اتحاد كرة القدم المصري يستقيل ويرفض تحمل مسؤولية ضحايا بورسعيد

النائب العام حث «الأهلي» على تدعيم ملف التحقيقات

متظاهرون مصريون يتحدثون الى عناصر شرطة مقاومة الشغب بعد هدوء نسبي قرب وزارة الداخلية في القاهرة أمس (أ.ف.ب)
TT

حمل مجلس اتحاد كرة القدم المصري جهات الأمن مسؤولية الأحداث الدامية التي صاحبت مباراة الأهلي والمصري في بورسعيد يوم الأربعاء الماضي، والتي سقط فيها نحو 74 قتيلا من المشجعين، وذلك بعد أن تقدم أعضاء المجلس برئاسة سمير زاهر باستقالتهم صباح يوم أمس (السبت).

وذكر اتحاد الكرة في بيان له، نشره موقعه الرسمي على الإنترنت، أنه أبدى تحفظه على استمرار مسابقات الكرة في البلاد، لكنه التزم برؤية من وصفهم بالجهات الأعلى التي كانت تفضل إقامة المسابقات بشكل طبيعي من منطلق الحرص على إظهار مصر بمظهر آمن ومستقر. وأضاف البيان أن الاتحاد كان لا يتخذ أي قرارات بشأن إقامة المباريات إلا بالتنسيق مع الجهات الأمنية. وأشار البيان إلى أن اتحاد الكرة لم يتلق أي طلبات خاصة من الأمن بخصوص مباراة الأهلي والمصري بشأن تأجيل أو نقل المباراة، وأكد أنه التزم بتنفيذ طلبات جهات الأمن التي أرسلت له 50 خطابا من قبل بخصوص مباريات سابقة تعلق أغلبها بالتأجيل أو النقل. وكشف البيان عن أن الاتحاد تقبل قرار إقالته الذي أصدرته الحكومة المصرية الخميس الماضي على الرغم من تحفظه على إصداره من دون التحقيق في ملابسات كارثة بورسعيد.

وقال مسؤولو الاتحاد إنهم على خلفية أحداث بورسعيد قرروا إيقاف مباريات الدوري فورا لحين دراسة الأمر بشكل مستفيض، ليفاجأوا بالإقالة، وكأن المسؤولين - على حد تعبيرهم - يحملونهم مسؤولية ما حدث.

كان الاتحاد قد تلقى خطابا من الاتحاد الدولي المسؤول الأول عن كرة القدم، معربا فيه رفضه لقرار الإقالة، ومعتبرا ذلك تدخلا حكوميا في شؤون الاتحادات الأهلية، مما قد يعرض الكرة المصرية لأضرار جسيمة تصل إلى حد إيقاف النشاط الكروي.

إلى ذلك؛ طلب النائب العام المستشار عبد المجيد محمود من النادي الأهلي تدعيم ملف التحقيقات في أحداث بورسعيد في حالة وجود أي ملفات صور أو فيديوهات. فيما توافد ألوف من المصريين على سرادق العزاء بالنادي الأهلي لتقديم التعازي في ضحايا المباراة، كما توجهت وفود ووصلت برقيات للتعزية في ضحايا الحادث من جهات رياضية محلية وإقليمية.

وقرر مجلس الشعب (البرلمان) المصري أمس تشكيل وفد من أعضائه للتوجه إلى مقر النادي الأهلي لتقديم واجب العزاء. وتوجه مجموعة من النواب في حافلة من مقر البرلمان إلى مقر النادي الأهلي ظهر أمس، بعد أن تقدم بهذا الاقتراح النائب بيومي إبراهيم. وقامت إدارة النادي الأهلي بتخصيص قاعة داخل النادي لاستقبال العزاء من كبار الزوار ولاعبي الأهلي، وسوف يستمر العزاء حتى اليوم (الأحد).

وتحول سرادق عزاء الألتراس الأهلاوي الذي أقيم منذ أول من أمس عند المدخل الخلفي لسور النادي بالقاهرة إلى مرثية حارة، بعد أن توافد عليه الآلاف من مشجعي النادي الأهلي وناديي الزمالك والإسماعيلي، لتقديم العزاء لأهالي القتلى ومصابي الألتراس، وأمام السور قام عدد من المواطنين برفع شارات الحداد.

وفي جانب آخر، وبالقرب من سرادق العزاء، تجمع مصابو الألتراس الأهلاوي وباقي الجماهير في مظاهرة تندد بقتل زملائهم في أحداث بورسعيد. وتحدث علاء فريد، من مصابي الألتراس، والذي حضر إلى سرادق العزاء عن مشاهد مروعة أثناء الفوضى التي حدثت بعد انتهاء مباراة الأهلي مع المصري البورسعيدي. وقال عبد الرحمن مجدي، أحد مشجعي النادي الإسماعيلي، إن تلك الجريمة مدبرة لإلهاء المصريين بقضية بعيدة عن مطالبهم الأساسية في الاستقرار، بعد ثورة 25 يناير (كانون الثاني) من العام الماضي. ولم يقتصر العزاء على مشجعي الكرة فقط، بل شمل أيضا العديد من الأسر المصرية. وقالت هالة رخا، ربة منزل «جئت لأعزي أهالي القتلى لأنني أم وما حدث شيء يحزنني، بعيدا عن اهتمامي بكرة القدم». وأيد عدد من مناصري الأهلي إقامة مباراة ودية بين الزمالك والإسماعيلي، على أن يخصص دخلها لضحايا ومصابي أحداث بورسعيد، وهو الاقتراح الذي قدمه نادي الإسماعيلي أمس ورحب به نادي الزمالك.