كلينتون تحمل «رسالة واضحة جدا» إلى الروس

لافروف يتهرب من الرد على تليفوناتها

TT

بينما دعت افتتاحية رئيسية في صحيفة «واشنطن بوست» الرئيس باراك أوباما إلى العمل نحو تسليح المعارضة السورية، ولوضع سوريا على رأس أجندة العلاقات مع روسيا، قالت الخارجية الأميركية إن هيلاري كلينتون «تعمدت السفر إلى نيويورك لتقديم رسالة واضحة جدا بأننا نؤيد الشعب السوري».

وقالت فيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، إن كلينتون تريد من نظيرها سيرغي لافروف، وزير خارجية روسيا، حضور جلسة مجلس الأمن، لكن نولاند لمحت إلى أن «لافروف يتهرب» من الرد على محاولات كلينتون الاتصال به تليفونيا، ناهيك عن حضور الجلسة.

وقالت نولاند: «إن تليفون وزيرة الخارجية صار ساخنا من كثرة الاتصالات التليفونية حول سوريا. ودعت عددا من وزراء الخارجية للانضمام إلى هذه الجلسة لمجلس الأمن. وتحدثت مع كبار المسؤولين في جامعة الدول العربية. ومع جيفري فيلتمان (مساعد الوزيرة للشرق الأدنى). ومع نائب الوزيرة ريتشارد بيرنز، وأيضا اتصلت تليفونيا خلال التحضير لتقديم القرار العربي - الأوروبي الذي قدمه سفير المغرب». وعلى الرغم من هذا الدور الشخصي للوزيرة كلينتون، لم تكن الولايات المتحدة في البداية طرفا رسميا في مشروع القرار، حتى أعلنت أمس نولاند: «الآن صرنا مشتركين في تقديم مشروع القرار، وكثير من حلفائنا اشتركوا في تقديمه»؛ لهذا يمكن اعتبار «مشروع القرار العربي - الأوروبي» قد صار «مشروع القرار العربي - الغربي».

وعن روسيا، قالت نولاند: «كنا ولا نزال على اتصال مع الروس. فيلتمان، مساعد الوزيرة، كان في موسكو قبل وقت قصير جدا. ونائب وزير الخارجية الروسي، ريابكوف، موجود هنا. وقابل ريتشارد بيرنز، نائب الوزيرة». وقالت نولاند إن وزيرة الخارجية حاولت الاتصال تليفونيا مع لافروف، وزير خارجية روسيا، لأكثر من يوم. وكان يزور أستراليا زيارة رسمية. وستواصل الوزيرة الاتصال به، وتطلب منه حضور جلسة مجلس الأمن عن سوريا. وعبرت نولاند، خلال مؤتمرها الصحافي اليومي، عن دهشتها؛ لأن لافروف لم يرد على محاولات كلينتون الاتصال به، وذلك ردا على سؤال من صحافي إذا كان لافروف «يتهرب» من كلينتون. وقالت نولاند: «لا أعرف سبب عدم الوصول إليه. اسألوا وزارة الخارجية الروسية».

وقالت إن فيلتمان، مساعد وزيرة الخارجية الأميركية، كان سيجتمع مع نبيل العربي، أمين جامعة الدول العربية. لكن، أول من أمس، عندما أعلنت الخارجية الأميركية أن كلينتون ستسافر إلى نيويورك لحضور جلسة مجلس الأمن، تقرر أن تقابل كلينتون العربي، غير أن فيلتمان عقد، أول من أمس، جلسة تمهيدية مع العربي.

ولم تؤكد نولاند أن مشروع القرار العربي - الغربي سيعدل ليدعو إلى عودة المراقبين العرب على أن يرتفع عددهم إلى ألف أو 1200 مراقب.

وكررت أن مشروع القرار سيركز على الشروط الخمسة التي كانت الجامعة العربية قد وقعتها مع النظام السوري يوم 22 نوفمبر (تشرين الثاني)، وهي: أولا: إنهاء العنف. ثانيا: سحب القوات المسلحة إلى ثكناتها. ثالثا: التعاون مع المراقبين العرب. رابعا: إطلاق سراح السجناء السياسيين. خامسا: إدخال صحافيين أجانب.

وردا على سؤال من صحافي عن معارضين مسلحين هاجموا مسيحيين في حمص وأجبروهم على الهروب؛ لأن قوات حكومة الأسد لم تكن موجودة لحمايتهم، قالت نولاند: «بالتأكيد، سوف نناقش مثل هذه المواضيع». وبدلا من الحديث عن المسيحيين فقط، قالت، ردا على الصحافي الذي كرر أسئلة عمَّا سماها «الحملة ضد المسيحيين»: «هذا هو النظام الذي يتكون من أقلية صغيرة (العلويين)، والذي يهاجم أغلبية السوريين، والذي يهاجم المسيحيين، والذي يهاجم الدروز، والذي يهاجم السنة، بل حتى يهاجم العلويين». وقالت: «يساورنا قلق بالغ من أنه بعد انسحاب مراقبي الجامعة العربية قد يتخذ النظام السوري هذا ذريعة لشن حملة مروعة ضد الأبرياء. وفعلا، شاهدنا زيادة حادة في أعمال العنف خلال الأيام الأخيرة». وانتقدت نولاند ما سمتها «بيانات مثيرة للاشمئزاز من وزير داخلية سوريا تعلن عمَّا سماه «خطة تطهير البلاد».