«الشرق الأوسط» ترافق أسر مشجعي الأهلي داخل «محطة مصر»

اللحظات الصعبة على «رصيف نمرة 1» انتظارا لوصول جثامين الضحايا

آلاف المصريين أمس بمحطة القطارات الرئيسية بالقاهرة في انتظار وصول ذويهم من بورسعيد (أ.ب)
TT

على رصيف رقم واحد، بمحطة سكك حديد مصر الواقعة بميدان رمسيس بالقاهرة، ارتسمت ملامح الأسى والحزن على الآلاف من مشجعي رابطة ألتراس الأهلي والأسر المصرية، التي احتشدت فجر أمس تحت قبة المحطة، في انتظار عودة قطار الضحايا من محافظة بورسعيد (شرق مصر)، الكل واقف في حالة ترقب للوحات مواعيد وصول القطارات، بينما ارتفعت لافتات كتب عليها أسماء ذويهم، ليستقبلوهم إما مصابين أو موتى بعد «موقعة مباراة الشؤم» التي خلفت نحو 75 قتيلا وإصابة المئات.

داخل المحطة، التي تم تجديدها عقب ثورة 25 يناير، دوت هتافات آلاف الحناجر، عقب وصول القطار، الذي تسلقوه وهم يحملون الأعلام المصرية، مرددين «يا نجيب حقهم يا نموت زيهم»، و«الشعب يريد إعدام المشير».

ووجهت الأسر وجماهير الألتراس، انتقادات وهتافات حادة ضد المجلس العسكري والحكومة ووزارة الداخلية، متهمين إياهم بالتسبب في الأحداث المؤسفة التي شهدتها المباراة، رافعين لافتة كبيرة مكتوبا عليها «هي فين الداخلية اللي شاركوا البلطجية»، «يا محافظ بورسعيد لن نسكت».

وحمل الحشد المصابين على أعناقهم لتوصيلهم إلى سيارات الإسعاف الموجودة خارج المحطة، والتي لم تتمكن من الدخول لكثرة الزحام في الخارج، وبين هؤلاء المصابين تحدث هاني أحمد، الذي كان معصوب الرأس بالقطن والشاش، قائلا وهو يلتقط أنفاسه: «تم التعدي علينا بأقصى درجات العنف، كدنا نموت جميعا، ضربونا بالشوم والأسلحة البيضاء، ورأيت العديد من أصدقائي يموتون، ولن نسكت عن حقنا».

ويمسك أحمد، طالب جامعي، برأسه المعصوبة من شده الآلام، وقد ارتسمت على وجهه ملامح الإرهاق والتعب بعد ساعة من المطاردة عاشها عقب انتهاء المباراة، وتساءل «لماذا تصل الأمور لهذه الدرجة، من له مصلحة في هذا».

وبينما وصل القطار الذي حمل معه الأسى والحزن، كان طارق عصام، يبحث بين المصابين وراكبي القطار عن أخيه خالد، الذي ظل طوال الليل ينتظره، ويحاول الاتصال به بعد أن أغلق جواله، حيث قال: «ذهبت إلى المحطة 3 مرات حينما علمت بقدوم قطار بورسعيد حتى أطمئن على أخي، وأطمئن أسرتي التي ظلت ساهرة طوال الليل.. قلقا على أخي الذي اتصل بنا في الساعة التاسعة قائلا أنا هربت من الاستاد وفي طريقي للعودة».

ولا يزال عصام يتعلق بخيوط الأمل حينما يخبره أي شخص بأنه رأى أخاه خالد وهو في صحة جيدة، ولكن السؤال الذي كان يحوم في أفق طارق هو «إذا كان سليما فلماذا لم يعد حتى الآن؟».

فيما قال عصام محمد، والد أحد المصابين: «ظللنا طوال اليوم ننتظر قدومه، وعلى الرغم من عودته مصابا في رأسه بجرح كبير نتيجة ضربه بسلاح أبيض، ورغما عن سرقه أمواله وهاتفه الجوال بالإكراه، ولكن الحمد لله على عودته سالما».

ويرى محمد، (53 عاما) موظف ببنك القاهرة، من مشجعي الأهلي، أن واقعة الاستاد أمر مدبر وليست مجرد مشادات بين الطرفين، مشيرا إلى أنه ينتظر التحقيقات وموقف البرلمان المصري من هذه الحادثة، لمنع حدوث مثل هذه الأزمات مرة أخرى.