المطبخ المغربي.. من المغرب إلى فرنسا

«الشرق الأوسط» تتجول في 3 مطاعم مغربية بفرنسا

TT

في فرنسا، حيث تسكن أكبر جالية مغربية في العالم، يكاد المطبخ المغربي التقليدي ينحصر في منازل المغاربة، دون أن يحصل مع هذه الجالية الضخمة على اهتمام كبير على مستوى تسويقه وفتح مطاعم خاصة له سوى بشكل فقير وهامشي، ذلك على الرغم من أن الفرنسيين يحبذون تناول أطباق مثل «الكسكسي» و«الطاجين»؛ لأنها تحتوي، فضلا عن القيمة الغذائية الكبيرة، على روح الشرق، بحسب ما يراه الفرنسيون أنفسهم.

يتناول هذا التحقيق ثلاثة مطاعم مغربية في فرنسا تتوزع بين باريس وبوردو وغرونوبل. ويتتبع، من خلال كل من استُطلعت آراؤهم، حال المطبخ المغربي في فرنسا، وحال المغاربة أيضا.

بدأت الهجرة المغربية الأولى إلى فرنسا، بشكل مكثف، بعد احتلال المغرب عام 1912. وقد شهد عام 1915 هجرة أعداد كبيرة من المغاربة إلى فرنسا بهدف العمل الذي كان غالبيته يتم في الأعمال الزراعية. وبقيت الهجرات تُكثف حتى عام 1956، ومن ثم في عام 1962 يوم أضيف إلى أعداد المهاجرين المغاربة، الجالية المغربية، التي كانت تعمل في المزارع الفرنسية الجزائرية؛ حيث سبب الاستقلال الجزائري عن فرنسا هجرتها مع الفرنسيين وتركها الجزائر. لكن الخروج من الجزائر كان باتجاه فرنسا وليس المغرب. وضمن هذه الهجرات على أنواعها، كان التجار يمثلون أقل من 5% من المهاجرين، الأمر الذي سبب نقصا فادحا في الوعي العام لدى هؤلاء بأمور التجارة والثقافة والسياسة. وليس مستغربا، والحال هذا، أن المغاربة بقوا في الجيلين الأول والثاني من المهاجرين، خارج مدار الحياة العامة الفرنسية، وخارج دائرة التأثير كجالية تعتز بتراثها وعلاقتها مع بلدها الأم.

مع الجيل الثالث، تغيرت الأحوال قليلا، لكن بقيت الجالية في غالبيتها تفضل الأعمال التي أتت من أجلها وعاشت فيها. وفي هذا المجال بقي المطبخ المغربي مهملا، إن صح التعبير، على المستوى العام، ولم يكن يوجد كثيرا سوى في بيوت المغاربة. ولعلها من المفارقات الطريفة أن المطاعم الفرنسية المتوسطة والبيسترو كانت أول من عرَّف الفرنسيين على المطبخ المغربي وليس المغاربة المختصين بمطبخهم أكثر من أي شخص آخر.