تصريحات نسبت إلى بن كيران والغنوشي في دافوس تثير جدلا في بلديهما

الخلفي: رئيس الحكومة المغربية لم يلتق بصحافي إسرائيلي.. ومصادر «النهضة»: زعيم الحركة كان ضحية عمل مدبر

عبد الإله بن كيران
TT

أثارت تصريحات نسبتها إذاعة إسرائيلية إلى كل من عبد الإله بن كيران رئيس الحكومة المغربية وراشد الغنوشي زعيم حزب النهضة التونسي، جدلا واسعا في كل من المغرب وتونس. وكانت إذاعة «صوت إسرائيل» المقربة من الجيش الإسرائيلي، نشرت على موقعها على شبكة الإنترنيت تصريحات مقتضبة لكل من بن كيران وراشد الغنوشي. وقالت في هذا الصدد إن زعيم حزب النهضة الإسلامي التونسي راشد الغنوشي أبلغ مراسلا لها في دافوس (سويسرا) أن مستقبل علاقات بلاده مع إسرائيل يحكمه التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية، وأشار موقع «عربيل» أيضا إلى أن رئيس الوزراء المغربي بن كيران زعيم حزب العدالة والتنمية الإسلامي عبر عن موقف مماثل، وأضاف الخبر يقول: «قال الاثنان لمراسل (صوت إسرائيل) في المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في دافوس بسويسرا إن على الفلسطينيين أن يقرروا بأنفسهم طبيعة علاقاتهم مع إسرائيل. وأكدا أن الحركات الإسلامية ستتصرف بموجب القرار الفلسطيني».

لكن مصطفى الخلفي وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية نفى في الرباط أن يكون بن كيران رئيس الحكومة المغربية قد أدلى بأي تصريح لإحدى وسائل الإعلام الإسرائيلية، وأكد الخلفي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن بن كيران خلال مشاركته في مؤتمر دافوس لم يلتق قط مع أي صحافي إسرائيلي كما أنه لم يدل بأي تصريح لوسيلة إعلام إسرائيلية. وفسر الخلفي ما حدث قائلا: «كل ما في الأمر أنه بعد مشاركة رئيس الحكومة في المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس كانت هناك مجموعة من وسائل الإعلام الدولية وكان كل مراسل يطرح سؤالا دون أن يقدم نفسه».

وفي موضوع ذي صلة، انتقدت المعارضة التونسية مشاركة الغنوشي في منتدى «دافوس» ومرافقة معاذ الغنوشي والده إلى مؤتمر دافوس، كما انتقدت التصريح الذي نسبته إليه الإذاعة الإسرائيلية، وقالت مصادر من المكتب الإعلامي لحركة النهضة إن الدعوة الموجهة للغنوشي من قبل المنتدى الاقتصادي كانت بصفته الحزبية المحلية باعتباره رئيسا لحزب حصل على الأغلبية في الانتخابات. وقال نجيب الغربي الناطق الرسمي باسم حركة النهضة إن التصريح الذي أدلى به الغنوشي إلى إذاعة «صوت إسرائيل» كان مدبرا؛ إذ لم يدل الصحافي الإسرائيلي بهويته الأصلية، مشيرا إلى أنه غالبا ما يستغل هؤلاء المنتديات الكبرى لتقديم أنفسهم على أساس أنهم ينتمون لمؤسسات إعلامية أوروبية. واعتبر الغربي أن الغنوشي وبن كيران لم يعلما بحقيقة الصحافي الإسرائيلي ولو كانا يعلمان بهويته لما أدليا له بأي تصريح. في سياق منفصل، قال الخلفي إن مشاركة رئيس الحكومة المغربية في مؤتمر دافوس «كانت إيجابية، حيث عقد والوفد المرافق له اجتماعات مع كبار المسؤولين في عالم المال ومع شخصيات سياسية مرموقة» على حد قوله. وكانت منظمة مغربية مناهضة للتطبيع مع إسرائيل طالبت بن كيران بإيقاف جميع مظاهر التطبيع. يشار إلى أن عبد الإله بن كيران الذي نالت حكومته ثقة البرلمان الأسبوع الماضي، أطل لأول مرة على العالم من محطة دافوس، حيث تعتبر زيارته إلى سويسرا أول رحلة له إلى خارج المغرب، ودعا بن كيران رجال الأعمال في الملتقى الدولي للاستثمار في بلاده. وخلال مداخلته الرئيسية، لفتت الانتباه عبارته التي قال فيها إنه سيلتقي الجميع لكن بشرط «أن لا توضع خمور على طاولة الأكل» على حد تعبيره.