هنية يقوم بجولة عربية وإسلامية جديدة.. يبدأها من قطر

يزور طهران.. وحماس قد تفتح مكتب ارتباط لها في تركيا

إسماعيل هنية يصافح ضابطا في شرطة الحدود في معبر رفح عند مغادرته، أمس (أ.ف.ب)
TT

بعد أقل من شهر على آخر جولة خارجية قام بها، شرع إسماعيل هنية، رئيس حكومة غزة، أمس، في جولة عربية وإسلامية، تشمل قطر وإيران. ويرافق هنية في جولته وفد يضم أهم قياديين في حركة حماس أفرج عنهما في صفقة تبادل الأسرى الأخيرة مع إسرائيل، وهما: يحيى السنوار، وروحي مشتهى، وكانا يقضيان أحكاما بالسجن مدى الحياة، بالإضافة إلى اصطحاب هنية، وزير الأشغال العامة، يوسف المنسي.

ورجحت مصادر فلسطينية أن يكون حرص هنية على اصطحاب قائدي الأسرى ووزير الأشغال مرتبط بهدف الجولة، التي تركز على مشاريع إعادة إعمار قطاع غزة وقضية الأسرى في سجون الاحتلال.

وكشف الناطق باسم حكومة غزة المقالة، طاهر النونو، في بيان صحافي صدر عنه أن «رئيس الوزراء تلقى رسالة من الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، تضمنت دعوة رسمية لزيارة الجمهورية الإسلامية». وقال إن الرسالة «انطوت على التهنئة بمناسبة حلول ذكرى الانتصار في حرب الفرقان».

من ناحيته قال يوسف رزقة، المستشار السياسي لهنية، إن الجولة تشمل إيران ودولا عربية وإسلامية أخرى، من دون أن يسمها. وأوضح رزقة أن هنية سيبحث مع أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ملفات سياسية على رأسها المصالحة الفلسطينية وملف القدس والاستيطان والتهويد واستهداف نواب المجلس التشريعي من قبل سلطات الاحتلال، علاوة على بحث مشاريع تنمية قطاع غزة. وكذلك ملف إنشاء مدينة رياضية بتمويل قطري، بعد أن تم تهيئة الأرض اللازمة لذلك وتحسن توفير مواد الإعمار، مشيرا إلى أن أمير قطر سبق له أن وعد عام 2006، بدعم إنشاء هذه المدينة بتكلفة 17 مليون دولار. وأوضح رزقة أن هنية سيبحث في قطر، أيضا، دعم قطاعي الصحة والتعليم في القطاع. وشدد على أن هنية سيبحث مع القيادات السياسية في الدول التي سيزورها التطورات على القضية الفلسطينية ودراسة استنهاض الأمة لصالحها، مشيرا إلى أن الجولة «تحمل طابعا رسميا وطنيا وليس حزبيا»، مؤكدا أن الملفات التي سيبحثها رئيس الوزراء هي من أجل عامة الشعب بأكمله. واعتبر رزقة جولة هنية: «استكمالا للجولة السابقة»، لافتا إلى أن توقيتها «في غاية الأهمية والدقة، لا سيما أن المتغيرات الكبيرة التي تعيشها الأمة العربية كلها تنظر إلى القضية الفلسطينية بوصفها محركا أساسيا لمجموع هذه المتغيرات، وأيضا ستستفيد منها القدس والقضية».

وقد أقلت طائرة قطرية هنية والوفد المرافق له من مطار العريش إلى الدوحة للقاء الأمير غدا. وقبيل مغادرته، التقى هنية في معبر «رفح» الحدودي عددا من المسافرين، ووعدهم بتحسين ظروف السفر في المستقبل، مشيرا إلى أنه تلقى تطمينات من الجانب المصري بتحسين ظروف العمل في المعبر.

على صعيد متصل، لم يستبعد الرئيس التركي، عبد الله غل، أن تفتح حماس مكتب ارتباط لها في تركيا.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن غل قوله للصحافيين، في سياق رده على معلومات صحافية تحدثت عن تدشين مكتب ارتباط لحماس قريبا في بلاده: «تركيا دولة تدافع بقوة عن الملف الفلسطيني. وحماس حزب سياسي مهم شارك في الانتخابات وفاز بها» في قطاع غزة. ونقلت الصحف التركية، أمس، عن غل قوله: «سنرى مستقبلا إلى أين سيفضي هذا التعاون» بين أنقرة وحماس. وتعليقا على معلومات تناقلتها الصحف الإسرائيلية، بتعهد تركيا تقديم مساعدة مالية لحماس بقيمة 300 مليون دولار، قال مصدر دبلوماسي تركي طلب عدم الكشف عن اسمه «ليس هناك مساعدة مماثلة لكن بالطبع تركيا تسهم بمشاريع إنسانية في غزة»، لا سيما إعادة إعمار هذا القطاع الذي شنت إسرائيل عليه هجوما كبيرا في 2008، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وكان الرئيس الإسرائيلي، شيمعون بيريس، انتقد، مجددا، المساعدات التي تقدمها تركيا لحركة حماس. ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن بيريس قوله، إن هذه المساعدات «تمثل إضافة للبنى التحتية للإرهاب».

على صعيد آخر، قال صلاح البردويل، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، إن الزيارة التي قام بها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، إلى الأردن أول من أمس جاءت «في سياق تصحيح الخطأ التاريخي الذي ارتكبه الأردن بطرد قيادات الحركة قبل أعوام عدة». ونوه البردويل بأن الأردن هو الذي بادر لإتمام الزيارة، معتبرا أن طرد قيادة حماس من الأردن كان «خطأ تاريخيا وقانونيا».