الجيش السوري الحر يعيش أيام «ما قبل الانتصار».. ويستعد لـ«معركة دمشق»

معسكر الضباط يعيش حالة استنفار.. وأمين سره لـ «الشرق الأوسط»: نحن على بعد كيلومترات من القصر

مجموعة من منشقين جدد عن الجيش السوري بأسلحتهم يتظاهرون في ريف إدلب أمس
TT

لم تكن معنويات الجيش السوري الحر يوما بهذا الارتفاع منذ تأسيسه الصيف الماضي، فعلى الرغم من الظروف الصعبة التي يعيشها عناصره، في تركيا وفي الداخل السوري على السواء، فإن النتائج العسكرية التي حققها هؤلاء بإمكاناتهم المتواضعة رفعت معنوياتهم إلى حد التبشير بنصر قريب جدا.

يعيش معسكر الضباط القريب من بلدة بونيون التركية حالة من الاستنفار الشديد، الكل يتابع أخبار المعارك والجولات التي يخوضها رفاقهم في الداخل السوري. لا يأبه هؤلاء للظروف المناخية القاسية التي تدنت فيها الحرارة إلى ما دون الصفر ليلا، ولا إلى مستنقعات الوحل التي تحيط بخيامهم، ولا حتى بالكهرباء التي تنقطع عن كامل المخيم لأوقات طويلة في اليوم.

يقول أحد الضباط في المخيم الذي يضم مركز قيادة الجيش الحر إنهم «لا يأبهون بقلة الموارد، لا الطعام ولا الظروف المناخية، إنما يريدون السلاح، والسلاح فقط لأنه المخرج الوحيد لهم من الأزمة والسبيل الوحيد إلى النصر على النظام المجرم الذي يقتل من شعبه يوميا ما لم تقتله إسرائيل». ويضيف: «لا حل إلا بالعسكر... لقد رأينا المبادرات العربية والغربية تسقط واحدة تلو الأخرى، والمسرحيات الهزلية التي قام بها العرب من دون جدوى... الحل هو بسواعدنا، وسوف نحصل عليه قريبا».

قائد الجيش الحر، رياض الأسعد، يبدو حذرا كثيرا خلال هذه الأيام، ثمة نصر يشتمّه ورفاقه، وثمة «مسؤولية كبيرة على الجميع»، يختصر القائد الحذِر بطبعه كلامه، حتى مع المقربين منه، منصرفا إلى العمل والاجتماعات اليومية والاتصالات التي يجريها فريق العمل في المجلس العسكري. «الانشقاقات كبيرة جدا وتتزايد يوميا، ولو أننا فقط نمتلك غطاء جويا لرأينا الأمور مختلفة جدا»، يضيف مؤكدا.

المعسكر الذي كان يحوي نحو 300 منشق، غالبيتهم من الضباط، يشهد نزوحا كبيرا نحو الأراضي السورية. الكثير من الضباط توجهوا إلى الداخل السوري وبعضهم يستعد لذلك، كما يقول أمين سر المجلس العسكري النقيب المظلي عمار الواوي. يقول النقيب الواوي: «إن الانشقاقات تتوالى داخل النظام، وقد وصل الجيش السوري الحر إلى مشارف القصر الجمهوري، لكننا أحجمنا عن مهاجمته خوفا على المدنيين»، مشددا على أن «الأيام المقبلة ستكون على موعد مع عملية دمشق وصولا إلى القصر، وسنسقطه (النظام) من دون تدخل خارجي».

يستند النقيب الواوي إلى ما يقول إن الجيش الحر فعله داخل سوريا: «أصبح لدينا في كل محافظة منطقة نسيطر عليها، وفي نهاية المطاف سوف نفرض المنطقة العازلة بأنفسنا، وكلما ضعف النظام ازدادت قوتنا». ويشير إلى أنه في الأيام المقبلة ستكون كل العمليات موجهة نحو دمشق. ويرفض الواوي الذي يتجول في المعسكر باللباس العسكري الكامل «استعدادا للمنازلة الأخيرة» الكلام عن عدد الضباط والعناصر في المعسكر، قائلا إن العدد كبير، والعدد الأكبر هو على الأرض لا في المخيم»، مؤكدا أن الانشقاقات كبيرة «وسوف تصبح رأسية، لنجد (الرئيس السوري) بشار (الأسد) هاربا نحو قم أو موسكو، فلا مكان له في سواهما».

ويوجه الواوي رسالة إلى (الأمين العام لحزب الله) حسن نصر الله يدعوه فيها إلى «كف يد القتل عن الشعب السوري الذي كان هو من احتضن الشعب اللبناني خلال حرب عام 2006 ففتح بيوته لهم، وليس النظام»، ملوحا بمحاسبته في «محاكم الثورة بعد انتصارها، ودعاه «حرصا من الشعب السوري على لبنان إلى الوقوف إلى جانب الشعب السوري».

ويعيش من في المعسكر خيبة من أداء المجلس الوطني السوري «الذي يضم مجموعة من الرأسماليين والإقطاعيين الذين يريدون ركوب الموجة على حساب الثورة». يقول الواوي: «كلما شعر المجلس الوطني أنه سيسقط شعبيا أتى إلى الجيش السوري الحر لالتقاط الصور التذكارية التي يظهر من خلالها للشعب أنه يدعم الجيش الحر. مرة من خلال اللجنة الرباعية، والمرة الثانية بعد فشله في مفاوضاته مع هيئة التنسيق والسخط الشعبي عليه، فجاء أيضا إلى الجيش الحر ليلتقط الصور التذكارية ويوهم الشعب أنه أنشأ مكتب ارتباط لتقديم الدعم للجيش الحر»، مؤكدا أن هذا «الكلام غير صحيح، فلم يصلنا أي دعم مادي من المجلس الوطني حتى الآن». ودعا الواوي المجلس إلى «إعادة النظر بين أعضائه في سياسته»، متهما المجلس بأن من بين أعضائه في المكتب التنفيذي من «لا يحفظ سرا ويوصل كل المعلومات إلى استخبارات العالم بمن فيها الاستخبارات السورية». ويؤكد الواوي في المقابل أن الجانب التركي لم يقدم أي دعم مادي أو عسكري للجيش الحر، شاكرا للسلطات التركية استقبالها اللاجئين السوريين والجيش الحر، مبديا أسفه لموقف أنقرة لجهة عدم طردها السفير السوري فيها وعدم اعترافها بالمجلس الوطني وعدم تقديمها الدعم العسكري للجيش الحر، مؤكدا أن تركيا «لم تساعد بطلقة رصاص واحدة».