رومني يتجه للفوز في أول انتخابات تمهيدية بالغرب الأميركي اليوم

غينغريتش يتراجع في استطلاعات الرأي ويلمح للطعن في نتيجة فلوريدا

TT

بدا المليونير الأميركي ميت رومني، المرشح لنيل تسمية الحزب الجمهوري لخوض السباق الرئاسي، متقدما بفارق كبير على منافسيه أمس عشية أول انتخابات تمهيدية تجرى في الغرب الأميركي (ولاية نيفادا)، حيث نال دعم قطب العقارات الأميركي دونالد ترامب. وتمكن حاكم ماساشوستس السابق الذي حقق فوزا ساحقا في فلوريدا الثلاثاء الماضي، من تحسين مواقعه بعد تصريحات حول الفقراء الأميركيين أثارت انتقادات شديدة، فحقق تقدما بفارق كبير على منافسه الرئيسي نيوت غينغريتش.

وأظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفتا «لاس فيغاس ريفيو» و«8 نيوز شو»، أن رومني نال 45 في المائة من نوايا التصويت، فيما نال غينغريتش 25 في المائة، والسيناتور السابق ريك سانتوروم 11 في المائة، ورون بول 9 في المائة. لكن في تطور جديد أعلن غينغريتش عن احتمال تقديم طعن في نتائج فلوريدا، حيث نال رومني أصوات كل مندوبي الولاية الخمسين. وقال غينغريتش إن أصوات المندوبين يجب أن تمنح بحسب النسبية.

ويأتي ذلك بينما نال رومني، الذي تقدر ثروته بنحو 250 مليون دولار، دعما من الملياردير دونالد ترامب. وقال ترامب في لاس فيغاس وقد وقف المرشح وزوجته إلى جانبه «إنه شرف فعلي لي أن أقدم دعمي إلى ميت رومني. إنه يتمتع بالذكاء والحنكة، ولن يسمح باستمرار حصول أمور سيئة في هذا البلد الذي نحبه جميعا».

وقد وصل ميت رومني ومنافسه الرئيسي في السباق الجمهوري غينغريتش الأربعاء إلى نيفادا حيث تجرى أول انتخابات تمهيدية بولاية في الغرب الأميركي، وذلك بعد أيام من الفوز الكبير الذي حققه رومني في فلوريدا. وفي نيفادا كرر رومني خطابه المناهض بشدة للرئيس باراك أوباما، وهاجم إصلاحه للنظام الصحي معتبرا أنه «يتم على الطريقة الأوروبية». كما انتقد بشدة «سذاجة» إعلان وزير الدفاع ليون بانيتا، الذي أكد أن الولايات المتحدة «ستنتقل مهمتها في النصف الثاني من عام 2013» من قتالية إلى مهمة تدريب ومساعدة للقوات الأفغانية.

يشار إلى أن رومني (64 عاما) حل ثانيا في الانتخابات التمهيدية للجمهوريين في أيوا، ثم فاز في نيوهامشير متقدما على غينغريتش الذي فاز بدوره في كارولينا الجنوبية في منتصف يناير (كانون الثاني) الماضي. لكن التأييد لغينغريتش تلاشى سريعا في ولاية فلوريدا التي تضم خليطا متنوعا من الناخبين، ونال رومني كل الزخم. وأشار غينغريتش رئيس مجلس النواب السابق في لاس فيغاس إلى أن المؤيدين له يمكن أن يعترضوا على نتائج فلوريدا. وقال لشبكة «فوكس»: «لقد أبلغني المحامون أن الأمر واضح، وأن النتائج يجب أن تكون بحسب النسبية».

ويقدم رومني نفسه على أنه مقاول ناجح قادر على خلق وظائف والنهوض بالاقتصاد الأميركي الذي يعتبر أن سياسات الرئيس الديمقراطي باراك أوباما دمرته. لكن منتقديه يرون أنه يأتي من أوساط ثرية، وأن سجله في خلق وظائف حين كان حاكما لماساشوستس كان موضع شكوك.

ورومني الذي يعتبر أحد أثرى المرشحين لمنصب الرئاسة، قد يواجه صعوبة في التواصل مع الأميركيين العاديين الذين تضرروا بشدة بسبب الأزمة الاقتصادية الكبرى عام 2008. وواجه انتقادات شديدة إثر تعليق له الأربعاء الماضي حول أفقر الأميركيين، يمكن أن يؤثر على الزخم الذي ناله. وقال في حديث لشبكة «سي إن إن»: «أنا لست قلقا على الأكثر فقرا، لدينا نظام حماية هنا، وإذا كان بحاجة لإصلاح فسأقوم بإصلاحه».

وينظم جمهوريو نيفادا انتخابات تمهيدية اليوم السبت لاختيار المندوبين الـ28 إلى مؤتمر الحزب الجمهوري الذي سيعين المرشح لخوض السباق الرئاسي. ورومني، الذي فاز في نيفادا في الانتخابات التمهيدية السابقة في 2008، يمكن أن ينال دعما كبيرا من أتباع طائفة المورمون في الولاية. وقبل أربع سنوات كان 26 في المائة من ناخبي نيفادا الجمهوريين في مجالس الناخبين من المورمون وقدم 95 في المائة منهم دعمهم لرومني.

يشار إلى أن نيفادا مثلها مثل فلوريدا تضررت بشدة من جراء الأزمة الاقتصادية، حيث سجلت معدلات مرتفعة جدا للبطالة، فيما شهدت سوق العقارات تدهورا كبيرا. وعملية اختيار المرشح الجمهوري لخوض السباق الرئاسي التي بدأت في 3 يناير الماضي في أيوا، تجرى في ولاية بعد ولاية، لتمتد حتى الصيف.