اشتباكات بين متظاهرين وقوات الأمن أمام وزارة الداخلية توقع مئات المصابين

«ألتراس» الأندية الرياضية يتوحدون في مسيرات بالقاهرة تدعو لرحيل العسكري

آثار قنابل الغاز المسيل للدموع التي أطلقتها قوات الأمن نحو آلاف المتظاهرين أمس بمحيط ميدان التحرير (أ.ب)
TT

شهد محيط وزارة الداخلية المصرية وسط القاهرة اشتباكات عنيفة أمس بين متظاهرين حاولوا الوصول إلى مبنى الوزارة وقوات الأمن التي منعتهم من الاقتراب منها عبر إلقاء كثيف لقنابل الغاز المسيل للدموع. وقال شهود عيان إن أكثر من 500 متظاهر أصيبوا بحالات إعياء وإغماء خطيرة، تم نقلهم عن طريق دراجات نارية إلى مستشفيات ميدانية بالتحرير.

وخرج آلاف الشباب أمس في مسيرات بالقاهرة وفي ميدان التحرير احتجاجا على «مذبحة بورسعيد» التي راح ضحيتها 74 شخصا ومئات الجرحى، عقب مباراة لكرة القدم بين فريقي الأهلي والمصري، مطالبين برحيل المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وإقالة النائب العام عبد المجيد محمود.

وتوحدت روابط التشجيع في الأندية الرياضية «الألتراس» في مسيرات تجمعت من أمام الأندية إلى ميدان التحرير مطالبة بسقوط الحكومة والمجلس العسكري. وعلت هذه المطالب عند وصول مسيرات روابط المشجعين لميدان التحرير وانضمامها للمعتصمين في الميدان ضد المجلس العسكري.

وخرجت أكثر من مسيرة من أمام النادي الأهلي ورفع فيها المتظاهرون أعلام النادي، وتضامن معهم روابط مشجعي الزمالك مطالبين بالقصاص، فيما وضع أنصار الزمالك على زيهم الأبيض المميز شارات حمراء على أيديهم، وهو ما علق عليه مصطفى محمد (18 عاما): «بعيدا عن الكرة.. نحن صف واحد ضد كل من يسفك دماءنا».

وخيمت حالة من الوجوم والحزن البالغ على وجوه المشاركين الذين ارتدوا شارات الحداد السوداء، وحملوا لافتات تندد بما سموه تواطؤ أجهزة الأمن ضد أصدقائهم. تقول عواطف أنور (42 عاما): «أطالب بالقصاص لكل من تسبب في مقتل أبنائنا»، قبل أن تستكمل مخاطبة المشاركين معها في المسيرة: «أرجوكم لا تتراجعوا.. لا تتركوا حق أبنائنا».

وهتف المتظاهرون «يانموت زيهم يانجيب حقهم»، «وحياة دمك يا شهيد دول (هؤلاء) إعدامهم مش بعيد». ثم توجهت المسيرات إلى شارع محمد محمود القريب من وزارة الداخلية، والذي سبق أن شهد اشتباكات عنيفة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، محاولين التسلل لمبنى وزارة الداخلية.

وقال شهود عيان إن عناصر الألتراس أشعلت الشماريخ بكثافة أمام وزارة الداخلية، وسادت عمليات كر وفر فيما بينهم وبين رجال الأمن المركزي الموجودين أمام الوزارة لتأمينها، كما بدأ المتظاهرون في تجميع القمامة وإشعال النار فيها ليساعد الدخان المتصاعد في دفع الغاز المسيل للدموع إلى أعلى.

وتوجد سلسلة حواجز من الكتل الخرسانية والأسلاك الشائكة في عدد من الشوارع المؤدية إلى مبنى وزارة الداخلية القريب، لكن المتظاهرين نجحوا في اقتحام هذه الحواجز والمرور باتجاه الوزارة.

ويواصل المتظاهرون احتشادهم في محيط وزارة الداخلية في ظل توقف الاشتباكات بين الجانبين، كما تواصل عربات الإسعاف المنتشرة نقلها للمصابين على أثر الاختناق الناتج عن القنابل المسيلة للدموع.

وكثفت قوات الجيش والشرطة تعزيزاتها في محيط وزارة الداخلية تحسبا لمحاولات اقتحامها من جانب المتظاهرين حيث تم وضع تشكيل من مجندي القوات المسلحة بشارع منصور على بعد نحو خمسين مترا من تشكيلات الأمن المركزي الموجودة في الشارع. كما حلت ثلاث عربات مدرعة محل سيارات الأمن المركزي بشارع منصور، في الوقت الذي واصل فيه ألتراس الأهلي والزمالك ومختلف الروابط الأخرى هتافاتهم المعادية لرجال الشرطة.

وقال الدكتور محمود سعيد رئيس قسم الاستقبال والطوارئ بمستشفى المنيرة العام إن المستشفى استقبل أربع حالات مصابة باختناقات من قنابل الغاز التي أطلقت في محيط وزارة الداخلية، موضحا أن الحالات الأربع لمجندين وحالتهم مستقرة.

وخرج أمس طلاب جامعة عين شمس في مسيرة لمقر وزارة الدفاع بالقاهرة، مرددين هتافات «أيوه بنهتف ضد العسكر.. يسقط يسقط حكم العسكر»، «كلمة في ودنك يا حربية.. إحنا اللي كسرنا الداخلية»، لكن المسيرة لم تستطع الوصول للمبنى بسبب الحواجز التي تم وضعها.

وفي ميدان التحرير مركز المظاهرات الرئيسي منذ الثورة، أعلنت إذاعة المنصة الرئيسية للميدان ضرورة توحد جميع من في الميدان حول مطلب رئيسي وهو إقالة النائب العام المستشار عبد المجيد محمود والتحقيق معه، وقالوا إن من عينه هو نظام مبارك السابق وإنه لم يصل في جميع التحقيقات التي باشرها في الأحداث التي شهدتها مصر طوال العام الماضي إلى نتيجة حقيقية أو إدانة لشخص أو جهة معينة.

كما أعلنت 28 حركة وحزبا وائتلافا، عن الاعتصام بميدان التحرير يومي (الجمعة والسبت) حدادا على أرواح شهداء مجزرة بورسعيد ووفاء لهم، وأعلنت هذه القوى الثورية، عن تنظيم 5 مسيرات اليوم (الجمعة)، تتحرك من أحياء متفرقة بعد صلاة الجمعة لتدخل ميدان التحرير.

ودعا تحالف ثوار مصر كافة طوائف الشعب المصري للنزول إلى كل ميادين مصر اليوم (الجمعة) للتعبير عن الغضب تجاه ما وصفه بالكارثة العالمية التي وقعت في استاد بورسعيد، وقال التحالف في بيان له أمس إن ما حدث لجماهير الألتراس لم يكن أبدا نتيجة مباراة بين فريقي الأهلي والمصري لكرة القدم لكنه عمل إجرامي سياسي بامتياز، جاء كعقاب على مشاركة الألتراس في ثورة مصر العظيمة ولكي يتم إقناع الجماهير البسيطة بالكفر بثورتها نتيجة لظهور سلسلة من الجرائم المنظمة في أيام قليلة توجت بكارثة بورسعيد.