مقتل أكثر من 40 في ولاية واراب مسقط رأس رئيس دولة جنوب السودان

وزير إعلام جنوب السودان لـ «الشرق الأوسط»: ليس بالنفط وحده نحيا.. وعلى الخرطوم وقف اعتداءاتها

TT

اتهمت دولة جنوب السودان الحكومة السودانية بتسليح ميليشيا قتلت 40 شخصا في هجوم قبلي جديد في ولاية واراب، في الدولة حديثة الاستقلال، في وقت أكدت فيه جوبا أن إفراج الخرطوم عن ناقلات محملة بنفط جنوب السودان كانت محتجزة في ميناء بورتسودان ليست كافية، ولا بد من اتفاق شامل لكل القضايا الخلافية بين الدولتين، وكشفت عن بدء شركات أميركية وفرنسية وصينية في العمل على بناء مصفاة للنفط ومد الأنابيب إلى دولة كينيا.

وقال وزير الإعلام في جنوب السودان، دكتور برنابا مريال بنجامين لـ«الشرق الأوسط»، إن الحكومة السودانية تقف وراء تسليح الميليشيات الجنوبية، وأضاف أن حكومته قامت بنزع السلاح في ولاية واراب، ولكن الخرطوم كانت تمد الميليشيات في ولاية الوحدة بالسلاح، الذي تم استخدامه، أمس، وأدى إلى مقتل 40 مواطنا، وقال: «طبعا ولاية واراب هي مسقط رأس الرئيس سلفا كير، وتحاول الخرطوم أن ترسل رسالة بذلك، ونحن فهمنا ما يريده المؤتمر الوطني الحاكم، وهذا ليس في صالحه لأنها لعبة قديمة»، مشيرا إلى أن الأوضاع مستقرة في الولاية، وأن وزيري الداخلية والدفاع يقفان على الأوضاع، إلى جانب الحاكمين في ولاية الوحدة التي انطلق منها المهاجمين إلى واراب لإعادة الأمن في المنطقة، وأضاف أن ما تقوم به حكومة السودان في زعزعة الاستقرار ليس جديدا.

وقال بنجامين إن حكومته تأخذ تصريحات مساعد البشير، الدكتور نافع علي نافع، قبل يومين، إن حكومته يمكن أن تصل إلى داخل الجنوب مأخذ الجد وأنها أبلغت الجهات الإقليمية والدولية بتلك التصريحات التي اعتبرها بأنها تعني نوايا حربية وإرهاب للدولة حديثة الاستقلال، وأضاف: «نعرف أن هناك صقورا في الخرطوم لا يسعون إلى أن تكون العلاقة بين الدولتين مستقرة، ويعملون على عرقلتها باستمرار بدعم الميليشيات التي لم تأتِ أكلها، والآن بالتهديد المباشر»، وقال: «نحن ضد الحرب، ولكن لن نقف مكتوفي الأيدي إذا قامت الخرطوم بالاعتداء علينا، خاصة أننا أصبحنا دولتين، وعلى الحكام في السودان أن يحلوا مشكلاتهم بعيدا عنا»، مشيرا إلى أن الخرطوم تقوم بتجنيد الطلاب والشباب الجنوبيين الموجودين في الشمال بالقوة، وتدخلهم معسكرات في الشمال لتقود بهم حرب ضد دولتهم، وقال: «هربت أعداد كبيرة من تلك المعسكرات، وقدموا إفادات مهمة بعمليات التجنيد وما يطلب منهم، وأن هناك كبارا من المسؤولين يشرفون على تلك المعسكرات».

وكان وزير داخلية جنوب السودان، السون مناني مقايا، قد قال في تصريحات صحافية، إن ميليشيا مسلحة من قبل الخرطوم قامت بهجوم على ولاية واراب وقتلت أكثر من 40 شخصا في هجوم قبلي جديد دائما ما تشهده هذه الدولة حديثة الاستقلال، وأضاف أن المهاجمين كانوا من ولاية الوحدة الغنية بالنفط هجموا على معسكر للمواشي، وتابع: «كانوا مسلحين من الخرطوم والهجوم من عناصر لقبيلة النوير أغاروا على معسكر تابع لقبيلة الدينكا»، مشيرا إلى أن عدد الجرحى لم يتضح لكن المهاجمين استولوا على مواش كثيرة.

من جهة أخرى، كشف بنجامين أن شركات أميركية بدأت في تشييد المصفاة الخاصة بنفط دولته، وأن العمل سينتهي خلال أربعة أشهر، وأضاف أن شركات صينية وفرنسية ستبدأ العمل في مد خطوط الأنابيب من جنوب السودان إلى كينيا، وتابع: «نحن خططنا لهذا السيناريو منذ عام 2004، قبل توقيع اتفاقية السلام لأننا نعرف أن حكام الخرطوم لا يمكن الوثوق فيهم إطلاقا»، وقال: «طبعا ليس بالنفط وحده يحيا الإنسان، لدينا أراض زراعية خصبة جدا ومياه.. يمكن أن نعتمد على موارد أخرى من غير النفط».