تضارب في المعلومات حول قيام النظام بإعدام المقدم المنشق حسين هرموش

«الجيش الحر» لـ «الشرق الأوسط»: قد نتجاوز خطوطا نعتبرها حمراء إذا تأكد النبأ

المقدم حسين هرموش يعرض هويته لدى إعلان انشقاقه عن النظام السوري (أ.ف.ب)
TT

تضاربت المعلومات أمس بشأن إعدام المقدم حسين هرموش، مؤسس الجيش السوري الحر، بعد أن نقلت منظمة حقوقية باسم «الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان» عن «مصدر عسكري وثيق الاطلاع»، قوله إن «كتيبة من عناصر المخابرات الجوية، نفذت الأسبوع الماضي حكم الإعدام رميا بالرصاص بحق المقدم هرموش في ساعة متأخرة من الليل». وبينما وصفت المنظمة إعدام هرموش بـ«العمل الإجرامي الذي يشكل انتهاكا صارخا للحق في الحياة وجرى خارج إطار القانون»، طالبت بـ«تسليم جثة المقدم حسين هرموش إلى ذويه ليتم دفنها وفق القواعد الشرعية المتبعة»، داعية المجتمع الدولي إلى «التدخل العاجل للعمل على حماية المدنيين والمعتقلين في السجون السورية من حملات التصفية الجسدية التي يتعرضون لها بشكل يومي». إلا أن نائب قائد «الجيش السوري الحر» العقيد مالك الكردي، أكد لـ«الشرق الأوسط»، أنه إذا تأكدت المعطيات بشأن إعدام النظام السوري للمقدم هرموش، «فربما نتجاوز خطوطا معينة». وقال «ثمة خطوط نعتبرها حتى اللحظة خطوطا حمراء قد نتجاوزها إذا تأكدنا من صحة الخبر»، مؤكدا أن «آخر المعطيات المتوفرة لدى قيادة (الجيش الحر) منذ عشرين يوما تفيد بأن المقدم هرموش كان لا يزال على قيد الحياة».

وكشف الكردي عن أن «معطيات وصلت إلينا عن إمكانية إعدامه لكننا نحاول التأكد منها، وأي معلومات عن إعدامه لم تتوفر لدينا بعد». واعتبر الكردي أنه «لا شيء غريب عن هذا النظام الذي يقتل النساء والأطفال والعسكريين ببرودة دم، وهو يخطئ دائما في حساباته السياسية، وقلما يصيب في أمر ما»، لافتا إلى أن «النظام السوري بات اليوم يتخبط في محنته ولا يدرك كيف يتصرف».

وأمل الكردي «ألا يكون هرموش قد أعدم، وإلا فسيكون لنا بالتأكيد تصرفات مع هذا النظام، وعندها سنطلب من دول العالم ألا تعتب علينا في ما سنقدم عليه من خطوات بعد تخليهم عنا»، مؤكدا أنه «من حقنا الدفاع عن أنفسنا وعن الأطفال والنساء والعسكريين الذين تراق دماؤهم يوميا».

من ناحيته، أوضح سمير نشار عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري، لـ«الشرق الأوسط»، أمس، أنه «لا تفاصيل لدينا حول الموضوع، لكن الأمر متوقع مقارنة مع حالة الذعر التي يعيشها، خصوصا في ضواحي دمشق»، معتبرا أن «النظام السوري اليوم يشعر بأنه فقد صوابه، وهو سيقوم بكل الأعمال الإجرامية لإقناع السوريين بالهدوء والصمت».

ورأى نشار أن «إعدام المقدم هرموش إذا تأكد هو محاولة يائسة من قبل النظام السوري لإخماد الثورة السورية، على ضوء تقدم المناقشات في مجلس الأمن الدولي». وقال: «ليس بمستغرب على من يرتكب المجازر اليومية بحق الشعب السوري أن يقوم بإعدام هرموش، حتى يوجه رسائل في أكثر من اتجاه بأنه ذاهب في إجرامه حتى النهاية، ولن يتردد في جر البلد بشكل من الأشكال إلى صراع مسلح وربما حرب أهلية».

ولفت عضو المجلس الوطني محمد سرميني إلى أنه «لم يتم التأكد من خبر إعدام المقدم هرموش»، وقال: «اتصلنا بقيادة الجيش السوري الحر ولكن هذه المعلومات تبقى غير مؤكدة»، مطالبا «المنظمات الدولية التي تهتم بالموضوع السوري بأن تسأل عن مصير المقدم هرموش».