الحرس الجمهوري من حماية الرئيس وعائلته إلى استعادة السيطرة على الأرض

TT

لأول مرة منذ اندلاع الثورة في سوريا واشتداد المواجهات بين قوات الأمن والجيش النظامي من جهة، وبين الثوار والجيش السوري الحر من جهة ثانية، يزج النظام السوري بالحرس الجمهوري في المعارك التي دارت خلال الأيام القليلة داخل العاصمة وفي مناطق ريف دمشق، وذلك لاستعادة المبادرة وسيطرته على الأرض بعد أن وصلت المواجهة العسكرية إلى أعتاب معقله. وإذا كان لا بد من معرفة أسباب الدفع بالحرس الجمهوري إلى المواجهة، فإن ثمة ضرورة لإلقاء الضوء على دور هذا الحرس وأهميته بالنسبة إلى الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه، فالحرس الجمهوري السوري يتألف من 15 ألف جندي وضابط، ويترأسه اللواء علي حسن المقرّب جدا من الرئيس الأسد، وينقسم إلى خمسة ألوية وينتمي غالبيتهم إلى الطائفة العلوية، ومهمته محصورة في حماية الرئيس والقصر الجمهوري وعائلة الأسد بشكل عام، ويعتبر ضباطه وعناصره من قوات النخبة ويتلقون تدريبات عالية الكفاءة، وهو مجهز بأحدث الأسلحة مثل «دبابات - ت 52» المتطورة والمدرعات والرشاشات والصواريخ المضادة للدروع، وكذلك بالأعتدة والملابس التي تميّز عناصره وضباطه عن باقي أفراد الجيش السوري، ويستحيل إدخال أي ضابط أو عنصر إلى الحرس الجمهوري إلا إذا كان من الطائفة العلوية، ويدين بالولاء المطلق للرئيس وعائلته.

وقد تم تشكيل الحرس الجمهوري في نهاية السبعينات من القرن الماضي، على أثر محاولة الانقلاب التي قادها رئيس القوات الخاصة (الكومندوز) اللواء علي حيدر على الرئيس الراحل حافظ الأسد، إذ إنه بعد إحباط هذا الانقلاب، أمر الرئيس حافظ الأسد بتفكيك القوات الخاصة وتوزيع أعتدتها على 5 أفواج من الجيش السوري، وعمل على تقوية الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة لحمايته وحماية العائلة الحاكمة.

ويؤكد الرائد المظلي المنشق خالد يوسف الحمود، (ضابط الارتباط ما بين العقيد رياض الأسعد وضباط وعناصر الجيش الحر الموجودين في الداخل السوري)، أن الحرس الجمهوري «يتمتع بقدرات قتالية وتدريبات عالية لا يحظى بها الجيش النظامي بكل ألويته». ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «إن القسم الأكبر من ميزانية التسلح المرصودة للجيش هي من نصيب الحرس الجمهوري، الذي تقدم لضباطه البيوت الفخمة والسيارات الفارهة والامتيازات، وليست لديهم مهمة إلا حماية الرئيس وقصره وعائلته، وهذه الامتيازات تعطى أيضا لضباط الفرقة الرابعة التابعة المسؤولة مباشرة عن أمن وحماية ماهر الأسد (شقيق الرئيس بشار الأسد) وتأتمر بأوامره». وأضاف «هذه الفرقة ربما هي أقوى فرق الجيش السوري والأكثر تسليحا وتطورا، ومهمتها حماية العاصمة دمشق وتتمركز على مداخلها الأربعة، وهي الوحدة العسكرية الوحيدة التي يسمح لها بدخول العاصمة»، مشيرا إلى أنه «لم يسبق للحرس الجمهوري أن غادر محيط القصر الجمهوري إلا في الأيام الأخيرة، حيث أقحمه النظام في المعارك داخل أحياء العاصمة، وفي منطقة دوما في ريف دمشق، بعدما تنبه النظام إلى أن الجيش بات عاجزا عن خوض المواجهات مع عناصر الجيش الحر، وبعد أن شعر بأن وصول الجيش الحر إلى هذه المناطق بدأ يهدد مصيره».