حلب تنضم للثورة السورية بقيادة لواء من «الجيش الحر»

ناشط لـ«الشرق الأوسط»: المدينة قد تحسم الأمور وتسقط النظام

أحد المحتجين في مظاهرات جمعة «عذرا حماه» بالمسيفرة يرفع لافتة «ارحل» (أوغاريت)
TT

اتسعت مشاركة حلب، ثاني أكبر مدينة سورية من حيث عدد السكان، والعاصمة الاقتصادية للبلاد في الانتفاضة السورية، حيث خرجت أحياء جديدة في جمعة «عذرا حماه.. سامحينا» في مظاهرات حاشدة تطالب النظام السوري بالرحيل.

وفي إشارة لاستعداد الجيش السوري الحر، للوجود في مدينة حلب في حال تعرض المتظاهرون هناك للقمع من قبل الأمن والشبيحة، للقيام بحمايتهم، أعلن النقيب المنشق مأمون كلزي الأسبوع الماضي تشكيل لواء أحرار حلب التابع للجيش السوري الحر. وسيشمل عمل اللواء وفقا لكلزي محافظة حلب وريفها.

وقال أحد أعضاء تنسيقيات حلب للثورة السورية في اتصال مع «الشرق الوسط» إن مدينة حلب ما بعد جمعة «عذرا حماه.. سامحينا» ليست كما قبلها، فالمدينة وفقا للناشط «بدأت تعلن انضمامها للثورة السورية بعد أن كانت تخشى من وحشية الأمن». ويجزم الناشط الذي وجد في حي المرجة أمس وشهد سقوط العديد من القتلى برصاص الأمن، أن «أهالي حلب بأغلبيتهم الكبرى ضد النظام السوري ويتمنون سقوطه بسرعة، لكن المدينة تعاني من حصار أمني مشدد، بدأ ينكسر في الأيام الماضية». ويؤكد الناشط أن «حلب ستحسم الأمر وتسقط النظام الأسدي، بعد أن نزل سكان دمشق وأصبح ريفها من أكثر المناطق توترا».

وقدّر ناشطون نقاط خروج المظاهرات في المدينة بـ50 نقطة، تركزت ثلاث منها، في حي المرجة الذي شهد مواجهات بين المتظاهرين والأمن راح ضحيتها أكثر من 8 أشخاص قامت عناصر الأمن بإطلاق النار عليهم، فيما خرجت مظاهرات أخرى في أحياء السكري - الزهراء - الكلاسة - الشعار - الشهباء - صلاح الدين - الفردوس مظاهرتان - الخالدية - الأنصاري.

أما مناطق الريف فتركزت المظاهرات فيها، حسب الناشطين عند منطقة الباب حيث شهدت 7 مظاهرات، إضافة إلى عفرين ومارع ودابق وعندان وتل رفعت ومنبج وعشرين نقطة أخرى.

المدينة التي تقع شمال سوريا، تعرضت منذ بدء الثورة، للكثير من الانتقادات من سكان المدن المنتفضة، بسبب تأخر انضمامها إلى الانتفاضة السورية، مطالبين أهلها بالمشاركة بالحراك الشعبي، ورفض القمع الممارس ضد الأبرياء. وفي الوقت الذي أحكم فيه النظام السوري قبضته الأمنية على حلب، متعاونا مع التجار وبعض رجال الدين الموالين له، إضافة إلى كسبه لولاء بعض زعماء العشائر، وجد ناشطون معارضون أن المدينة قد تحسم الأمور لمصلحة الثوار في حال انضمامها للحراك الشعبي بشكل نهائي.

وكانت حلب التي تبعد عن العاصمة دمشق نحو 355 كيلومترا قد شهدت الأسبوع الماضي تحولا مفصليا خلال «مظاهرات جمعة حق الدفاع عن النفس»؛ حيث نزل أهلها في أكثر من منطقة، لنصرة المدن المنكوبة والمطالبة برحيل بشار الأسد فردّ الأمن السوري بمحاصرة المساجد والأحياء وإطلاق النار على المتظاهرين، مما أدى إلى حدوث مجزرة في حي المرجة، عند مسجد مقر الأنبياء، راح ضحيتها 10 قتلى وأكثر من خمسين جريحا.

وكانت المظاهرات المعارضة في المدينة، قد اقتصرت على الجامعة، قبل أن تتوسع إلى الأحياء السكنية، وتتركز في حي المرجة، ذي الطابع العشائري، لتتوسع يوم أمس، وتشمل أحياء جديدة، كالكلاسة والزهراء والأنصاري.