طالباني يبدأ أولى مشاوراته بشأن المؤتمر الوطني مع المالكي والسفير الأميركي

قيادي كردي لـ«الشرق الأوسط»: الأجواء باتت مواتية لعقده

TT

باشر الرئيس العراقي جلال طالباني لقاءاته مع القيادات والزعامات السياسية في البلاد تمهيدا لعقد الاجتماع العملي الأول للجنة التحضيرية العليا للمؤتمر الوطني في غضون الأيام القليلة المقبلة. وطوال اليومين الماضيين أجرى طالباني، الذي تمتع بفترة نقاهة وجيزة بعد إجرائه عملية تدخل جراحي في ألمانيا، سلسلة من اللقاءات بدأها مع السفير الأميركي لدى العراق جيمس جيفري، وهو ما يعيد إلى الأذهان الاتصالات الهاتفية التي أجراها نائب الرئيس الأميركي جو بايدن في غضون الأيام القليلة الماضية مع عدد من القيادات العراقية، أبرزها اتصالاته مع كل من طالباني، ورئيس البرلمان أسامة النجيفي، وزعيم القائمة العراقية إياد علاوي. وكان بيان رئاسي أعلن في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس أن طالباني التقى السفير الأميركي وبحث معه استمرار الجهود التي من شأنها حل المشاكل وتهدئة الأوضاع في العراق، بالإضافة إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين العراق والولايات المتحدة الأميركية. وقال البيان إن «الجانبين أكدا استمرار الجهود التي من شأنها حل المشاكل وتهدئة الأوضاع في العراق وإنجاح المؤتمر الوطني الذي من المقرر عقده في الفترة المقبلة بين القوى السياسية». وأثنى السفير الأميركي على «الجهود التي يبذلها الرئيس طالباني من أجل لم شمل العراقيين»، متمنيا أن يواصل هذا الدور لتقريب وجهات نظر الأطراف السياسية وفق الدستور وبما يخدم مسار العملية السياسية في العراق.

وفي السياق نفسه، التقى طالباني المالكي وبحث معه تطورات الأوضاع السياسية في البلاد. وطبقا لبيان رئاسي، فإنه «جرى خلال اللقاء بحث تطورات الأوضاع السياسية في البلاد، حيث جرى التأكيد على ضرورة بذل الجهود الحثيثة لإنجاح المؤتمر الوطني الذي سيعقد لحل المشاكل الأساسية في البلاد، إضافة إلى التأكيد على أهمية خلق جو من الوئام والتفاهم بين كافة القوى والأطراف السياسية لتجاوز العقبات التي تعيق مسار العملية السياسية في البلاد». وأضاف البيان أن وجهات النظر بين الجانبين تطابقت «حول وجوب الإسراع في إقرار النظام الداخلي لمجلس الوزراء وإقرار قانون النفط والغاز وقوانين أخرى وحل جميع المشاكل والقضايا المستعصية في إطار الدستور».

من جهته، اعتبر عضو البرلمان العراقي والمتحدث باسم كتلة التحالف الكردستاني مؤيد الطيب، في تصريح لـ «الشرق الأوسط»، أن «الأجواء باتت مواتية الآن لعقد المؤتمر الوطني». وأضاف الطيب «لقد كانت هناك شكوك حتى قبل أيام تذهب دون إمكانية عقد مثل هذا المؤتمر بسبب الإشكاليات السياسية وأزمة الثقة العميقة بين كل الأطراف السياسية». وأشار إلى أن «المهمة الحاسمة الآن هي التوجه نحو عقد المؤتمر، وطالما أن الأمور بدأت تتضح بهذا الاتجاه، فإن المطلوب الآن من كل الأطراف، وبالذات القائمة العراقية ودولة القانون، إبداء أكبر قدر من المرونة لأنها باتت هي الشرط الأساس لإنجاح المؤتمر». وأوضح الطيب أن «غياب الثقة بين الكتل السياسية قد عزز عناصر الشك لدى المواطن في إمكانية نجاح أي لقاء أو مؤتمر، إلا أن ما نلمسه من جدية لدى الجميع الآن يعد مؤشرا على وجود مساع لردم مثل هذه الفجوة». وفي سياق متصل، فإنه في الوقت الذي حسمت القائمة العراقية أمرها بعودة نوابها إلى البرلمان، وهو القرار الذي اتخذ بصعوبة طبقا لما أعلنه القيادي في القائمة العراقية ظافر العاني بسبب اختلاف وجهات النظر، فإن الخلافات لا تزال قائمة بشأن إمكانية عودة وزرائها إلى اجتماعات البرلمان على الرغم من عدم التزام كل وزراء القائمة بقرار المقاطعة. فطبقا لما أعلنه نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني، فإن اثنين من وزراء «العراقية»، وهما وزيرا الكهرباء عبد الكريم عفتان والعلوم والتكنولوجيا عبد الكريم السامرائي، حضرا أمس اجتماع لجنة الطاقة. إلى ذلك، دعا نائب رئيس الوزراء والقيادي في القائمة العراقية صالح المطلك قائمته، أمس، إلى حسم موضوع عودة وزرائها من عدمها. وقال المطلك في تصريحات صحافية إنه «يحث قادة (العراقية) لاتخاذ موقف حاسم خلال اجتماع اليوم (أمس)، بشأن عودة وزراء القائمة لمجلس الوزراء من عدمها». ودعا وزراء القائمة إلى الاستمرار في تعليق حضورهم اجتماعات مجلس الوزراء، مؤكدا أن رئيس الوزراء «يقود القمع، ويشن حربا على السنة والشيعة، وهي حرب على كل وطني في العراق». كما اعتبر أن «الديكتاتورية والقمع في العراق أكثر من الديكتاتورية والقمع في سوريا».