شائعات عن تلوث مياه الشرب في العاصمة دمشق

مؤسسة المياه تنفي تلوث المياه وتعتبرها تهدف إلى تهديد أمن البلد

TT

صحا عدد من سكان العاصمة دمشق صباح أمس على رنين هواتف تحذرهم من تلوث مياه الشرب، لا سيما منطقة المهاجرين، وذلك منذ الساعة السابعة صباحا، وسرت تلك التحذيرات كالنار في الهشيم حيث تزامنت مع انقطاع المياه لعدة ساعات عن بعض الأحياء، وسارع الناس إلى شراء المياه من الأسواق، ونقل أحد الناشطين على موقع «فيس بوك» عن صاحب سوبر ماركت في حي المهاجرين أن كل ما لديه من عبوات المياه نفد في أقل من ساعة، وهي الكمية ذاتها التي كانت تمكث في المحل لمدة شهر، فالسكان في منطقة المهاجرين نادرا ما يشترون المياه، والغالبية العظمى تستخدم مياه الصنبور الجارية، المعروفة بعذوبتها ونقاوتها، دونا عن سائر مناطق دمشق. وقال الناشط إن أكثر ما يثير الاستغراب والشفقة منظر الناس وهم يحملون صناديق عبوات المياه، وخلال ساعات الصباح بالكاد كانت تمر سيارة في شارع العفيف في المهاجرين ولا تحمل عدة صناديق مياه.

وجاءت تلك الشائعات بعد تردد أنباء عن سيطرة «الجيش الحر» أول من أمس (الثلاثاء) على مؤسسة مياه عين الفيجة. وأكد ذلك بيان صادر عن «الجيش الحر» في وادي بردى أشار إلى رصد «محاولات من النظام لتسميم مياه عين الفيجة».

وقالت ناشطة في دمشق إنها تلقت في وقت مبكر من صباح أمس هاتفا من امرأة قالت إنها «من منطقة عين الفيجة وحذر من تسمم مياه الشرب ولدى السؤال عمن قام بذلك ردت بأنه لا يمكنها الإفصاح عن المزيد»، شخص آخر قال إن «ابنه اتصل به من مكان عمله أكثر من مرة وأخبره بأن المياه ملوثة وأنهم في شركته أرسلوا عينة للتحليل وتبين أنها ملوثة». وتابع «لم أصدق ما قاله ابني واعتبرته شائعات وشربت من الصنبور وأعددت فنجان قهوة.. لم يحصل لي شيء»، وتساءل «أي تحليل لتلوث المياه تظهر نتيجته في دقائق».

وبعد سريان الشائعات أصدرت المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي في محافظة دمشق بيانا رسميا أكدت فيه «أن المياه التي يتم تزويد مدينة دمشق بها آمنة وسليمة وصحية وضمن المواصفات ولا صحة للشائعات التي تم نشرها».

ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن حسام الدين الحريدين مدير مؤسسة مياه الشرب والصرف الصحي قوله إن «الشائعة التي قالت إن مياه الشرب التي زودت بها دمشق صباح هذا اليوم (أمس) ملوثة غير صحيحة، فمؤسسة المياه تقوم بتحاليل دورية صباحية.. وفي الساعة الخامسة صباحا من فجر هذا اليوم قمنا بالتحاليل ولم يردنا أي تغيرات على المياه التي تزود بها مدينة دمشق في كل أنحاء الشبكة وخزاناتها». وأضاف الحريدين «نحن نزود دمشق بمياه نبع الفيجة وبردى ويابوس وخزانات أخرى في المدينة موزعة على جميع أنحائها وعند سماعنا للشائعة قمنا بإجراء احترازي آخر»، مؤكدا أن «النتائج أظهرت أن المياه بمواصفاتها الطبيعية وعلى هذا الأساس قمنا بتزويد الشبكة بالمياه ووصلت لجميع المواطنين»، مشيرا إلى «القيام بالتحاليل الموجودة ضمن المواصفات القياسية السورية التي تضاهي المواصفات العالمية ويمكن لأي مواطن أن يطلع على هذه التحاليل». وأضاف الحريدين أن هدف الشائعات هو «تهديد أمن البلد ويجب على كل مواطن عند سماعها الاتصال بنا على الخط الساخن»، مشددا على أن «الأمن المائي بخير وخاصة في مدينة دمشق وأن التواصل مستمر مع منابع المؤسسة ومصادر المياه على مدار الساعة حفاظا على صحة المواطن كي تصله نقطة المياه بشكل نظيف وآمن».

ورغم صدور هذا البيان فإنه لوحظ أمس انقطاع المياه في غالبية أحياء منطقة المهاجرين، وشحها في أحياء أخرى، دون تبيان أسباب ذلك، ومن جانبهم اتهم ناشطون النظام ببث إشاعات عن تسميم مياه عين الفيجة. لإثارة الذعر بين الناس من «الجيش الحر»، كما انتقدوا الذين سارعوا لشراء عبوات المياه، وذكروهم بأن «الأهالي في المناطق الساخنة لا سيما في وادي بردى والغوطة الشرقية صار لهم أيام طويلة من دون ماء ولا غذاء ولا كهرباء ولا اتصالات والقناصة تنتشر في محيط منازلهم، ولم يجزعوا ولم يتصرفوا بأنانية كما فعل سكان العاصمة يوم أمس».