رئيس الإمارات يستقبل غل ويشدد على أهمية ترسيخ العلاقات و«دعم أمن واستقرار المنطقة»

أول زيارة لرئيس تركي إلى الإمارات منذ 15 عاما

الرئيس التركي عبد الله غل وزوجته خير النساء لدى زيارتهما لجامع الشيخ زايد في ابو ظبي أمس (إ.ب.أ)
TT

أكد الرئيس الإماراتي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، أمس، حرص بلاده على ترسيخ علاقاتها مع تركيا «بما يسهم في دعم الأمن والاستقرار في المنطقة». وجاء ذلك عقب جلسة مباحثات جمعته بنظيره التركي، عبد الله غل، الذي يزور الإمارات العربية المتحدة في زيارة تكتسب أهمية استثنائية على اعتبار أنها الأولى لرئيس تركي للإمارات منذ 15 عاما، يرافقه وفد من 100 رجل أعمال، فيما يتزامن ذلك مع إعلان السفير التركي لدى الإمارات أن الإمارات العربية المتحدة هي أكبر شريك تجاري لبلاده في المنطقة، ومن المقرر أن يعقد منتدى الأعمال الإماراتي - التركي في دبي اليوم.

بدوره قال الرئيس التركي غل إن ما حققته دولة الإمارات من تقدم وما تشهده من نهضة اقتصادية وحضارية في مختلف الميادين، جعلها تتبوأ مركزا مرموقا على المستويين الإقليمي والدولي بفضل قيادة البلاد، معربا عن أمله بأن تشكل زيارته لدولة الإمارات مناسبة لتفعيل التعاون والشراكة مع الإمارات، و«هو ما نلمسه من إمكانات وإنجازات متسارعة وهائلة تم تحقيقها على مختلف الأصعدة».

وأبدى غل استعداد بلاده لتوسيع علاقاتها الاقتصادية والتجارية مع دولة الإمارات العربية المتحدة، مشيدا بمستوى التطور المتنامي لاقتصاد الإمارات في المنطقة والعالم، ورحب عبد الله غل بإقامة مشاريع مشتركة بين رجال الأعمال في الإمارات وتركيا وفتح آفاق جديدة لدعم التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين. وبحسب وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية، فإن المباحثات بين الجانبين تناولت سبل تطوير التعاون المشترك بين البلدين بمختلف القطاعات، والاستفادة من المقومات المتوفرة والمشجعة للارتقاء بمستوى التعاون الحالي إلى ما يخدم المصالح المشتركة لكلا البلدين الصديقين، إضافة إلى تبادل وجهات النظر حول التطورات والمستجدات الراهنة على المستويين الإقليمي والدولي والقضايا ذات الاهتمام المشترك.

وقام الرئيس التركي بسلسلة زيارات إلى عدة معالم في أبوظبي برفقة زوجته خير النساء، كان على رأسها زيارة جامع الشيخ زايد ومدينة مصدر وجامعة زايد، وأعرب الرئيس التركي غل عن تفاؤله بهذه الزيارة، لافتا إلى أن «هذه الزيارة إيجابية، فمنذ فترة طويلة لم يقم رئيس تركي بزيارة الإمارات العربية المتحدة، أما الآن فالعلاقات بين البلدين تسير على أعلى المستويات»، مشيرا عقب زيارته لمدينة مصدر إلى أنه من الواضح أن الإمارات تبني مدنا مستقبلية «شعرت بالاعتزاز بهذه المدينة».

إلى ذلك، أكدت الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي، وزيرة التجارة الخارجية، أن الظروف الاقتصادية الدولية الحالية تفرض على مختلف الكيانات الاقتصادية السعي نحو الاستفادة من مختلف فرص التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري، لتفعيل الجهود الدولية للتغلب على الآثار غير المواتية للأزمات الاقتصادية، في ضوء تجارب التعامل مع الأزمة المالية العالمية، التي أثبتت فعالية التعاون لمواجهة الأزمات المالية. وأوضحت خلال لقائها في مقر الوزارة في أبوظبي أمس فايق يافوز، نائب رئيس اتحاد الغرف التركية، أن دولة الإمارات انتهجت سياسات اقتصادية قائمة على الاقتصاد الحر والانفتاح التجاري على كل دول العالم، إذ وصل عدد أسواق الدول التي تتعامل معها الإمارات لنحو 202 دولة سوق من مختلف قارات العالم، وامتلاكها كل المقومات التنافسية لجعلها بيئة مواتية لممارسة الأعمال الدولية ومرتكزا للتحركات السلعية الدولية بين الشرق والغرب. وتناول اللقاء فرص التعاون التجاري والاقتصادي بين تركيا والإمارات الذي «يعد من أهم المرتكزات للمرحلة المقبلة من التعاون»، مشيرة إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ 8 مليارات و85 مليون درهم، أي ما يقارب 23 مليارا وأربعة ملايين دولار.

من جانبه أكد فايق يافوز حرص بلاده على تعزيز علاقات التعاون الاقتصادية مع الإمارات، لكونها تمتلك موقعا استراتيجيا مهما وخدمات لوجيستية لتعزيز تجارة تركيا مع المنطقة، موضحا أن الإمارات تعتبر الشريك التجاري الأول بالنسبة لتركيا على مستوى المنطقة، لافتا إلى وجود الكثير من القطاعات الحيوية التي توفر الكثير من الفرص الاستثمارية الملائمة للمستثمرين الإماراتيين في تركيا، وتحديدا في قطاعات السياحة والصناعة والزراعة والتكنولوجيا النظيفة.

وبلغت قيمة التبادل التجاري بين الإمارات وتركيا مليارين و81 مليون دولار خلال التسعة أشهر الأولى من عام 2011، بمعدل نمو 32 في المائة مقارنة بالتسعة أشهر الأولى من عام 2010، منها صادرات بقيمة 617 مليون دولار.