الذعر يجتاح الإسكندرية.. والمتظاهرون يحاصرون مديرية الأمن

أقسام الشرطة أغلقت أبوابها.. والبلطجية ينهبون المحال واللجان الشعبية تعود إلى الشوارع

TT

تواصلت المظاهرات بقوة، أمس، بالإسكندرية، وشهدت المدينة مسيرات حاشدة انطلقت من أمام مسجد القائد إبراهيم ضمت عشرات الآلاف من المتظاهرين إلى مقر قيادة المنطقة الشمالية العسكرية بمنطقة سيدي جابر، ثم توجهوا لمحاصرة مديرية الأمن بمنطقة سموحة، المحاطة بأسوار من الأسلاك الشائكة. قاد المسيرات جماهير الألتراس الكروية، رافعين أعلام الأندية وأعلام مصر، منددين بمذبحة استاد بورسعيد، وردد المتظاهرون هتافات «لا لا لحكم العسكر.. مصر دولة مش معسكر».. كما رفعوا صورا لعشرات من الشهداء الذين لقوا مصرعهم في أحداث بورسعيد.

وأعلنت القوى الوطنية بالإسكندرية مطالبها، وعلى رأسها: محاسبة ومحاكمة وزير الداخلية، وتسليم السلطة لمجلس الشعب المنتخب، والدعوة لانتخابات الرئاسة فورا، وتولي مجلس الشعب مهمة تعيين حكومة إنقاذ وطني تحل محل حكومة الجنزوري. وحدد ائتلاف جبهة الصمود، الذي يضم الكثير من الحركات والائتلافات الشبابية بالإسكندرية، يوم 11 فبراير (شباط) المقبل، ذكرى تنحي مبارك، لعقد أكبر محاكمة شعبية بميدان القائد إبراهيم لأعضاء المجلس العسكري.. وقال أحمد محمد علي، منسق الائتلاف: إن المحاكمة سوف تكون بشكل قانوني ووفقا لعريضة اتهام أعدها متخصصون، وسوف يتولى المحاكمة عدد من كبار قضاة مصر.

في سياق متصل، سادت حالة من الذعر أهالي مدينة الإسكندرية بعد تعرض الكثير من مناطقها الحيوية لهجمات من بلطجية قاموا بإطلاق عشوائي للرصاص في الشوارع، مما أدى إلى إصابة العشرات.. بينما رصدت «الشرق الأوسط» حالة من السكون التام بمعظم شوارع المدينة بعد أن فضل معظم الأهالي عدم الخروج من منازلهم.

وتعرضت ثلاث مناطق بالمدينة لهجوم مسلح من مجهولين؛ ففي منطقة الإبراهيمية تم تحطيم ما لا يقل عن 20 محلا تجاريا بعد تعرضها لعمليات سلب ونهب لمحتوياتها.. وقال أحد شهود العيان إن البلطجية افتعلوا مشاجرات وهمية مع الكثير من أصحاب المحلات والباعة المتجولين بالشارع، وأطلقوا الرصاص بشكل عشوائي عليهم؛ حيث أصيب الكثير من عمال المحلات وأصحابها بإصابات مباشرة وتم نقلهم لمستشفى الأميري.. وأضاف: توجهت إلى نقطة شرطة الإبراهيمية، التي تبعد عن الشارع خطوات قليلة للاستغاثة بهم، إلا أنني وجدت عددا من أمناء الشرطة يقومون بغلقها لأول مرة منذ ثورة «25 يناير».

وقال ريمون لطفي، من سكان الإبراهيمية: «نتساءل: أين الأمن؟ ومن سيحاسب على رعب الأطفال من صوت ضرب النار والرصاص؟ ومن المسؤول عن تعويض أصحاب المحال التي أصابها الضرر؟».

وأغلقت جميع المحال أبوابها بالمنطقة في ظل اختفاء أمني غير مسبوق.. كما رصدت «الشرق الأوسط» غلق قسم سيدي جابر لعدة ساعات مساء أول من أمس الخميس حتى صباح الجمعة دون أسباب. وفي منطقة سيدي بشر تعرض المارة والمحال لإطلاق رصاص أيضا من عدد من البلطجية، الذين أثاروا الذعر والفوضى بالمنطقة وغادروها بعد إصابة 3 بطلق خرطوش.. وهو ما تكرر بمنطقة كرموز الشعبية.

ورصدت «الشرق الأوسط» عودة اللجان الشعبية مرة أخرى للوجود بكثافة في الشوارع بمدينة الإسكندرية؛ حيث تولت مجموعات مهمة تنظيم المرور بينما تولت مجموعات كبيرة أخرى مهام حراسة المنشآت الحيوية كالبنوك ومكاتب البريد، في ظل غياب أمني.