بعد فوز كبير على غينغريتش.. رومني يركز على هزيمة أوباما

رومني: قيادتي للولايات المتحدة سوف تنهي عهد أوباما وتبدأ عهدا جديدا من الرخاء الأميركي

TT

بعد يوم من فوزه في ولاية فلوريدا، وهو المرشح الذي ينتمي إلى الجناح المعتدل في الحزب الجمهوري، على نيوت غينغريتش، الذي ينتمي إلى الجناح المحافظ للحزب، حوّل رومني حملته من الهجوم على غينغريتش إلى الهجوم على الرئيس الاميركي باراك أوباما، وسط تفاؤل بين الجمهوريين، بكل أجنحتهم، بأن رومني يقدر على هزيمة أوباما. لكن، تبقى للانتخابات الرئاسية تسعة أشهر. كما أن غينغريتش لم يعلن استسلامه. وقال، بعد الهزيمة في فلوريدا، وكان يتكلم في ميامي: «سأبقى على المسرح حتى مؤتمر الحزب هنا في ولاية فلوريدا»، إشارة إلى المؤتمر الذي سيعقد في تامبا لاختيار مرشح للحزب لمنافسة الرئيس أوباما. كما أن الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري لا تزال في بدايتها. حتى الآن، أجريت في 4 ولايات. وتبقى قرابة عشرين ولاية. بداية من ولاية نيفادا التي ستعقد انتخاباتها التمهيدية السبت.

وأمس، غادر كل من رومني وغينغريتش فلوريدا إلى نيفادا. وأيضا، المرشحان الباقيان: ريك سانتورام المحافظ، ورون بول المعتدل. ومثل انتخابات فلوريدا، يبدو أن الفوز سيكون حليف المرشح الذي جمع أكبر التبرعات.

وكشفت امس تقارير مالية فيضا من الأموال المتدفقة، التي صارت تعرف باسم «سيوبرباك» (تبرعات الشركات العملاقة للجان العمل السياسي). وكان غينغريتش تفوق على رومني في تبرعات الحملة في فلوريدا، خاصة بسبب تبرعات الملياردير اليهودي شلدون إديلسون، صاحب ملاهي في لاس فيغاس. ورغم أن الملياردير، واحد من أغنى خمسة رجال في الولايات المتحدة، قال إنه سيتبرع إلى ما لا نهاية ليفوز غينغريتش، خاصة في ولايته، ولاية نيفادا، يتوقع أن يكتسح رومني الولاية.

في نفس الوقت، يراقب المنافسات أوباما وكبار مستشاريه، الذين يتمنون لو أن غينغريتش سيفوز على رومني، ليترشح ضد أوباما. وذلك لأن الاستفتاءات أوضحت أن أوباما سيهزم غينغريتش هزيمة منكرة.

وأمس، قالت ستيفاني كاتر، نائبة مديرة الحملة الانتخابية للرئيس أوباما، في رسالة إلكترونية إلى الصحافيين الذين يغطون حملة أوباما: «نحن نرى أن فرص رومني للفوز في نيفادا ضعيفة. يظل رومني يقدم برنامجا انتخابيا لن يقوده إلى البيت الأبيض لأنه لا يمثل آراء الذين يريدون منه أن يدخل البيت الأبيض». هذه إشارة إلى الجناح اليميني للحزب الجمهوري (حزب الشاي) الذي يظل يتململ من رومني لأنه يراه معتدلا.

وفي نفس اليوم، ردت حملة رومني على ستيفاني كاتر، وقال بيان للصحافيين: «صار واضحا أن الرئيس قلق من مواجهة الحاكم رومني في انتخابات الرئاسة القادمة».

وفي نفس اليوم أيضا، ظهر رومني في مقابلة برنامج «مورننغ جو» في تلفزيون «إم إس إن بي سي». وشن هجوما عنيفا على أوباما، وعلى ما سماها «الرأسمالية المحسوبية»، إشارة إلى عقودات عن مصادر الطاقة البديلة وزعتها إدارة أوباما على شركات يملكها أو يترأسها ديمقراطيون.

في نفس المقابلة، شن رومني هجوما عنيفا على غينغريتش، وقال إنه «يتلون مثل الحرباء»، ويغير مواقفه ليرضي الجناح اليميني في الحزب الجمهوري. وقال رومني: «نسى غينغريتش أنه اتفق في خطة الضمان الصحي مع رون بول (المرشح الجمهوري المعتدل)». وأضاف رومني: «نسى غينغريتش أنه ظهر في إعلان تلفزيوني عن نظافة البيئة مع نانسي بيلوسي (الديمقراطية الليبرالية، ورئيسة سابقة لمجلس النواب)».

ويقصد رومني أن غينغريتش لم يكن محافظا مثلما صار مؤخرا. وإنه يفعل ذلك لكسب أصوات حزب الشاي والمسيحيين المتطرفين (إيفانجيليكالز). وقال رومني: «أعتقد أنه، فجأة، أصبح محافظا لا يتناسب مع سجله في الماضي».

لكن، يظل رومني يركز على أوباما. وفي خطاب انتصاره مساء الثلاثاء، أوضح رومني أنه يريد العودة إلى ما يعتبره فشل أوباما خلال السنوات الثلاث الماضية التي قضاها في البيت الأبيض. وقال: «قيادتي للولايات المتحدة سوف تنهي عهد أوباما، وسوف تبدأ عهدا جديدا من الرخاء الأميركي».

وقد شهدت الانتخابات التمهيدية للجمهوريين في فلوريدا أكثر معارك الترشح التي خاضها المرشحون ضراوة، من خلال الإعلانات التلفزيونية. وأشارت استطلاعات آراء الناخبين إلى أن الاقتصاد كان الهم الرئيس للغالبية العظمى من الذين صوتوا في فلوريدا. وأوضحت الاستطلاعات أن رومني اجتذب أطيافا مختلفة من الناخبين الجمهوريين، ومن بينهم أفراد الجالية الإسبانية المهمة. وفي الوقت الذي حصل غينغريتش على أصوات المتدينين ودعاة الحفاظ على الحياة، فاز رومني بدعم أغلبية المتعاطفين مع ما يعرف بـ«حزب الشاي». وحتى يحصل المتنافس على ترشيح الحزب الجمهوري يجب أن يحصل على 1.144 من أصوات ممثلي الولايات.