الصوفي السكرتير الصحافي للرئيس علي عبد الله صالح إن شروط نجاح الانتخابات الرئاسية المبكرة لا تتوفر حتى اليوم، متهما أحزاب اللقاء المشترك بالسعي لإفشال الانتخابات وإحراق المرشح التوافقي في الانتخابات عبد ربه منصور هادي أمام الشعب اليمني. وأوضح الصوفي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «الانتخابات الرئاسية لا تتوفر على الحد الأدنى من شروط نجاحها، فالأسلحة الثقيلة لم تسحب، والمتاريس أزيلت من الشوارع، لكنها بقيت في النفوس وفي الأحياء والمنازل، كما أن التصعيد الإعلامي بلغ أوجه، وهناك عملية قرصنة على الوظائف العامة والمنشآت العامة لتدميرها تدميرا نهائيا من خلال إرسال (المشترك) بلاطجة للتحريض على المسؤولين في هذه المؤسسات من حزب المؤتمر». وأشار الصوفي إلى وجود «تحركات لـ(المشترك) لإفشال الانتخابات وجعل نسبة المشاركة الشعبية ضئيلة جدا، من أجل إزاحة هادي للوصول إلى السلطة».

ونفي الصوفي وجود لجنة تنسيق سياسية بين أطراف الأزمة، وقال: «لا يوجد حد أدني من التنسيق بيننا، لا نزال نتحدث عبر وسطاء، وفي أقصى الأحوال نتحدث داخل مجلس الوزراء فقط»، مشيرا إلى أن «حزب المؤتمر الشعبي حتى هذه اللحظة ضبط نفسه وأوقف الكثير من الأنشطة الإعلامية على أمل أن يساعدونا في بلورة توجهات إعلامية تؤكد التزام الأطراف بالوفاق»، وتابع: «حتى هذه اللحظة لم نتمكن من بلورة مثل هذه الاتجاهات، وكأن الأمر مقصود في أن يكون هناك فراغ في السياسيات».

وقال الصوفي: «قبل إجراء الانتخابات الرئاسية، يجب توحيد الجيش ورحيل جميع عناصر الأزمة بدءا من المعتصمين في الساحات، وانتهاء بخروج جميع عناصر الأزمة من المشهد السياسي». ولفت إلى أهمية أن تقدم الانتخابات مكاسب للشعب: «لا نستطيع أن نقول للناس اذهبوا إلى انتخابات لا تحقق لكم مكاسبكم، ولا تحمي ما أنجزتموه.. الشعب يريد برنامجا سياسيا للمستقبل».