أميركا متفائلة «بحذر» وتعتبر التنازلات التي قدمها الغرب دعما للجامعة العربية

موسكو تدرس الصيغة الأخيرة لمشروع قرار مجلس الأمن حول سوريا

TT

مع استمرار المشاورات في مجلس الأمن في نيويورك حول مشروع القرار العربي الغربي حول سوريا، قالت فيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، إن التنازلات التي قدمتها الدول الغربية والعربية في المشروع تهدف إلى «دعم الجامعة العربية دعما قويا على المستوى العالمي، ومن أكبر جهاز أمني، هو مجلس الأمن». وقالت: «يجب ألا ننسى أن مشروع القرار خطوة هامة لأنه ينقل القضية من مستوى عربي إلى مستوى عالمي».

وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية أمس إن واشنطن «متفائلة بحذر» بأن روسيا ستؤيد مشروع قرار مجلس الأمن الذي يدين حملة القمع في سوريا. كما صرح المسؤول البارز بأنه «من وجهة نظرنا، فإن ذلك يحقق هدف دعم مطالب الشعب السوري والجامعة العربية.. ويوفر طريقا سياسيا سلميا بقيادة السوريين».

وأضاف أن «هذا النوع من القرارات يجب أن يحظى بتأييد المجلس بأكمله، والوزيرة والسفيرة الأميركية في الأمم المتحدة سوزان رايس تجريان اتصالات هاتفية للحصول على تصويت قوي خلال الساعات والأيام المقبلة».

وأعلنت الخارجية الأميركية أن وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، ونظيرها الروسي، سيرغي لافروف، أجريا، صباح أمس «محادثة بنَّاءة» حول سوريا، وتوافقا على مواصلة العمل على مشروع قرار في مجلس الأمن.

وقال المتحدث باسم الخارجية، مارك تونر، في مؤتمر صحافي: «إن هيلاري كلينتون ولافروف أجريا صباحا محادثة بنَّاءة»، لافتا إلى «أنهما توافقا على أن يواصل فريقاهما في نيويورك العمل على مشروع قرار»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وقال السفير الروسي للصحافيين إن مفاوضات أول من أمس غير الحاسمة كانت «مثل قطار الملاهي» الذي يصعد ويهبط. وأضاف: «لدينا نص سنعرضه على عواصمنا»، ورفض إعطاء أي تفاصيل لكنه لمح إلى أن الطريقة التي ستصوت بها روسيا عليه ما زالت مفتوحة، قائلا إن توزيع مسودة معدلة على المجلس «لا يحتم وجود حكم مسبق في أي الأحوال»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال مندوب كولومبيا نيستور اوسوريو إن مجلس الأمن واصل أمس مناقشاته لمسودة القرار التي يرعاها المغرب وليبيا والبحرين والأردن والكويت وقطر والسعودية والإمارات وعمان وتركيا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا والبرتغال وكولومبيا وتوجو.

وطرح أن ما يعتبره بعض الدبلوماسيين مسودة القرار النهائية لا يعني أن التصويت عليها وشيك ويمكن أن تحدث مراجعات لاحقة عليها. وقالت فرنسا إنها تتوقع تصويتا اليوم أو بعد غد الاثنين على أقصى تقدير.

ويعتزم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لقاء نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن المقرر عقده في مطلع الأسبوع المقبل.

ونقلت وكالة «إيتار تاس» الروسية للأنباء عن لافروف قوله أمس لدى عودته من زيارة إلى منطقة آسيا والمحيط الهادي إن الاجتماع يجري الاتفاق عليه الآن.

وكشفت مصادر دبلوماسية روسية عن أن موسكو تعكف على دراسة ما توصلت إليه مناقشات الجلسة الأخيرة لمجلس الأمن الدولي من اقتراحات لتعديل مشروع القرار الغربي - العربي المطروح على المجلس حول سوريا. ومن جهته أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، أمس، أن بلاده لا يمكنها أن تدعم مشروع القرار الجديد في مجلس الأمن الذي يدين القمع في سوريا «في صيغته الحالية».

وقال غاتيلوف، كما نقلت عنه وكالة «إنترفاكس» للأنباء: «تلقينا (مشروع القرار المغربي). لقد تم أخذ بعض تحفظاتنا في الاعتبار، لكن هذا الأمر لا يكفي لندعمه في صيغته الحالية». وقالت المصادر إن الصياغة الأخيرة التي أسفرت عنها مناقشات المجلس تراعي ما طرحته موسكو من اقتراحات لتعديله ومنها إغفال الإشارة المباشرة إلى مصير الرئيس السوري بشار الأسد في معرض الحديث عن عملية انتقال السلطة ولا سيما ما كان يتعلق بالإشارة إلى تنحي الرئيس السوري ونقل سلطاته إلى نائبه.