المتحدث باسم وزارة الدفاع الليبية لـ«الشرق الأوسط»: نسعى لتسليح الجيش بمليارات الدولارات وأولوية الشراء من الدول التي ساعدت الثورة

العقيد أحمد باني: انتهينا من السيطرة على الأسلحة الكيماوية وننتشر لتأمين الحدود.. ولا خوف من تأثير القبلية

TT

قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الليبية العقيد أحمد باني أمس إن الجيش الليبي الجديد يسعى للتسليح بأسلحة حديثة تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، مشددا على أن أولوية شراء هذه الأسلحة ستكون من الدول التي ساعدت الثورة، وأضاف في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، إن الجيش الليبي الجديد يسيطر على أسلحة القذافي الكيماوية وينتشر لتأمين الحدود مع الثوار.

وعن المراكز العسكرية المتخلفة عن النظام الليبي السابق، والتي كان يوجد بها الكثير من الأسلحة، بما في ذلك الأسلحة الكيماوية، وعما إذا كان الجيش الجديد بسط نفوذه على هذه المواقع، قال العقيد باني: «لقد انتهت فزاعة الأسلحة الكيماوية، وتم السيطرة بالكامل على كل هذه المواد التي من شأنها أن تضر الليبيين أولا ثم الدول المجاورة»، مشيرا إلى مساعدة «قوى الخير في العالم والعالم الحر» في ذلك. وأضاف أن «الأسلحة الكيماوية وغاز الخردل الذي وجد في منطقة ودان (جنوب وسط ليبيا) وغيرها من الأماكن تم السيطرة عليها بالكامل، وفي الأمان وتحت سيطرة الجيش».

وعن الموعد الذي ستبدأ فيه وزارة الدفاع الليبية إعادة تسليح الجيش، وعما إذا كانت ستعتمد على روسيا كمورد رئيسي، أم ستلجأ إلى الدول الغربية، قال العقيد باني: بالنسبة للتسليح لن يكون هنالك سوق مفضلة عن السوق الأخرى. نحن سنتسلح بما نراه ملائما لظروفنا وما يفيد في تقوية الجيش الليبي، لن ننظر إلى نوعية السلاح شرقا أو غربا.. ولكن أؤكد، في نقطة واحدة، وهي أن «ليبيا ستتحول إلى جنة بإذن الله ولن يدخلها إلا من وقف معنا سواء من الداخل أو من الخارج»، مضيفا أن «الأولوية بالتأكيد ستكون لكل من وضع لبنة في صرح هذا البناء العملاق وهو ليبيا الحرة». وعن نسبة التحديث التي سيسعى الجيش الليبي للاستعانة بها من الخارج، مقارنة بما هو موجود لديه الآن، أوضح باني قائلا «نحن سنعيد تحديث جيشنا بالكامل.. وفي مختلف أنواع الأسلحة ومختلف تخصصاتها.. وسيكون لدينا جيش واحد قوي»، مشيرا إلى الخبرات التي أصبح يمتاز بها المقاتلون الليبيون الذين انخرطوا طيلة أكثر من ثمانية أشهر في حرب ضد قوات القذافي، وأضاف: «لدينا من الخبرة الآن الكثير من خلال مقاتلينا.. إذا تحدثت عن حرب الشوارع وقتال المدن تجد خبرة عظيمة جدا، وإذا تحدثت عن حرب الصحراء والأرض المفتوحة ستجد خبرة غير عادية.. وإذا تحدثت عن حرب الجبال والتضاريس الوعرة ستجد أسود الجبال التي كانت تقاتل في جبل نفوسة (غربا)»، وتابع قائلا: «كل هذه الأمور ستصب في صالح بناء جيش قوي.. وسيكون لدينا جيش يشار إليه بالبنان مرة واثنتين وثلاثا».

وعن الجانب الذي سيستعد الجيش الليبي للتصدي له، أم أنه سيقتصر على حماية الحدود والمياه الإقليمية أو أنه سينخرط في أحلاف دولية كحلف الناتو وغيره، قال العقيد باني: «نحن نسعى أولا لحماية حدودنا وبلدنا ونصادق من يصادقنا، ونحن لا نسعى إلى حروب أو مواجهات مع دول أخرى، ولكن إذا اقتضت الشرعية الدولية والأمم المتحدة التي يجلس على طاولتها العالم بأسره، وعندما ينادى العالم من أجل قضية عادلة، بالتأكيد سنهب لنجدة من يستحق أن نؤيده حتى بالدعاء إن لم يكن بالقوة».

