إسرائيل تغير على غزة بعد ساعات من مغادرة بان كي مون

تسعى لوقف تسلح حماس والجهاد من دون الحاجة لعملية عسكرية

بيت دمرته إسرائيل في مدينة غزة فجر أمس (أ.ب)
TT

لم تنتظر إسرائيل أكثر من ساعات قليلة، بعد مغادرة الأمين العام لأمم المتحدة بان كي مون قطاع غزة، كي تنفذ اعتداء جديدا على قطاع غزة. فقد شنت طائراتها الحربية، فجر أمس، سلسلة هجمات ضد أهداف مختلفة في القطاع، أدت إلى تدمير أنفاق وإصابة شخصين. وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي: إن الطيران الحربي استهدف عدة أهداف في قطاع غزة ردا على إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل يوم الأربعاء الماضي. وأضاف أن «الطيران استهدف موقعين لتخزين الوسائل القتالية شمال قطاع غزة، و3 أنفاق جنوب القطاع، وموقعا لإنتاج الوسائل القتالية في مركز القطاع».

وهاجمت الطائرات الإسرائيلية، على الرغم من الهدوء الذي يشهده القطاع، أهدافا في بيت لاهيا، أقصى شمال القطاع، مما نتج عنه إصابة الطفلة حياة طه، 3 أعوام، بجروح خطيرة في الرأس، وإصابة شاب آخر.. كما هاجمت الطائرات نفقا في مخيم يبنا غرب مدينة رفح جنوب القطاع، ومنزلا مهجورا شرق المدينة، وأراضي في منطقة الزنة في بلدة بني سهيلا شرق خان يونس، وأراضي في النصيرات في الوسط، ومنزلا في جباليا في الشمال.

ويبدو أن إسرائيل كانت تخطط لتنفيذ الضربة منذ يوم الأربعاء، لكنها كانت تنتظر انتهاء زيارة بان كي مون.

واعتبر الناطق باسم اللجنة العليا للإسعاف والطوارئ، أدهم أبو سلمية، في بيان، أن «الاحتلال الإسرائيلي ينتهك صراحة المواد 13 و53 و54 من البروتوكول الأول الصادر عام 1977 والملحق باتفاقيات جنيف، التي تنص في فقراتها المختلفة على أنه لا يجوز استهداف المدنيين أو ترويعهم أو التعرض لهم بأي حال من الأحوال». ووصف أبو سلمية الهجمات الجوية الإسرائيلية بأنها «جريمة حرب». وأضاف: «ها هي إسرائيل وجيشها الذي يقوم بعمليات عسكرية تستهدف المدنيين ومنازلهم منذ ساعات الفجر الأولى، وبعد ساعات على زيارة الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، وتفقده لمشروع بناء بعض المنازل التي تبنى لمن فقدوا منازلهم بسبب العدوان الإسرائيلي، مما يؤكد أن الاحتلال يبيت النوايا لاستهداف المدنيين بشكل مباشر». جاء هذا التهديد لحماس في وقت اعترف فيه رئيس الشاباك الإسرائيلي، يورام كوهين، في محاضرة مغلقة ألقاها بمدينة تل أبيب، أول من أمس، أن مشكلة إسرائيل الأساسية هذا العام تكمن في كيفية وقف تسلح المنظمات الفلسطينية في قطاع غزة بالصواريخ، من دون الحاجة إلى القيام بعملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة. وقال كوهين: «إن حركتي حماس والجهاد لا ترغبان بفتح معركة ضد إسرائيل، لكنهما تحاولان ردعنا عن طريق زيادة الخسائر البشرية الإسرائيلية في حال قررنا الحرب، وهما تعملان على زيادة مدى الصواريخ ودقتها وحجم رأسها المتفجر، هذا هو الهدف المركزي للحركتين، وهما تعملان على ذلك بشكل قوي جدا».

واعتبر كوهين أن الوضع في الجنوب على الحدود الفلسطينية - المصرية أصبح أكثر خطورة بسبب الوضع في سيناء «ولأن مصر الآن لا تستطيع السيطرة على الوضع بسبب المصاعب الداخلية»، مضيفا: «للأسف إن مصر ضعيفة في سيناء استخباريا وعملاتيا، وإسرائيل تواجه مشكلة اسمها: ما الحل؟ في حال تم اكتشاف مجموعات على وشك استهداف أهداف إسرائيلية من أراضي دولة تم التوقيع معها على اتفاقية سلام وتجد صعوبة في تحقيق سيادتها».