أزمة مياه وخبز في دمشق تربك النظام

بعد نقص البترول والغاز المنزلي ووقود التدفئة والكهرباء

TT

بعد أزمة شح الوقود والغاز المنزلي ووقود التدفئة والكهرباء، ظهرت في اليومين الماضيين أزمات معيشية خانقة في العاصمة دمشق، وذلك بعد النزوح الكبير لسكان ريف دمشق، الذي أدى إلى ضغط كبير على العاصمة، فطفت على السطح أزمة مياه، ولليوم الثاني على التوالي تنقطع المياه في معظم أحياء العاصمة، بالإضافة إلى أزمة توفر الخبز نتيجة الضغط الكبير على الأفران في دمشق بعد توقف الكثير من الأفران في ريف دمشق حيث تنفذ وحدات من الجيش النظامي وقوى الأمن أوسع عمليات عسكرية تحت عنوان «الحسم».

ومع أن أزمة الخبز ليست جديدة في البلاد إذ تعاني منها المناطق المحاصرة، كما تعاني من انقطاع كل المستلزمات الخدمية والمعيشية، لكنها تعد جديدة على مدينة دمشق، حيث افتقدت من الأسواق أمس عبوات المياه المعدنية، كما اصطفت طوابير طويلة أمام الأفران، وارتفع سعر كيس الخبز، وفيه 8 أرغفة من 20 ليرة إلى 60 ليرة في بعض المناطق، وكان هناك أناس يقومون بشراء الخبز من الأفران بالسعر النظامي ليبيعونه في السوق السوداء بأسعار مضاعفة، ووجه ناشطون نداءات عبر مواقع الإنترنت للأهالي للتخلي عن مخاوفهم التي تزيد حدة الأزمة والإقبال على شراء كميات تفوق حاجتهم من الخبز، وبما يحرم الآخرين منه.

من جانبه، صرح المدير العام للشركة العامة للمخابز، عثمان حامد لوكالة الأنباء السورية (سانا) أن «ما أثير حول نقص مادة الخبز غير مبرر وسببه الشائعات وبعض النفوس المريضة بقصد تفريغ المخابز من هذه المادة وإيجاد مشكلة لدى المواطن وخلق المخاوف من فقدان رغيف الخبز». وأكد «جميع المخابز على جاهزية تامة، وتعمل بكامل طاقتها، وتمت زيادة عدد خطوط الإنتاج لاحتواء الطلب الزائد على رغيف الخبز، وأن الأمور ستعود إلى طبيعتها اعتبارا من اليوم (الجمعة)»، لافتا إلى أنه «تم إلغاء العطلة الأسبوعية لكل المخابز وفتح منافذ للبيع بالمخابز الآلية على مدار الساعة وبيع 3 ربطات لكل مستهلك»، وفيما يتعلق بواقع الأفران في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، قال حامد إن «مخابز حرستا ودوما وجرمانا تعمل بطاقتها الاعتيادية ويتم رفد الغوطة بنحو 10 آلاف ربطة يوميا بإشراف لجنة مشكّلة من محافظة ريف دمشق». ويشار إلى أن إنتاج الشركة يوميا يصل إلى 3000 طن منها 150 طنا في دمشق إذ تغطي 60 في المائة من حاجتها فيما ريف دمشق 200 طن وبلغ إنتاجها السنوي خلال عام 2011 نحو 860 ألف طن. وذلك بحسب الأرقام الرسمية. وتدعم الدولة الخبز حيث يكلف تصنيع الكيلوغرام من الخبز 35 ليرة سورية فيما يباع للمستهلك بتسع ليرات وسعر ربطة الخبز 1400 غرام 15 ليرة. وفيما يخص أزمة قطع المياه لا تزال الشائعات تلف أسباب ذلك، فلليوم الثاني على التوالي شهدت عدة أحياء في دمشق قطعا للمياه، بعد تردد أنباء عن سيطرة «الجيش الحر» على مؤسسة المياه في منطقة عين الفيجة في وادي بردى، والتهديد بتوجيه ضربات موجعة للنظام ما لم يسحب قواته من وادي بردى، الأمر الذي نفته السلطات، في وقت نشرت فيه إحدى التنسيقيات بيانا لـ«الجيش الحر» في وادي بردى لم يتم التأكد من صحته، يقول إن «الجيش الحر ينفذ انسحابا تكتيكيا من نبع الفيجة ويسلم النبع ومرافق البلدة بما فيها مديرية الناحية لأهالي البلدة، بناء على توجيهات شخصية من اللواء رياض الأسعد قائد الجيش السوري الحر، حفاظا على أرواح المدنيين في منطقة وادي بردى»، وذلك «بعد تسرب معلومات لقيادة الجيش الحر تفيد بتوجه الجيش النظامي لقصف خزانات غاز الكلور في مقر النبع والتي تحوي نحو 3 أطنان من غاز الكلور والكفيلة بإبادة كل ما هو حي في وادي بردى من عين الفيجة وحتى منطقة الربوة»، وقال البيان إنه سيتم توجيه «نداء من المجلس الوطني وقيادة الجيش الحر عبر قناة بردى لكافة كتائب الجيش الحر في وادي بردى لتنفيذ الانسحاب التكتيكي فورا».