مسؤول سابق: حزب صالح يتجه لخلط الأوراق

عشرات الجرحى في قمع متظاهرين في عدن.. والحرب الإعلامية مستمرة

TT

شهدت العاصمة اليمنية صنعاء وعدة محافظات ومدن، أمس، حوادث أمنية سقط فيها عشرات الجرحى، في حين تستمر المحاولات الرامية للسيطرة على المؤسسات الإعلامية من قبل مسلحين موالين للرئيس علي عبد الله صالح الذي استمرت المظاهرات المطالبة بمحاكمته وأركان نظامه في معظم المحافظات اليمنية.

وسقط عشرات الجرحى من المتظاهرين في مدينة عدن، بعد أن أطلقت قوات الأمن ومسلحين مدنيين ممن يسمون «البلطجية» النار على مسيرة شبابية في المدينة كانت تطالب بمحاكمة الرئيس صالح وتدعو إلى تأييد إجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة في الحادي والعشرين من الشهر الحالي. وقال شهود عيان في عدن لـ«الشرق الأوسط» إن مسلحين مدنيين كانوا يعتلون أسطح المباني في حي المعلا بعدن، هم من بادروا بإطلاق النار على المتظاهرين، إضافة إلى قيام بعض المسلحين برفع أعلام شطرية، في إشارة إلى ادعاء المسلحين بتبعيتهم للحراك الجنوبي الذي نفى صلته بهم.

ورجحت مصادر محلية في عدن سقوط قتيل متأثرا بجراحه بعد أن توفي سريريا، في وقت استخدمت فيه قوات الأمن الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين في حي المعلا الذي شهد، خلال الأشهر الماضي، أعنف المواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين المطالبين برحيل النظام.

وفي صنعاء، تمكن مسلحون بقيادة مسؤول أمني بارز من الدخول إلى صحيفة «الثورة» الحكومية اليومية والتي تعد الأولى في اليمن، وقاموا بإصدار عدد الأمس، بلغة سياسية وخطاب سياسي مؤيد لصالح، وأعادوا نشر صورته، بعد يوم واحد من إزالة هيئة تحرير الصحيفة لصورة صالح ومقولاته التي تنشر يوميا منذ أكثر من عقدين، واتهمت نقابة الصحافيين اليمنيين واللجنة النقابية في الصحيفة الموالين لصالح بمحاصرة الصحيفة لساعات طوال قبل اقتحامها، كما نشر اعتذار في الصحيفة عن إزالة الصورة وأهداف الثورة.

وقالت اللجنة النقابية، في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إنها «تربأ بجميع الزملاء الصحافيين المحترمين أن يعملوا تحت حراب البلطجية، وتعتبر أن ما صدر عن المؤسسة اليوم من إصدار لصحيفة الثورة في العدد رقم 17249 يعتبر مولودا سفاحا وحالة اغتصاب للشرعية بحراب البلطجية والمرتزقة الذين إلى هذه اللحظات يسيطرون على مؤسسة صحافية عريقة يتجاوز عدد عامليها ألفا وخمسمائة موظف»، وأدانت اللجنة ما جرى وطالبت «حكومة الوفاق الوطني بإيقاف هذه المهزلة أو الاستقالة الفورية».

وفي تعز، أبلغ «الشرق الأوسط» مساء أمس، مصدر في هيئة تحرير صحيفة «الجمهورية» اليومية التي تصدر هناك، بأن مسلحين ممن يسمون «البلطجية» بدأوا في حصار مبنى المؤسسة والصحيفة، وذلك لتكرار السيناريو ذاته الذي وقع في صنعاء.

ويقول لـ«الشرق الأوسط» يحيى عبد الرقيب الجبيحي، الرئيس السابق لدائرة الإعلام في مجلس الوزراء، إن ما يجري في المؤسسات الإعلامية هو توجه شبه رسمي من قبل حزب المؤتمر الشعبي العام ومن قبل بعض بقايا نظام الرئيس علي عبد الله صالح، بهدف إثارة المشكلات وخلط الأوراق ووضع العراقيل والصعوبات أمام الانتخابات المقبلة.

إلى ذلك، تظاهر نحو 12 شخصا الخميس الماضي أمام فندق فخم في نيويورك حيث ينزل برأيهم الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الذي من المفترض أن يتنحى عن الحكم الشهر الحالي، ووصل السبت إلى الولايات المتحدة لتلقي علاجات طبية.