وعن التقديرات المالية المطلوبة لتسليح الجيش الليبي الجديد، قال العقيد باني: «حين نقول إعادة بناء وتنظيم وإنشاء جيش جديد قوي، فهذا يعني أنك تتحدث عن تريليونات.. أي مليارات المليارات.. نتحدث عن رقم فلكي».

وتقول التقارير إن طرابلس العاصمة فيها نحو 123 مجلسا عسكريا إضافة إلى العشرات من المجالس العسكرية في عدة مدن أخرى. وفي سؤال عن عدد الكتائب العسكرية أو المجالس العسكرية، قال العقيد باني: «لا أستطيع أن أعطي رقما واضحا الآن، لكن هذه المجالس العسكرية ولدت في ظرف طارئ، والآن، بعد أن استعدنا السيطرة على البلد، وأمسكنا بزمام الأمور، هنالك حلول للمجالس العسكرية، ولن يكون هنالك في ليبيا، عسكري، إلا الجيش الوطني فقط لا غير».

وعما إذا كانت الأحداث التي وقعت بين مجموعات مسلحة في عدة مناطق كان آخرها أحداث بني وليد، مرشحة للحدوث في مناطق أخرى، قال أحمد باني: «في الحقيقة نحن نسعى لرأب الصدع بين أهلنا سواء كان شرقا أو غربا أو جنوبا، والمشاكل تحدث في كل مكان وفي الظروف العادية، فما بالك بمثل هذه الظروف (التي تمر بها ليبيا)»، مشيرا إلى «الاحتقان الذي تمت تغذيته من قبل المقبور (معمر القذافي) فترة طويلة، وقيام الطابور الخامس باستغلال هذه الاحتقانات، وإشعال فتيل الفتن ما بين الناس، ولكن نحن نقول إن شاء الله لن تتكرر هذه الأمور مستقبلا، وثوار 17 فبراير قادرون على الحسم وعلى حل هذه المشاكل بطريقة أو بأخرى».

وعما إذا كان الجيش الليبي في الوقت الحالي قادرا في هذه الأيام على بسط سلطانه على كامل الأراضي الليبية، أم أنه ما زال في طور الإعداد، أوضح العقيد باني: «نحن ما زلنا نضع إرهاصات جديدة لبناء الجيش الليبي الآن ولكن مستقبلا أعتقد أنه سيكون له دور فعال وكبير وقوي جدا في حسم الأمور في ليبيا».

ويقول المراقبون إن مشكلة انتشار الأسلحة في ليبيا، مع ضعف الرقابة على حدودها الطويلة مع جيرانها، تؤرق المجتمع الدولي. وبالنسبة لمن يقوم حاليا بمهمة حماية الحدود الليبية مع الدول المجاورة لليبيا، وهل هو الجيش الجديد بمفرده أم الجيش بمساعدة الثوار، أم الثوار فقط، قال العقيد باني: «أنت تعلم أن كلمة الثوار لا تطلق على أناس جاءوا من كوكب آخر.. ثوار ليبيا هم خليط من الجيش ومن الشرطة ومن المواطنين المدنيين، وبالتالي حماية الحدود هي مسؤولية منوطة بكل الليبيين».

وأضاف أنه في الوقت الحالي «هنالك قيادات من الجيش النظامي المنظم هي التي تقود هذه القوة لحماية الحدود وهي قوة مطعمة بكل أطياف الشعب الليبي.. كل يؤدي دوره الوطني، إلى أن تكون فيما بعد مهمة خالصة للجيش. كل الليبيين يسعون لأن يكون جيشهم هو الذي يحمي الحدود ويحمي الشرعية في ليبيا، دون شك». وعما إذا كانت القبلية في ليبيا يمكن أن تؤثر على تركيبة الجيش، أوضح العقيد أحمد باني قائلا إن «القبيلة لن تؤثر في بناء ليبيا، سواء كان جيشا أو دولة.. العقلية الآن تختلف كثيرا عن العقلية السابقة.. وبالتالي لن نتحدث عن قبيلة. والجيش الليبي سيعاد تنظيمه.. أساساته موجودة، وسيعاد فقط تنظيمه لبث روح جديدة بعقيدة جديدة، عقيدة الولاء لله والوطن بدون خوف، وليس الولاء لفرد».