معلومات متضاربة عن شبان لبنانيين فقدوا بمدينة تلكلخ السورية بظروف غامضة

ذووهم نفذوا اعتصاما وطالبوا القيادات اللبنانية بالإسراع بكشف مصيرهم

TT

نفّذ أهالي وأشقاء الشبان الثلاثة الذين ترددت معلومات عن اختفائهم وفقدانهم في سوريا وهم ماهر درباس وخالد صالح (لبنانيان) ومجاهد دندشي (سوري)، اعتصاما سلميا في المنطقة الواقعة بين بلدتي مشتى حسن ومشتى حمود القريبتين من الحدود السورية، للمطالبة بالكشف عن مصيرهم رافعين اللافتات التي تطالب السلطات اللبنانية والسورية بالعمل على ذلك.

وألقى شقيق أحد المفقودين معالي درباس كلمة باسم المعتصمين كلمة دعا فيها رؤساء الجمهورية ومجلس النواب والحكومة ميشال سليمان ونبيه بري ونجيب ميقاتي إلى «التدخل والسعي لدى السلطات السورية لكشف مصيرهم». وقال «إن الشباب مفقودون في سوريا وهذه الحالات تتكرر بشكل دائم كما حصل مع صيادي العريضة ومع الصحافي الفرنسي وغيرهم الكثير».

وأعلن معالي درباس في اتصال مع «الشرق الأوسط»، أن شقيقه «دخل سوريا منذ نحو الشهر بطريقة شرعية وعن طريق الأمن العام، وهو انتقل إلى هناك لزيارة زوجته الطالبة في جامعة حلب، وتقيم في مدينة تلكلخ وكان برفقة صديقين له، أحدهما اللبناني خالد صالح والثاني السوري مجاهد دندشي بهدف زيارة أقارب لهما، ولم يتمكن من اصطحاب زوجته والعودة إلى لبنان بسبب الوضع الأمني والحصار المفروض على تلكلخ، لكن منذ أسبوع فقدنا الاتصال به نهائيا». وقال «أمس (الأول) تبلغنا عبر بعض وسائل الإعلام التي أوردت اسم شقيقي وعدد من الأشخاص من مشتى حسن وباب التبانة وعكار بأنهم قتلوا في سوريا، علما أن أشخاصا ذكرت أسماؤهم بين القتلى موجودون معنا في لبنان ويزاولون عملهم بشكل طبيعي، لكن مصير أخي ورفيقيه لا يزال مجهولا». نافيا ما نقلته عنه إحدى وكالات الأنباء بأن «الشبان الثلاثة سلكوا طريقا غير شرعي بين لبنان وسوريا، وأن أخبارا وصلت بالتواتر تفيد بأنهم قتلوا بالرصاص في تلكلخ». مشددا على أن «مصيرهم مجهول».

أما مفيد درباس (الشقيق الثاني للمفقود ماهر)، فأوضح أن شقيقه «توجه منذ أكثر من أسبوعين إلى سوريا وتحديدا مدينة تلكلخ، مع صديقين له أحدهما لبناني ويدعى خالد صالح والثاني سوري يدعى مجاهد دندشي بهدف زيارة أقارب لهم، وفقدنا الاتصال بهم منذ ذلك الحين نهائيا ولم نعد نعرف شيئا عنهم». وقال لـ«الشرق الأوسط»، «علمنا من بعض أقاربنا السوريين في تلكلخ أن الشاب الذي كان برفقة شقيقي مجاهد دندشي (والده سوري من تلكلخ ووالدته لبنانية من بلدة مشتى حمود) قد قتل بشكل مؤكد، لكن لا نعرف الظروف والأسباب، أما شقيقي ماهر فلا معلومات عنه». ونفى أن يكون شقيقه «يعمل لمصلحة الثوار في سوريا». وأضاف «نحن ليست لدينا مشكلة مع النظام السوري لا بل نحن من مؤيدي هذا النظام، ومعظم أقاربنا سوريون ويقيمون في تلكلخ لأن عائلتنا نصفها في سوريا والنصف الآخر في لبنان، ونتواصل معهم يوميا وندخل الأراضي السورية بشكل طبيعي، خلافا لما يروّج في الإعلام عن المناطق الحدودية». وجدد درباس مناشدته الرؤساء الثلاثة ووزير الداخلية (مروان شربل) إجراء الاتصالات اللازمة لكشف مصير شقيقه وإعادته إلى منزله وأهله.

بدوره أوضح رئيس بلدية مشتى حسن، حمزة الأحمد لـ«الشرق الأوسط» أن «لا معلومات رسمية عن مصير الشباب المفقودين في تلكلخ». ولفت إلى «ورود معلومات تفيد أن السوري مجاهد دندشي المقيم في بلدة مشتى حمود (اللبنانية الحدودية) قتل فعلا، لكن نحن لا نستطيع أن نجزم بذلك لأن القضية فيها شق إنساني، وننتظر نتائج الاتصالات التي تجريها السلطات اللبنانية مع الجانب السوري في هذا الخصوص».