مدير الاستخبارات الأميركية: مؤامرة محاولة اغتيال السفير السعودي تشير لاستعداد طهران لشن هجمات على أراضينا

أكد أن إمكانية التأثير الدبلوماسي على القادة الإيرانيين ما زالت مفتوحة

TT

قال جيمس كلابر، مدير الاستخبارات القومية الأميركي، أمس، إن الخطة الإيرانية المفترضة لاغتيال السفير السعودي في واشنطن تشير إلى أن قادة ذلك البلد أصبحوا الآن أكثر استعدادا لشن هجمات على الأراضي الأميركية.

وأضاف كلابر أن المؤامرة التي تم الكشف عنها العام الماضي «تظهر أن بعض المسؤولين الإيرانيين - بمن فيهم المرشد الأعلى علي خامنئي - غيروا حساباتهم وأصبحوا الآن أكثر استعدادا لشن هجوم في الولايات المتحدة، ردا على تحركات أميركية حقيقية أو مفترضة تهدد النظام» الإيراني. وأشار إلى أن الولايات المتحدة قلقة كذلك من احتمال وقوع هجمات إيرانية ضد أهداف للولايات المتحدة أو حلفائها في الخارج. إلا أنه قال إن تحركات إيران ستعتمد على كيفية تقييم قادة طهران لعواقب الخطة المفترضة لاغتيال السفير السعودي وفهمهم لموقف واشنطن.

وقال كلابر في جلسة أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ إن «استعداد إيران لرعاية أي هجمات مستقبلية في الولايات المتحدة أو ضد مصالحها في الخارج سيحدده على الأرجح تقييم طهران للكلفة المترتبة على ذلك جراء المخطط ضد السفير السعودي، إضافة إلى فهم القادة الإيرانيين للتهديدات الأميركية ضد النظام» الإيراني. ولم يقدم كلابر أي تفاصيل عن هذه المعلومات، وتركزت معظم تصريحاته بخصوص إيران على برنامجها النووي المتنازع عليه، مشيرا إلى أن إمكانية التأثير الدبلوماسي على القادة الإيرانيين لا تزال مفتوحة.

وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قالت الولايات المتحدة إن مسؤولين إيرانيين استخدموا شخصا أميركيا من أصل إيراني ليقوم باستئجار عصابة مخدرات مكسيكية لقتل السفير السعودي. وقالت الولايات المتحدة إنها عثرت على خيوط لهذا المخطط وفيلق القدس، وهو وحدة عمليات خاصة في الحرس الثوري الإيراني. إلا أن إيران نفت تلك الادعاءات.

واعتبر كلابر أن قرارات إيران بشأن برنامجها النووي يحددها «نهج التكلفة - المنفعة»، مما يوفر فرصة للدبلوماسية لكي تؤثر على تصرفات طهران. وقال كلابر أمام مجلس الشيوخ الأميركي «نعتقد أن صناعة القرار في إيران بشأن برنامجها النووي يحكمه نهج الكلفة والمنفعة، مما يعطي المجتمع الدولي فرصا للتأثير على طهران». وأضاف «لا شك في أن القادة الإيرانيين يفكرون في أمن وكرامة ونفوذ إيران، إضافة إلى السياسة الدولية والبيئة الأمنية عندما يتخذون قرارات بشأن برنامجهم النووي».

وأضاف أمام لجنة مجلس الشيوخ لشؤون الاستخبارات أن إيران مستمرة في الإبقاء على خيار تطوير أسلحة نووية مفتوحا، لكن من غير الواضح ما الذي ستفعله. وقال «لكننا لا نعلم ما إذا كانت إيران ستقرر في النهاية صنع أسلحة نووية، أم لا».

إلى ذلك، أعلن مصدر في القطاع الصناعي في إيران أن 24 سفينة على الأقل تنقل 480 ألف طن من الحبوب متوقفة قبالة المرافئ الإيرانية، بسبب احتمال عدم دفع ثمن حمولاتها جراء العقوبات الغربية المفروضة على إيران. وقال هذا المصدر في قطاع الاستيراد رافضا الكشف عن هويته لوكالة الصحافة الفرنسية «إن العقوبات الأوروبية والأميركية تحظر إبرام أي عقد مع إيران، وتمنع دفع حقوق المصدرين بسبب العقوبات التي تمنع التعاملات المصرفية». وأضاف هذا المصدر أن «تحويل الأموال عبر النظام المصرفي أصبح عمليا مستحيلا».

وتستورد إيران نحو 4.5 مليون طن من الحبوب، بينها 80 في المائة من الذرة للماشية من البرازيل والأرجنتين وأوكرانيا، بحسب المجلس الدولي للحبوب.