مواقف غاضبة من مجزرة حمص.. ومطالبة بإحالة المسؤولين عنها إلى محكمة الجنايات الدولية

المعارضة السورية: لا وسيلة لوقف القتل إلا بإسقاط النظام وإزالته من الوجود

TT

أثارت المجزرة التي وقعت في حي الخالدية في مدينة حمص، ليل أول من أمس، مواقف وردود فعل غاضبة، سواء لدى أطراف المعارضة السورية، أو لدى قوى سياسية وتيارات دينية لبنانية، وكلها عبرت عن سخطها لما يجري، وطالبت بخطوات سريعة من مجلس الأمن وشعوب العالم لوضع حد لهذه الجرائم. وفي أول تعليق لرئيس «المجلس الوطني السوري»، برهان غليون، على المجزرة، اعتبر أن «نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد كشف عن وجهه الحقيقي من خلال المجازر التي ارتكبها في حمص». وقال: «نظام دمشق يعيش ساعاته الأخيرة أمام ثورة الشعب، وليس من وسيلة أخرى لوقف القتل سوى إسقاط النظام وإزالته من الوجود»، محذرا من أنه «إذا لم يتحرك مجلس الأمن سنشهد تصعيدا للعنف».

ووصف رئيس «هيئة التنسيق الوطنية السورية»، هيثم مناع، ما يجري في حمص بـ«قمة الوحشية والشراسة». وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك عاملَين شجعا السلطة الديكتاتورية على الحل الأمني والعسكري، الأول: الفراغ الذي حدث على الأرض بعد انسحاب المراقبين وانكفاء الإعلام عمَّا يجري لصالح قضايا أخرى، والثاني: محاولة هذه السلطة تصوير المعركة في سوريا بين جيش وقوات أمن شريفة وجماعات مسلحة شيطانية، وهذا ما شارك فيه بعض الإعلام، الذي سلط الضوء على ظاهرة التسلح ونشاط الجيش الحر الذي لا يتعدى حضوره الـ10% من الحراك الشعبي السلمي». وقال مناع: «إن مسألة النشاط المسلح لظاهرة الجيش الحر على حساب التحركات السلمية ذات الأغلبية يعطي النظام غطاء، وكأن المواجهة واقعة بين فريقين مسلحين، وهذا تزوير للحقائق وللأسف يشارك فيه بعض الإعلام». واعتبر نائب المراقب العام لـ«الإخوان المسلمين» في سوريا، فاروق طيفور، أن «هذه المجزرة ليست بجديدة على أدبيات هذا النظام». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لقد تزامنت مجزرة حمص مع الذكرى الـ30 لمجزرة حماه التي ارتكبها الأب (الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد)، واليوم يكرر الابن (الرئيس بشار الأسد) السيناريو الأسود»، مؤكدا أن «6 مبانٍ في حي الخالدية في حمص دمرت فوق رؤوس ساكنيها وسويت بالأرض، ولا تزال جثث 34 عائلة بينها أكثر من 50 طفلا تحت الركام»، مؤكدا أن «إسرائيل ومن قبلها النازية لم تقدما على نوع كهذا من الإجرام، خصوصا أن هذا النظام يرتكب الفظاعات ضد شعبه لمجرد أنه يتظاهر ويطالب بالحرية وبالحياة الكريمة كغيره من بني البشر». وناشد طيفور مجلس الأمن الدولي والشعوب العربية وشعوب العالم الحر أن يقفوا في هذه اللحظة المصيرية إلى جانب الشعب السوري، وأن يعبروا عن غضبهم من جرائم النظام السوري ومن روسيا التي توفر له الغطاء لارتكاب المزيد من المجازر»، مشددا على أن «روسيا ستتحمل المسؤولية أمام الشعوب العربية والعالم كله». بدورها، طالبت جماعة «الإخوان المسلمين»، في بيان لها، بـ«إحالة المسؤولين عن المجزرة المروعة التي حصلت في حمص ليل الجمعة - السبت إلى محكمة الجنايات الدولية».