عبد الله واد: احتجاجات السنغال مجرد «نسيم»

الأمم المتحدة تطالب بتحقيق حول «إفراط» أمنها في استخدام القوة

TT

فيما اعتبر الرئيس السنغالي عبد الله واد أن حركة الاحتجاج الحالية على ترشيحه إلى الانتخابات الرئاسية الشهر الحالي مجرد «نسيم» لن يتحول «أبدا إلى إعصار»، عبرت المفوضة العليا لحقوق الإنسان للأمم المتحدة نافي بيلاي أمس عن «قلقها» من «احتمال إفراط السلطات في استعمال القوة» في السنغال وطالبت بتحقيق في ذلك. وقال واد خلال حفل في داكار، إن «النسيم عبير خفيف يهز أوراق الشجر لكنه لا يتحول أبدا إلى إعصار». وتناقلت كل الصحف المحلية صباح أمس هذه العبارة التي وردت أيضا على صفحة الرئيس على «فيس بوك» وأكدها الناطق باسم المرشح واد حاج حمادو سال لوكالة الصحافة الفرنسية. وقال إن «الرئيس كان يعلق على تهديدات المعارضة التي قالت إن مسيرتها ستكون الهجوم النهائي على القصر الرئاسي».

وتطالب حركة 23 يونيو (إم23) التي تضم المعارضة السياسية والمجتمع المدني بسحب ترشيح واد إلى ولاية جديدة في 26 فبراير (شباط)، ذلك الترشيح الذي أكده المجلس الدستوري رسميا في 29 من الشهر الماضي. وتلبية لنداء «إم23» تجمع آلاف الأشخاص مساء الثلاثاء احتجاجا على ترشيح واد وتدخلت الشرطة لتفريق التظاهرة فقتل طالب دهسته سيارة. وفي المجموع قتل أربعة أشخاص في غضون أربعة أيام في البلاد في أعمال عنف ناجمة عن توترات سياسية مع اقتراب الانتخابات الرئاسية.

وقال الرئيس واد «أنتم الذين واكبتموني خلال لحظات المعارضة الشاقة، تعلمون جيدا أن كل هذه التحركات الحالية لا يبدو لها تأثير على السنغاليين». وأعرب عن «الأمل في أن أكون هنا السنة المقبلة لأثبت لكم أكثر ما أطمح إليه لكم».

بدورها، قالت المفوضة العليا لحقوق الإنسان للأمم المتحدة، بيلاي، في بيان أمس، إن «التقاليد الوطيدة في مجال الانتخابات السلمية والديمقراطية قد تكون مهددة إذا لم ترد السلطات بالطريقة المناسبة على التظاهرات الجارية».

وتحدثت معلومات «تشير إلى أنه في بعض الحالات وفي بعض أحياء داكار قد تكون الشرطة أطلقت النار على متظاهرين كانوا يضرمون النار في إطارات ويرشقون بالحجارة». كما أشير إلى وقوع أعمال عنف أيضا في مدن بودور وتييس وكاولاك حسب الأمم المتحدة. وأضافت المفوضة العليا أن «التقارير التي تفيد عن إفراط الشرطة في استعمال القوة في ردها على أعمال عنف المتظاهرين، تثير القلق حقا نظرا لتقاليد السنغال في احترام حريات الجمعيات والتجمع والتعبير». من جهة أخرى دعت بيلاي إلى «تحقيق معمق وغير منحاز وشفاف حول الاغتيالات التي وقعت خلال الأيام الأخيرة وإفراط الشرطيين في استعمال القوة». وأضافت أن «كل من يرتكب عنفا أو يفرط في استعمال القوة يجب أن يحاسب على ذلك سواء كان متظاهرا أو شرطيا». وقد أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أول من أمس عن «قلقه من تصاعد التوتر» في السنغال مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في 26 فبراير، مناشدا الأطراف السياسية الامتناع عن أي عنف.