رئيس «الموساد» يزور واشنطن سرا لبحث الموضوع الإيراني

بان كي مون في القدس: لا بديل عن الحوار الدبلوماسي مع طهران

TT

خلال زيارة بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، إلى إسرائيل أمس، كشف في تل أبيب عن أن رئيس جهاز المخابرات الخارجية (الموساد)، تامير باردو، عاد قبل يومين من واشنطن عقب زيارة سرية، أجرى خلالها محادثات «تركزت حول قضية مواجهة مشروع التسلح لنووي الإيراني».

وحسب مصادر إسرائيلية، فإن باردو «نجح في إقناع أوساط مهمة في المخابرات الأميركية ولجنة الخارجية في الكونغرس بأن إيران قادرة على صنع قنبلة نووية إذا أرادت ذلك»، وأنها «ستركب رؤوسا نووية على عدد من صواريخها». وأكد أنه وجد هناك قلقا من أن «إيران تهدد العالم أجمع ولا تخرج من حساباتها تنفيذ اعتداءات ضد أميركيين في الشرق الأوسط، وكذلك داخل الولايات المتحدة أيضا»، وأنهم أشاروا في هذا الإطار إلى محاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن «التي اعتبرها الأميركيون بداية انعطاف خطير في السياسة الإيرانية، يقوده المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، علي خامنئي، بنفسه». وبحث باردو في واشنطن مسألة الحرب الإلكترونية (السايبر) ودور إيران فيها وكيفية مواجهتها وتبعات الأحداث في سوريا.

وكان بان كي مون قد بحث في إسرائيل الموضوع الإيراني، طالبا الابتعاد عن الخيار العسكري. وفي لقائه مع الرئيس الإسرائيلي، شيمعون بيريس، في فندق الملك داود في القدس، قال بان كي مون إن الحوار الدبلوماسي بين الغرب وإيران هو الحل الوحيد ولا بديل عنه. ودعا المجتمع الدولي إلى إجراء حوار جدي ومتواصل مع إيران للتوصل إلى حل بالطرق السلمية.

وفي مؤتمر صحافي عقد في أعقاب اللقاء، قال بان كي مون إن الأمم المتحدة قلقة جدا من إمكانية وجود مشروع نووي لدى إيران، وإنها أي الأمم المتحدة تسعى للتأكد من أن المشروع هو لأغراض سلمية. وبحسبه فإن إيران تدعي طيلة الوقت أن مشروعها ذو هداف سلمية فقط، لكنها حتى الآن لم تنجح في إقناع العالم بهذه النوايا. لكن الأمين العام شدد على أنه رغم الشكوك في صدق الإيرانيين فإنه «لا يوجد أي بديل للحوار مع إيران».

وأما بيريس فقال للأمين العام للأمم المتحدة إن إسرائيل ترحب بالإجراءات الأخيرة التي تم اتخاذها في الشأن الإيراني، مؤكدا على أن كل الخيارات لا تزال على الطاولة. وأضاف أن «إسرائيل تتوقع ألا يغمض المجتمع الدولي عينيه عن التهديد الإيراني الملموس». وبحسبه فإنه يتوقع من بان كي مون كقائد أول للأمم المتحدة أن يعمل بيد من حديد ضد إيران. وتطرق بيريس في حديثه إلى مقاطعة النفط الإيراني، وقال إنه ليس واثقا من أنها كافية أو مجدية، لكنها في الاتجاه الصحيح، مدعيا أن «إيران لا تحاول إنتاج قنبلة نووية فحسب، وإنما تمارس الإرهاب في كل الشرق الأوسط، وأنها تشكل خطرا على العالم وليس فقط على إسرائيل، وعلى المجتمع الدولي أن يتصرف بما يتناسب مع ذلك بشكل موحد».

من جهته، قال بان كي مون إن «إسرائيل في وضع أفضل بكثير من الناحية الاقتصادية ومن نواح أخرى، وعليها أن تبدي نوايا حسنة وتوجها إيجابيا من أجل توفير الظروف المناسبة وتجنب الاستفزاز». وتعهد بالعمل بحزم في موضوع حركة حماس وإيران، مشددا على ضرورة حل القضية النووية الإيرانية. وفي وقت لاحق، التقى بان كي مون مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وعاد ليكرر طلبه حول عدم استخدام الخيار العسكري مع إيران وعدم استفزاز القيادة الإيرانية بالتهديدات والتدريبات العسكرية.

واحتل الموضوع الفلسطيني حيزا في هذا اللقاء، إذ طلب بان كي مون من نتنياهو تجميد البناء الاستيطاني حتى يتاح استئناف المفاوضات السلمية مع الفلسطينيين. وقال إن الاستيطان في نظر القانون الدولي والمواثيق غير شرعي، وإن «إسرائيل، الدولة ذات الإنجازات الكبيرة في مجالات عدة، الاقتصاد والعلوم والتكنولوجيا، ستفيد وتستفيد أكثر إذا كانت تعيش بسلام مع جيرانها».