العنصريون في عكا يستنفرون المستوطنين لمنع افتتاح مسجد مرمم

يتهمون العرب بـ«التخطيط لتطهير المدينة من اليهود»

TT

توجه عضو بلدية عكا من اليمين المتطرف، إلى المستوطنين في الضفة الغربية، طالبا التدخل لمنع المسلمين في المدينة من افتتاح مسجد قديم تم ترميمه مؤخرا، وذلك بدعوى أن «اليهود بدأوا يرحلون عن الحي المجاور للمسجد». وقال عضو البلدية، شلومو فديدا، في رسالة صوتية وجهها عبر إذاعة المستوطنين، إن المسلمين في عكا يخططون لاحتلال عكا بكاملها وقد وجدوا الوسيلة لتهجيج اليهود من المدينة، «وذلك برفع صوت الأذان مباشرة في أحيائهم». وادعى أن المدينة تعاني من توتر شديد بسبب هذا. وعاد للتذكير بالصدامات التي وقعت في المدينة قبل ثلاث سنوات، عندما دخل شاب عربي بسيارته إلى حي ذي غالبية يهودية في يوم الغفران (وهو يوم صيام وصلوات لا يجوز فيه لليهود القيام بأي حركة أو عمل) وكان يرفع سماعات آلة التسجيل فلاحقه اليهود المتدينون وحطموا سيارته، فاستنفر إمام أحد المساجد المواطنين العرب، المسلمين والمسيحيين للدفاع عن عكا القديمة.

واعتبر فديدا افتتاح المسجد بمثابة تكرار لفترة الصدامات. وقال إنه «في السنوات العشر الأخيرة، هجر عكا نحو 20 ألف يهودي، وإن عربا من القرى المجاورة في الجليل الغربي اشتروا بيوتهم واحتلوا مكانهم». وحذر من أن استمرار هذا الوضع سيحقق للعرب أهدافهم في تطهير عكا من اليهود. وخلال سبع سنوات، سيصبح في عكا رئيس بلدية عربي.

ودعا فديدا «شبيبة التلال» المعروفين بإقامة البؤر الاستيطانية وتنفيذ الاعتداءات على الفلسطينيين في الضفة الغربية، إلى «إنقاذ عكا وصد الاعتداءات عليها». وأضاف: «بعد احتلال عكا، يخطط لعرب لاحتلال نهريا وكرمئيل وتطهير الجليل كله من اليهود وخلق امتداد سكاني مع لبنان، تصبح فيه إسرائيل خارج الصورة».

وكانت عكا قد شهدت خلال السنوات الثلاث الماضية نشاطات كبيرة وعديدة لتحسين العلاقات بين اليهود والعرب فيها، بعضها بمبادرة البلدية وأخرى بمبادرة وزارة المعارف وبعضها بمبادرة الأهالي. وفي الشهر الأخير عقدت عشرة لقاءات بين معلمي ومعلمات المدارس اليهود والعرب لوضع برنامج للتقارب بينهم تمهيدا للقاءات بين تلاميذ مدارسهم.

وعندما أعاد مسلمو مدينة عكا ترميم المسجد الكبير القديم، المعروف بمسجد اللبابيدي، الذي يقع ما بين عكا القديمة (التي يسكنها لعرب) وعكا الجديدة (التي يقطنها يهود وعرب)، حرص الجميع على جعله حدثا عكاويا يشارك فيه ممثلون عن الطوائف الثلاث. وتمت عملية الترميم بمصادقة السلطات الإسرائيلية المختصة، البلدية والحكومية، وهم يستعدون لافتتاحه بحفل رسمي يشارك فيه ممثلون عن وزارة الأديان.

وقال عضو البلدية العربي، أحمد عودة، إن «فديدا وأمثاله من اليمينيين المتطرفين، يصابون بالهوس عندما يسمعون بأي نشاط يتقارب فيه اليهود والعرب في المدينة. فهم لا يريدون الخير لنا ويتعطشون لرؤية الدم في الصدامات بيننا». وأضاف أن مشروع افتتاح لمسجد سيتم كما هو مخطط، وسيتصدى كثيرون لأي محاولة لعرقلة هذا المشروع.

وقال مصدر في الشرطة الإسرائيلية إنه يدرس أبعاد تصريحات فديدا في إذاعة المستوطنين ودعوته «شبيبة التلال» في المستوطنات إلى «نجدة اليهود من الاحتلال العربي». وأكد أن قواته لن تسمح بإعادة التوتر إلى المدينة.

تجدر الإشارة إلى أن عصابة من اليمين المتطرف أعلنت عن نيتها الوصول إلى مدينة الناصرة، كبرى البلدات العربية في إسرائيل، للتظاهر أمام بيت عضو الكنيست حنين زعبي، لاتهامها بالعداء لإسرائيل و«خدمتها للعدو في لبنان وقطاع غزة والضفة الغربية». وحذرت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، التي تضم أعضاء الكنيست العرب ورؤساء البلديات ولجان المتابعة الفرعية، في اجتماعها الليلة قبل الماضية في الناصرة، من سماح الشرطة بإعطاء تصريح لليمين الفاشي بالتظاهر في الناصرة. وحملت الشرطة والحكومة مسؤولية كل ما قد ينجم عن هذه المظاهرة، من عواقب يمكن أن تكون وخيمة.