قوى «14 آذار»: رسالة «المجلس الوطني» وثيقة تاريخية تطوي صفحة سوداء في تاريخ البلدين

أكدت أن ثورة الشعب السوري وضعت المنطقة على مفترق استراتيجي

TT

عشية الذكرى السابعة لاغتيال رئيس حكومة لبنان الأسبق رفيق الحريري ورفاقه في 14 فبراير (شباط)، بعثت الأمانة العامة لقوى «14 آذار» في لبنان برسالة مفتوحة إلى «المجلس الوطني السوري»، ردا على رسالة الأخير التي أبدى فيها رغبته بإعادة النظر وتصحيح العلاقات بين البلدين. وإذ أكدت قوى «14 آذار» انحناءها احتراما وإجلالا لشهداء الثورة السورية في شهرها الحادي عشر، أعربت عن بالغ اهتمامها بالرسالة المفتوحة الموجهة من «المجلس الوطني السوري» إلى الشعب اللبناني في 15 يناير (كانون الثاني) الماضي، رأت فيها «وثيقة تاريخية تقدم أول رؤية سورية من نوعها إلى العلاقات اللبنانية - السورية»، محددة أسباب الخلل السابق فيها، ومعينة الطريق إلى طي صفحة مؤلمة وسوداء في تاريخ تلك العلاقات.

وقالت الأمانة العامة لقوى «14 آذار» في رسالتها لـ«المجلس الوطني السوري» إثر اجتماعها أمس، «إن النظام الآيل إلى الانهيار في سوريا قام بمصادرة حرية السوريين وكرامتهم وديمقراطيتهم مثلما قام بانتهاك سيادة لبنان وإلغاء دوره والوصاية عليه والتدخل في شؤونه ورعاية حروبه الداخلية وقهر أبنائه ومحاصرة بلداته ومدنه وقصفها وقتل قياداته، فبقدر ما يشكل التغيير الديمقراطي فرصة تاريخية لسوريا والسوريين، لسلام سوريا ولتطورها، فإنه فرصة تاريخية لسلام لبنان المستقل السيد».

أضافت الرسالة «إن إعلانكم اعتراف سوريا الحرة المستقلة الديمقراطية بلبنان وطنا سيدا مستقلا نتلقاه بالمحبة والترحيب، لأنه السبيل الوحيدة إلى إعادة تأسيس العلاقات اللبنانية - السورية على قاعدة صلبة من الثقة والتعاون بين دولتين متساويتين وشعبين شقيقين يقوم بينهما تاريخ مشترك وحاضر مشترك، فقوى (14 آذار) مقيمة على قناعة راسخة بأن دولة الديمقراطية في سوريا ودولة السيادة في لبنان هما خير معين لدولة الاستقلال الوطني في فلسطين». وتوجهت الرسالة إلى «الأشقاء السوريين» بالقول: «إن قوى (14 آذار) تعتز بأن ربيع بيروت 2005 (ثورة الأرز) كان الإشارة الأولى للربيع العربي، إذ أخرج آلة قمع النظام السوري من لبنان قبل سبع سنوات، فشكل مقدمة تأسيسية لأزمة هذا النظام التي انفجرت على يد أحراركم في مارس (آذار) قبل عام، ومن هذا المنطلق، تعرب قوى (14 آذار) عن التضامن مع الشعب السوري ومع الدماء الغالية التي تهرق في ميادين الكرامة، وتدعم كفاحكم لتحقيق التغيير الديمقراطي الذي نرى أنه يدخل في هذه الأيام منعطفا حاسما». وفي وقت رحبت الأمانة العامة لـ«14 آذار» برسالة المجلس الوطني وما حملته من معالجة فورية عبر التمثيل الدبلوماسي الصحيح وإلغاء المجلس الأعلى والمعاهدات التي أبرمت في مرحلة الوصاية وترسيم الحدود وضبطها، لا سيما في منطقة مزارع شبعا، والتحقيق في ملف المعتقلين والمفقودين اللبنانيين في سجون النظام السوري.

وخاطبت الشعب السوري قائلة «أيها الأشقاء السوريون، إن ثورتكم وضعت سوريا ولبنان وفلسطين والمنطقة على مفترق استراتيجي. وانتصارها الحتمي هو انتصار حاسم للربيع العربي. سنكون معا، نعمل معا، ونؤسس مستقبلا يليق بشعبينا وشعوبنا العربية قاطبة. المجد لثورتكم المظفرة ولشهدائها. المجد لشهداء استقلال لبنان وحريته. عاش لبنان المستقل السيد الديمقراطي، وعاشت سوريا الحرة الديمقراطية».

وكان «المجلس الوطني السوري» أعرب في رسالته إلى اللبنانيين، عن «تطلعه إلى عمل مشترك مع لبنان المستقل والديمقراطي من أجل معالجة فورية مباشرة لملفات ملحة». من أبرزها «إعادة النظر في الاتفاقيات الموقعة بين البلدين في سبيل التوصل إلى اتفاقيات جديدة تراعي مصالح كل من البلدين من ناحية والمصالح المشتركة بينهما من ناحية ثانية»، إضافة إلى «تركيز العلاقات بين البلدين والدولتين في إطار التمثيل الدبلوماسي الصحيح على مستوى سفارتين، وإلغاء المجلس الأعلى اللبناني - السوري، وترسيم الحدود السورية – اللبنانية، لا سيما في منطقة مزارع شبعا وضبط الحدود المشتركة بين البلدين، وإنهاء الدور الأمني - المخابراتي، سواء التدخل في الشؤون اللبنانية، أو تهريب السلاح لجعل لبنان ساحة تتنافى ومبادئ الكيان والدولة والقانون». وشدد على «تشكيل لجنة تحقيق سورية - لبنانية مشتركة لمعالجة ملف المعتقلين والمفقودين اللبنانيين في سجون النظام».