انقسام دول الاتحاد الأفريقي الناطقة بـ«الإنجليزية» و«الفرنسية» حول اختيار رئيس

الرئاسة النيجيرية قالت إن جوناثان لم ينافس رئيس بنين على رئاسة الاتحاد الأفريقي

رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما (يمين) يرقص مع الرئيس التنزاني جاكايا كيكويتي أثناء حفل العشاء الذي أقيم خلال قمة دول الاتحاد الأفريقي التي عقدت في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا أمس (إ.ب.أ)
TT

اختتمت دول الاتحاد الأفريقي قمتها أمس دون أن تنجح في انتخاب رئيس لمفوضيتها، بعد انقسام الأصوات بين دول الاتحاد الأفريقي الناطقة بـ«الإنجليزية» والأخرى الناطقة بـ«الفرنسية»، وتم تأجيل حسم الأمر إلى القمة المقرر عقدها الصيف المقبل، فيما نفت الرئاسة النيجيرية أن يكون رئيسها قد نافس رئيس بنين على منصب رئاسة الاتحاد الأفريقي في دورته الجديدة.

ونفت الرئاسة النيجيرية أمس الأنباء التي تحدثت عن أن الرئيس غودلك جوناثان رشح نفسه لمنصب رئيس الاتحاد الأفريقي خلال القمة الأفريقية الثامنة عشرة التي عقدت في أديس أبابا أول من أمس. وقال روبين أباتي المتحدث باسم الرئيس النيجيري في بيان أمس: «الرئيس لم ينافس رئيس بنين بوني يايي على منصب زعامة الاتحاد الأفريقي، لأنه لم يكن هناك منافس لرئيس بنين أصلا». وأضاف أباتي أن جوناثان سهل مهمة رئيس بنين في الحصول على زعامة الاتحاد الأفريقي بسبب العلاقات القوية بين البلدين، نافيا بذلك الأنباء التي تحدثت عن معارضة رئيس غانا جون أتا تولي الرئيس جوناثان منصب زعامة الاتحاد الأفريقي، وأشار إلى أن العلاقات النيجيرية - الغانية ممتازة وأن البلدين العضوين في المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (اكواس) يتمتعان بروابط قوية.

وهذه أول قمة للاتحاد الأفريقي منذ سقوط العقيد الراحل معمر القذافي الذي كان يمثل حضورا طاغيا خلال انعقادها. وكان رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي المشاركون في القمة قد اختاروا أول من أمس رئيس جمهورية بنين رئيسا للاتحاد الأفريقي خلفا لرئيس غينيا الاستوائية تيودور أوبيانغ نجوما، الذي رأس الاتحاد خلال العام الماضي 2011. وقالت وكالة الصحافة الفرنسية أمس إن القمة الأفريقية لم تتوصل إلى انتخاب رئيس هيئتها الأساسية، أي المفوضية، حيث انقسم القادة الأفارقة تقريبا بالتساوي بين الغابوني جان بينغ والجنوب أفريقية نكوسازانا دلاميني زوما، وإنه عقب أربع جولات اقتراع تبينت خطوط الانقسام بين دول أفريقيا الجنوبية الناطقة بالإنجليزية، والغربية الناطقة بالفرنسية، رغم أن القادة الأفارقة حاولوا التقليل من أهمية تلك الانقسامات. وقال رئيس زامبيا ميكايل ساتا عقب الاجتماع إنه «لم يفز أي من المرشحين المتنافسين» مضيفا أن «الاقتراع المقبل سيجري في يونيو (حزيران)»، خلال قمة الاتحاد الأفريقي. وحصل بينغ (69 سنة) الذي يتولى هذا المنصب منذ 2008 في الدورة الأولى على 28 صوتا متقدما قليلا على الزوجة السابقة لرئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما (25 صوتا)، وخلال الجولتين التاليتين (27 مقابل 26، و29 مقابل 24).

واضطرت دلاميني زوما (63 سنة) وزيرة الداخلية حاليا في جنوب أفريقيا، طبقا للقانون، إلى أن تسحب ترشيحها، لكن بينغ، الذي كان مقربا من الرئيس عمر بونغو، لم يحصل، على الرغم من أنه كان المرشح الوحيد، على أغلبية الثلثين الضرورية، واكتفى في الجولة الرابعة بـ32 صوتا وعشرين بطاقة بيضاء، أي أقل من الأغلبية المطلوبة بأربعة أصوات.

وفي انتظار القمة المقبلة، سيكلف برئاسة المفوضية بالنيابة نائب رئيسها الحالي الكيني ايراستوس موينشا. وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن مراسلها لاحظ أنه بعد فشل بينغ، رقص نحو عشرة من أعضاء الوفد الجنوب أفريقي فرحا لبضع دقائق في ممرات مقر الاتحاد، مشيرة إلى أن هذه الحماسة تعكس حدة الحملة رغم أن رئيس ساحل العاج الحسن وتارا أكد أن «القارة ليست منقسمة» موضحا أن «القوانين هي التي يجب مراجعتها. يجب إدخال الديمقراطية في اتحادنا» في إشارة ضمنية إلى أغلبية الثلثين.

وقامت جنوب أفريقيا، التي تعد القاطرة الاقتصادية في القارة، والتي لا تخفي طموحاتها، بحملة حثيثة من أجل فرض نكوسازانا دلاميني زوما. وقالت دلاميني زوما في خطابها أمام القمة: «أعتقد أنه بإمكاننا أن نفعل المزيد من أجل أن ينجز الاتحاد الأفريقي المهمة التي ألقيت عليه».

ويأخذ دبلوماسيو جنوب أفريقيا على جان بينغ بشكل غير رسمي أنه لم يفلح في فرض صوت أفريقيا في الأزمات المتكررة منذ سنة في القارة، خصوصا خلال الانتفاضة التي أطاحت بنظام القذافي في ليبيا بدعم عسكري من حلف شمال الأطلسي.

ووزع نص خطاب دلاميني زوما باللغتين الإنجليزية والفرنسية، على ما يبدو، لعدم إثارة استياء الدول الأفريقية الناطقة بالفرنسية التي كانت في معظمها تدعم بينغ الذي كان قام بحملة أكثر تحفظا ويراهن على ما يبدو على قلق عدة دول، خصوصا منها الصغيرة المتخوفة من هيمنة جنوب أفريقيا على المنظمة.