آلاف المصريين يتظاهرون في جميع أنحاء البلاد ويطالبون بالقصاص

جماهير بورسعيد حملت الأمن المسؤولية وهتفت «بورسعيد بريئة.. دي مؤامرة دنيئة»

TT

خرج آلاف المصريين أمس في جميع أنحاء محافظات مصر في مظاهرات احتجاجية حاشدة مطالبين المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد، بتحمل المسؤولية كاملة عن «مذبحة بورسعيد» التي راح ضحيتها 74 شخصا ومئات الجرحى، ودعوا إلى تخليه عن السلطة الآن، مع محاكمة المسؤولين عنها وعلى رأسهم وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم.

ففي بورسعيد مقر المذبحة، ساد الشلل التام أسواق المدينة الحرة، وزاد من حالة الركود الاقتصادي للمحافظة التي تعتبر المنطقة الحرة الوحيدة بمصر ويعمل أغلبية سكانها في التجارة.. وانطلقت مظاهرات شعبية عارمة في كافة أنحاء المحافظة تضامنا مع ضحايا الأحداث والمطالبة بالقصاص من القتلة.

وأكدت جماهير بورسعيد مسؤولية أجهزة الأمن عما حدث ورددت هتافات «بورسعيد بريئة دي مؤامرة دنيئة» و«مش مهم الكورة المهم اخوانا»، في إشارة إلى جماهير النادي الأهلي. وقال أحد المتظاهرين: «إنه لا يستطيع وصف ما حدث أمام عينيه وإنه كابوس رهيب عاشه.. يتمنى أن يفيق منه»، وتابع: «الضحايا جميعهم من شباب في عمر الزهور لم يتجاوز العشرينات».

وقالت بعض الجماهير إن «الأمن سمح بدخول الجماهير دون أي إجراءات أمنية وإن أبواب الاستاد خلت من أي عمليات تفتيش». وقال آخر إن «المجموعات التي بدأت الهجوم على لاعبي وجماهير الأهلي غريبة عن بورسعيد وكانت تبدو عليهم ملامح البلطجة».

وزارة الداخلية حاولت تهدئة جماهير بورسعيد فقررت إقالة مدير الأمن ونقله إلى ديوان عام الوزارة، إلا أن أهالي بورسعيد قالوا إن ذلك ليس كافيا وخرجوا في مسيرات طافت معظم شوارع المحافظة.

وفي الإسماعيلية نظم ألتراس النادي الإسماعيلي وقفة حداد بالملابس السوداء شاركت فيها جموع من القوى السياسية والثورية والطلابية والسياسية، ورفع المشاركون لافتات بأسماء بعض الشهداء، وكتبوا عبارات تم رفعها في قلب الميدان كان أبرزها «خرجوا مشجعين وعادوا مشيعين».

وفي الإسكندرية، اجتاحت المظاهرات المدينة، التي شيعت جنازة أحد الضحايا، وقام المتظاهرون بوضع نحو 40 نعشا رمزيا أمام مقر قيادة المنطقة الشمالية العسكرية. وقال مصطفى العطار أحد منسقي المسيرة إن «النعوش بمثابة رسالة بأن الشعب المصري يحمل المجلس العسكري مسؤولية مقتل شباب الألتراس ولن يهدأ قبل الثأر وتحقيق القصاص العادل».

وقال محمود بدر الدين أحد قيادات ألتراس الأهلي: «المسؤولون يريدون حماية رجال النظام السابق وأيقنوا أن الألتراس أحد أهم الفصائل التي تشارك في التحركات الثورية والاحتجاجات فأرادوا القضاء عليهم».

ومن جانبها، أعلنت اللجنة التنسيقية للحركات الثورية والاحتجاجية بالإسكندرية عن حدادها لمدة سبعة أيام حيث تم رفع الأعلام السوداء على مركز الاعتصام بميدان فيكتور إيمانويل بمنطقة سموحة شرق المدينة.

وفي المنوفية، نظمت القوى السياسية والحركات الثورية مسيرة ظهر أمس انتهت أمام ديوان عام المحافظة وقام المتظاهرون بأداء صلاة الغائب على أرواح الشهداء. وقال محمد كمال منسق حركة 6 أبريل بالمنوفية «ما حدث من فوضى مقصودة من المجلس العسكري ووزارة الداخلية والأمن»، مؤكدا أنهم «سيستمرون في مطالبهم بسرعة تسليم السلطة إلى رئيس مدني».

كما شيعت المنصورة أحد الضحايا، في جنازة مهيبة شارك فيها الآلاف من أهالي المدينة وشباب الألتراس، مرددين هتاف «لا إله إلا الله والشهيد حبيب الله»، وشهدت المدينة حالة من الحداد العام.

وبينما نظم العشرات من طلاب كلية التجارة بجامعة المنصورة مسيرة حتى منزل الشهيد لتقديم العزاء لأسرته. قام مئات من المتظاهرين بافتراش الشارع أمام مبنى المحافظة بمدينة المنصورة، فتوقفت حركة المرور تماما بالميدان.

وفي الشرقية، شيع أهالي المحافظة جنازة شابين من أبنائها راحا ضحية أحداث بورسعيد، شارك فيها الآلاف من الشباب والشيوخ والنساء والأطفال.

وفي صعيد مصر، قادت القوى السياسية في محافظة قنا مسيرة حاشدة جابت شوارع المحافظة للتنديد بالأحداث. وأصدر اتحاد الثورة بقنا بيانا أعلن فيه عن حالة الحداد لمدة 3 أيام، وطالب بالتحقيق الفوري مع كل الذين دبروا هذه المؤامرة، وربط بيان لهم الأحداث بذكرى خطاب الرئيس السابق حسني مبارك العام الماضي عندما قال «أنا أو الفوضى».

وقال نصر وهبي المنسق العام لائتلاف ثورة 25 يناير بالأقصر، إن الائتلاف سيعرض فيديوهات لتوضيح أن ما حدث ليس معركة بين الجماهير وإنما هي واقعة مدبرة شارك فيها المجلس العسكري وجهاز الشرطة من أجل التنكيل بشباب الثورة.