مدن القناة على خط النار

مقتل متظاهرين في السويس.. والقبض على أحد المتهمين في بورسعيد

TT

شهدت مدن القناة أمس مسيرات واشتباكات عنيفة بين متظاهرين محتجين على مجزرة استاد بورسعيد، وبين قوات الأمن التي حاولت تأمين المباني الحيوية، وهو ما نتج عنه مقتل شخصين على الأقل ومئات الإصابات في السويس، كما خرج أهالي مدينة بورسعيد في مظاهرات حاشدة أمس للتعبير عن استنكارهم للمجزرة التي راح ضحيتها 74 شخصا الأربعاء الماضي معلنين رفض اتهامهم بها، كما تمكنوا من ضبط أحد المتهمين في الأحداث.

وقال شهود عيان في مدينة السويس (شرق القاهرة): إن اثنين على الأقل قُتلا، وأصيب المئات، في اشتباكات عنيفة بدأت مساء الخميس واستمرت على مدار أمس، موضحين أن «دخان القنابل المسيلة للدموع، التي أطلقتها قوات الأمن المتحصنة بمديرية الأمن على المتظاهرين، يكاد يغطي سماء السويس بشكل كامل، وأن فوارغ الطلقات المطاطية والخرطوش والحجارة تغطي الأرض بشكل كامل في محيط مديرية الأمن ومبنى المحافظة القديم ومجمع المحاكم».

وقالت مصادر طبية إن القتيلين هما: محمد فراج (23 عاما)، ومحمد عطا (22 عاما)، وإنه تم نقل الجثتين إلى المستشفى ووضعهما في المشرحة، وإن هناك عشرات المصابين باختناقات نتيجة القنابل المسيلة للدموع.

وقال شهود العيان: إن مئات المتظاهرين حاولوا اقتحام مديرية أمن السويس ورشقوها بالحجارة، وإن قوات الشرطة ردت باستخدام القنابل المسيلة للدموع ثم الرصاص الحي والخرطوش.

وقال مصدر أمني إن الشرطة لم تطلق الرصاص على المتظاهرين وإنها حاولت تفريق المتظاهرين بإطلاق القنابل المسيلة للدموع، مضيفا أن بعض المهاجمين لمديرية الأمن كانوا يحملون أسلحة نارية أطلقوا منها الرصاص على المديرية. وقد قام الجيش الثالث بالسويس، أمس، بتأمين منطقة مديرية أمن السويس ومبنى المحافظة، وتم نشر القوات في جميع الأرجاء تحسبا لأي محاولة اقتحام، كما تمت إعادة ترميم الأسلاك الشائكة والسياج الأمني حول المنطقة.

وفي بورسعيد، مقر المجزرة، خرجت مظاهرات عدة بعد صلاة الجمعة شارك فيها أعضاء من رابطة مشجعي النادي الأهلي ببورسعيد، كما انطلقت مسيرة ثانية شارك فيها المئات من السيدات يرتدين الملابس السوداء تعبيرا عن حزنهن، ورددن هتاف «أول ما طلبنا الحرية قالوا علينا بلطجية.. البورسعيدية مش بلطجية».

وعبر المتظاهرون عن غضبهم الشديد لما حدث على أرضهم، لافتين إلى أن من فعل ذلك هم فئة مندسة جاءت إلى بورسعيد، وأن شعب بورسعيد الباسل لا يمكنه القيام بمثل هذا العمل غير الشريف. وقد أغلقت جميع المحلات ببورسعيد أبوابها حدادا على الشهداء وعلقت ستائر سوداء في مفترق الطرق في أكثر من شارع. وقد تمكن أهالي بورسعيد من القبض على أحد البلطجية من المتهمين في الأحداث وبحوزته سلاح ناري، وقد سبق تصويره أثناء محاولته التعدي على مشجعي النادي الأهلي.

أما في الإسماعيلية، فقد انطلقت عقب صلاة الجمعة مسيرات غاضبة تندد بأحداث بورسعيد وتستنكر سياسة المجلس العسكري. وأدى آلاف المصلين صلاة الغائب على أرواح شهداء مجزرة بورسعيد، وتضمنت موضوعات خطب الجمعة الفتنة وحرمة دماء المسلمين والسلام ومفهوم الأمن. بينما فرضت الأجهزة الأمنية أطواقا من العربات المصفحة وسيارات الأمن المركزي المدعمة بالقوات حول مديرية الأمن وأقسام الشرطة بالمدينة، كما أكدت مصادر طبية رفع حالة التأهب والاستعداد بمرفق الإسعاف وبمستشفيات المحافظة العامة والمركزية تحسبا لوقوع أي أحداث.