موسكو: دمشق وافقت على إجراء حوار مع المعارضة.. وننتظر رد الأخيرة

مساع روسية لعرقلة تصويت فوري في مجلس الأمن

TT

أعلنت موسكو عن قبول السلطات السورية ما طرحته روسيا من اقتراحات حول إجراء حوار مع ممثلي المعارضة في العاصمة الروسية. وأشارت وزارة الخارجية الروسية في بيان أصدرته أمس إلى أنها وانطلاقا من إدراكها لتعقد الأوضاع الراهنة في سوريا ورغبة من جانبها في تسوية هذه الأوضاع بالطرق السياسية ودون تدخل أجنبي وجهت الدعوة إلى السلطات السورية وكل فصائل المعارضة من أجل إيفاد ممثليها إلى موسكو في الوقت الذي يناسب كل الأطراف المعنية لإجراء الاتصالات غير الرسمية ومن دون أي شروط مسبقة وبما يسمح بمناقشة كل القضايا الوطنية المطروحة على الساحة ومن دون أي قيود بما في ذلك التحضير للحوار السوري - السوري تحت رعاية جامعة الدول العربية.

وقال البيان الصادر عن الخارجية الروسية إن موسكو تلقت ردا إيجابيا من جانب سلطات دمشق، بينما أعربت عن أملها في أن تتلقى موافقة المعارضة خلال الأيام القليلة المقبلة بما يعلي المصالح العليا للشعب السوري على أي تصورات أخرى حسب نص البيان.

وأعربت موسكو عن يقينها من أن سرعة إجراء مثل هذه الاتصالات مسألة بالغة الحيوية من أجل وقف كل أشكال العنف في سوريا والحيلولة دون أي كسور دموية ومواجهة، وإنجاح التحولات الديمقراطية العميقة بما يتفق وطموحات الشعب السوري.

وجاء إعلان وزارة الخارجية الروسية قبل يوم واحد من اجتماع مرتقب لمجلس الأمن الدولي لبحث دعم المبادة العربية لوقف العنف في روسيا. وتسعى روسيا إلى تجنب تصويت فوري في مجلس الأمن على مسودة القرار الغربي - العربي بشأن سوريا، وقالت إنها تريد دراسة توصيات المراقبين العرب قبل بحث الخطة التي تدعو الأسد إلى التنحي عن السلطة. وجاءت تصريحات غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي قبل يوم من الموعد المقرر لإطلاع الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، مجلس الأمن على أحدث التطورات لحشد التأييد لخطة الجامعة العربية لإنهاء العنف الذي تشهده سوريا منذ 10 أشهر، الذي سقط خلاله أكثر من 5 آلاف قتيل. وتريد بريطانيا وفرنسا أن يصوت مجلس الأمن الأسبوع المقبل على مسودة قرار تؤيد دعوة الخطة العربية للرئيس السوري، بشار الأسد، إلى التنحي. لكن غاتيلوف قال إن توصيات المراقبين العرب في سوريا بقيادة الفريق الأول الركن محمد أحمد مصطفى الدابي، السوداني الجنسية، يجب أن تقدم إلى أعضاء مجلس الأمن بما في ذلك روسيا التي قال إنها لم تطلع على نتائج بعثة المراقبين العرب.

ونقلت وكالة «إنترفاكس» للأنباء عنه قوله: «من المنطقي نظرا للطبيعة المركبة لهذه القضية أن يتمكن أعضاء مجلس الأمن من دراسة التوصيات وما خلصت إليه بعثة المراقبة بالتفصيل»، ومضى يقول: «بعد ذلك فقط سيكون من الممكن إجراء مناقشات ملموسة لهذه المسألة في مجلس الأمن»، حسب ما أوردته وكالة «رويترز».

وأصبحت روسيا، العضو الدائم في مجلس الأمن ولها حق النقض (الفيتو)، معزولة بشكل متزايد في دعمها للأسد مع استمرار القمع الشديد للاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية. وكان سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسية، أعرب في حديث سابق خلال زيارته لبروناي عن رغبته في الاطلاع على تقرير الجامعة العربية الذي استندت إليه المبادرة العربية والاستماع إلى وفد الجامعة إلى نيويورك قبل تحديد رأي روسيا في مسودة القرار المطروحة على مجلس الأمن الدولي حول الأوضاع في سوريا.