«الإعلام المصري» في مرمى النيران

نائب بالبرلمان يصفه بـ«العميل».. وإمام مسجد يحرض ضده في خطبة الجمعة

TT

يقول الكاتب المصري الساخر «جلال عامر» في تغريدة له على موقع «تويتر» الاجتماعي: «مذابح المصريين تبدأها كتيبة الإعلام، وتنفذها كتيبة الإعدام». ملخصا بهذه العبارة المُوجزة اتهامات الكثيرين لوسائل الإعلام المرئية والمقروءة بأنها وراء ما يحدث من إثارة للغضب والفتنة؛ ومن ثم ارتكاب أعمال عنف في الشارع، كان آخرها مجزرة استاد بورسعيد، التي راح ضحيتها 74 مشجعا.

وهو ما أكده أمس الشيخ «صلاح زيدان» إمام وخطيب مسجد مصطفى محمود بحي المهندسين في خطبة الجمعة، حيث اتهم وسائل الإعلام بأنها تقود الرأي العام للإثارة وإشعال الفتن، واستشهد الشيخ زيدان بمانشيت لإحدى الصحف القومية ليلة مباراة الأهلي والمصري البورسعيدي يقول: «اليوم معركة ضارية بين الأهلي والمصري».. وآخر «مباراة مثيرة»، مستنكرا استخدام عبارات (مثيرة، معركة، ضارية، صراع)، في وصف مباراة للكرة، واعتبارها كأنها حرب مشتعلة.

أحد جماهير النادي الأهلي، ويدعى عمرو محمد، يقول: «الإعلام كان يحرض علنا قبل الماتش بيومين ويؤكد انه حيبقى ماتش دموي». وهو ما يراه المحلل الرياضي سامي حسن، بمجلة «سبورتس» المحلية، بأن المتسبب فيه هو «المنافسة الشديدة لوسائل الإعلام التي أصبحت تبحث عن الإثارة والفتنة من أجل إيجاد قضية للمناقشة وملء المساحة الفارغة».

وأول من أمس هاجم الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء المصري، في كلمته أمام الجلسة الطارئة لمجلس الشعب (البرلمان) وسائل الإعلام، قائلا: «إحدى الفضائيات قالت أمس: أين رئيس الوزراء؟.. وأنا لم أخلع ملابسي من وقت الحادث حتى الآن!! فقد كانت مسؤوليتي أن أتصل بكل مؤسسات الدولة بداية من المجلس العسكري وقيادات الداخلية لأطمئن على أن من بقي حيا يعود سالما، وتابعت كيف انتقلوا للقطار وكيف تم تأمينه حتى وصل للقاهرة».

كما حذر النائب البرلماني المستقل مصطفى بكري، في كلمته أمام نفس الجلسة، من وجود مخطط لتخريب مصر وتقسيمها إلى خمس دول، مطالبا بمحاسبة «إعلام الفلول»، الذي «يحرض ضد الجميع». وقال بكري: «الإعلام العميل دمر أرواح الشعب المصري وأشاع الفوضى ودمر روح الشرطة المصرية والجيش والقضاء وكل من يقوم بالعمل على عدم إسقاط مصر».

من جهتها، ترى جماعة الإخوان المسلمين، وهي أكبر فصيل سياسي مصري، أن هناك كثيرا من وسائل الإعلام، لا سيما تلك التي يمتلكها بعض رجال أعمال لهم صلة بالنظام البائد تؤجج نيران هذه الفتنة وتنفخ فيها وتروج «الإفك»، وهو ما أكده بيان رسمي صادر عن الجماعة.