التوتر.. هل يقود إلى الإسراف في تناول الطعام؟

هرمونات تزيد من شهية الإنسان للأطعمة الدهنية والحلوة

TT

ربط باحثون بين زيادة الوزن والتوتر. ووفقا لمسح من جمعية علم النفس الأميركية فإن واحدا من كل أربعة أميركيين يقيمون مستوى التوتر لديهم بدرجة 8 في سلم من 10 درجات.

ويمكن للتوتر على المدى القصير أن يكبح الشهية، إذ يقوم جزء من الدماغ يسمى «ما تحت المهاد» بتوليد هرمون يفرز الكورتيكوتروبين، وهو الهرمون الذي يكبح الشهية. كما يرسل الدماغ أيضا إشارات إلى الغدد الموجودة فوق الكلى بهدف ضخ هرمون «إيبينيرفين» (الذي يعرف أيضا باسم الأدرينالين). ولكن إن تواصل التوتر - أو جرى الإحساس بأنه طال - فإن لذلك جوانب أخرى، ففي هذه الحالة تقوم الغدد الكظرية بإفراز هرمون آخر يسمى الكورتيزول الذي يزيد من الشهية ويزيد من الدوافع عموما، ومنها دافع تناول الطعام.

ولكن أبحاثا أخرى تفترض أن هرمون «غريلين» ghrelin المسمى «هرمون الجوع» ربما يلعب دوره في ذلك. وحالما يتم تناول تلك الأطعمة الدهنية والأطعمة المليئة بالسكر حتى يظهر مفعولها في إبطال نشاط منطقة الدماغ التي ولدت التوتر وتعاملت معه ومع الأحاسيس الأخرى المرتبطة به. ولذا فإن جزءا من التوق الشديد لمثل هذه الأطعمة الناجم عن التوتر، ربما يعود إلى رغبتنا في التخلص منه، أي من التوتر.

وكذلك فإن هذا التوجه، كما ذكرت ماري دالمان الباحثة في جامعة كاليفورنيا، هو خطوة صغيرة لتبريد المشاعر القوية التي نجمت عن التوتر الشديد، أي إنه خطوة باتجاه تناول نفس أنواع الأطعمة التي تهدئ عادة من المشاعر الخفيفة الناجمة عن التعرض لتوتر أقل شدة، أو لحالات التوتر المزمن.

ومن الطبيعي القول إن الإسراف في تناول الطعام لا يعتبر السلوك الوحيد المرتبط بالتوتر، إذ لا يتمتع الأشخاص المتعرضون للتوتر بالنوم، وتقل لديهم ممارسة التمارين الرياضية، ويتجهون لتناول الكحول، وهي الأمور التي تسهم كلها في زيادة الوزن.