رئيس الوزراء القطري يفند كلمة المندوب السوري بمجلس الأمن

أبيات نزار قباني تصدرت السجال

الشيح حمد بن جاسم ونبيل العربي يتابعان كلمة المندوب السوري في مجلس الأمن أول من امس (أ.ف.ب)
TT

شهدت جلسة مجلس الأمن بشأن سوريا ليلة الثلاثاء الماضي سجالا بين وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم آل ثاني ومندوب سوريا بشار الجعفري، بعدما أقحم المندوب السوري أبياتا من أشعار الشاعر السوري نزار قباني بطريقة فجة منتقدا الدول العربية والخليجية، مما دفع الوزير القطري إلى الرد عليه بقوة ذاكرا نزار قباني أيضا.

وبدأ المندوب السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري خطابه بجزء من قصيدة الشاعر والسياسي السوري نزار قباني، متألما على سوريا «دمشـق، يا كنز أحلامي ومروحتي *** أشكو العروبة أم أشكو لك العربا؟» وقال الجعفري بطريقة لا تخلو من سينمائية بالغة: «كم كان الشعب العربي يتمنى لو كان حضور الأمين العام لجامعة الدول العربية ورئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة إلى جلسة مجلس الأمن غرضه مطالبة مجلس الأمن بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية ووقف أعمال القتل والاستيطان المتصاعدة في الأراضي المحتلة» قبل أن يضيف بصوت يغلبه الاندهاش «وكم هو من الغرابة بمكان أن بعض أعضاء جامعة الدول العربية قد لجأوا إلى مجلس الأمن للاستقواء به إلى سوريا»، مضيفا «سوريا التي لم تبخل يوما في التضحية في سبيل الدفاع عن القضايا العربية».

وفتح الجعفري هجوما على قطر والسعودية لأنهما - كما قال - تزودان المعارضة بالأسلحة. وهاجم «الجزيرة» و«العربية» لأن تحريضهما هو الذي يتسبب بالقتل.

وسأل عن الأدلة التي تسمح لمندوبي الدول باتهام النظام بقتل المسعفين والأطباء والأطفال.

وهاجم الجعفري الموقف العربي بصورة خطابية، لافتا إلى أن الشاعر نزار قباني تخيل هذه الجلسة قبل وفاته بسنوات، مذكرا أن بلاده «كانت تتبرع لحركات التحرر العربي في الخليج ضد الاستعمار البريطاني، وكانت العروبة فيما مضى، تختلف عن الطريقة التي ينظر بها البعض إليها اليوم».

وانتقد الجعفري الجامعة العربية لما اتخذته من قرارات جائرة ضد سوريا ونقلها ملف سوريا إلى مجلس الأمن في ظل غياب سوريا عن حضور جلسات الجامعة، ودون التشاور مع قيادتها بشكل يخالف ميثاق الجامعة نفسه، متهما الجامعة بأنها تمهد لسيناريو التدخل المباشر في شؤون سوريا الداخلية.

وطلب رئيس الوزراء القطري الكلمة ليعلق على الخطاب الذي ألقاه الجعفري، بادئا حديثه بذكر الشاعر نزار قباني كما فعل الجعفري، قائلا «نحن نعلم أنه أنشد للحرية كثيرا، وما ندري ماذا كان سيحدث له لو ظل حيا». ورد الوزير القطري على الهجوم الذي شنه المندوب السوري بشار الجعفري على قطر، قائلا «ليس لدينا جبهة مفتوحة مع إسرائيل، وموقفنا واضح من دعم إخوتنا الفلسطينيين وخاصة في غزة» رافضا أن يزايد المندوب السوري على موقف بلاده من القضية الفلسطينية.

وقال حمد بن جاسم: «دولة قطر لم تكن مستعمرة أبدا، بل كان هناك وجود بريطاني وفقا لاتفاقية انتهت عام 1970»، وتابع: «نعم كنا في فقر إلى أن منّ الله علينا»، مضيفا: «هذا النفط استخدم لمساعدة أشقائنا، ونساعدهم ولا نمن عليهم، ونفخر أننا نساعدهم».

وفي رد فعل قوي منه، أشار بن جاسم إلى أن قرار الموافقة على تدخل الناتو في ليبيا والذي تم التصويت عليه في الجامعة العربية، صوتت عليه سوريا أيضا بالموافقة.

وأبرز حمد بن جاسم دور المملكة العربية السعودية في الوصول لحل حاسم للأزمة السورية، قائلا: «ملك المملكة العربية السعودية، رجل عربي صادق ودائما صريح وحريص على الأمة العربية ويقدمها على نفسه»، مشددا على أن قرار سحب المراقبين العرب من جانب السعودية جاء بسبب رفض المملكة أن تكون شاهدة زور على ما يحدث. وأبان حمد بن جاسم أن دول الخليج تقدر موقف سوريا في تحرير الكويت، وفي القضايا العربية، كما أشار إلى أن دول الخليج قدمت المساعدات للدول الشقيقة والصديقة دون منة على أحد، بعد أن أصبحت دولا غنية بعد اكتشاف النفط.

ولم يكن نبيل العربي بعيدا عن السجال بين الجعفري وحمد بن جاسم، حيث رد العربي على ما قاله الجعفري عن منع الجامعة العربية الفريق الدابي من الحضور إلى المجلس، قائلا: «إن المجلس الوزاري طلب مني ومن رئيس المجلس الحضور إلى مجلس الأمن، ولم يطلب ذلك من الدابي الذي عمله عملا ميدانيا فقط».