مصريون يؤازرون رجال الأمن للدفاع عن أقسام الشرطة ومنع هروب المساجين

أقاموا حواجز بشرية لحماية المباني الأمنية وتبادلوا إطلاق النار مع البلطجية

متظاهر ألبس في أصابعه فراغات أعيرة نارية
TT

بعيدا عن الأضواء، يقوم مصريون متطوعون بمؤازرة رجال الأمن للدفاع عن أقسام الشرطة ومنع هروب المساجين منها، بعد أن قام بلطجية باستغلال حالة الفوضى عقب أحداث بورسعيد التي سقط فيها نحو 74 قتيلا. وتبادل الأهالي في عدة أحياء شعبية بها أقسام للشرطة، إطلاق النار مع البلطجية لمنعهم من الاعتداء على رجال الأمن، بينما قام آخرون بعمل «كردونات بشرية» لحماية المباني الأمنية في عدة مواقع بالقاهرة والمحافظات.

وبينما كان سكان القاهرة يتابعون عبر شاشات القنوات الفضائية في حزن وأسي مشاهد الجرحى والقتلى بين متظاهرين وقوات الأمن في الشوارع المحيطة بمبنى وزارة الداخلية، هب مئات المصريين للدفاع عن أقسام الشرطة في أحياء متفرقة بالقاهرة والمحافظات، ناسين كل مشاعر الغضب من أفراد الشرطة، في مشهد أعاد للأذهان ما قامت به اللجان الشعبية يوم 29 يناير (كانون الثاني) من العام الماضي، عقب اندلاع أعمال سرقات وتعد على الممتلكات العامة والخاصة خلال أحداث ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011.

وفي ضاحية المرج (شرق القاهرة) عاش أهالي الحي الهادئ ساعات من الرعب والفزع إثر قيام مسلحين ملثمين من البدو مساء أول من أمس بمهاجمة قسم الشرطة الذي يقع في وسط المنطقة السكنية، وإطلاقهم النيران بكثافة وبطريقة عشوائية على القسم، في محاولة لتهريب مسجون تابع لهم، ولم يكتفوا بذلك؛ بل أضرموا النيران في القسم، ليتجمع الأهالي في محاولة لمساندة رجال الشرطة، حيث أطلق الأهالي النار على المتهمين؛ إلا أنهم نجحوا في الهروب ومعهم السجين المحتجز، وتوافدت أعداد كبيرة من أهالي المنطقة وأقارب المحتجزين، لإخلاء ذويهم من الحجز، وتمكنوا من كسر باب الحجز وتهريب 61 متهمًا من بين 76 متهما، بعضهم أصيب بحروق.

سراج وصفي، وهو صحافي مصري يقطن بالقرب من قسم شرطة المرج، قال إن «الأحداث بدأت مع سماع الأهالي نداءات عبر مكبرات صوت (ميكروفونات) المساجد، تطالب الأهالي بالخروج إلى قسم الشرطة لحمايته والتصدي للبلطجية، وهو الأمر الذي دفع الأهالي لتلبية النداء بسرعة».

وتابع وصفي: «شكلنا لجانا شعبية لحماية القسم، حتى حضرت قوات إضافية من مديرية أمن القاهرة»، مضيفا: «تمكن الأهالي من إخماد الحريق الذي شب في القسم وإسعاف المحبوسين احتياطيا بالداخل ممن أصيبوا بحروق متفرقة».

أهالي حي المرج لم يكتفوا بما فعلوه؛ بل تمكنوا من فض الاشتباكات التي وقعت بين أهالي المحبوسين وقوات الأمن، وشكلوا مجموعات لحماية المنشآت والعقارات ومطاردة المتهمين الهاربين.

وفي ضاحية المطرية (شرق القاهرة) أحبطت أجهزة الأمن بمشاركة أهالي الحي الشعبي أمس، محاولة هجوم على قسم الشرطة، بعد أن فوجئ الضباط بـ«60 بلطجيا» يقتحمون القسم ويرشقون واجهته بالحجارة، مما أدي إلى تجمع الأهالي للدفاع عن القسم والضباط.

وقال أنس عبد الكريم من أهالي المنطقة: «فوجئنا بقيام عدد من البلطجية برشق القسم بالحجارة، فشكلنا دروعا بشرية في مداخل ومخارج الشوارع المحيطة بالقسم لحمايته، حتى لا يتمكن البلطجية من حرق القسم وتهريب المساجين والاستيلاء على الأسلحة».

وفي السياق ذاته، تعرض قسم مدينة السلام (شرق القاهرة) لهجوم مسلح من قبل مجهولين أطلقوا النار بشكل عشوائي على واجهات القسم؛ إلا أن أفراد الشرطة الموجودين بالقسم تمكنوا من صد الهجوم وتبادلوا إطلاق النار مع الجناة الذين لاذوا بالفرار وتمت السيطرة على الموقف.

وفي مدينة الإسماعيلية (الساحلية)، أحبط أهالي المدينة وأجهزة الأمن عملية هروب جماعي للمساجين بسجن المستقبل العمومي أمس، بعدما خطف أحد المساجين سلسلة المفاتيح من يد مخبر النظافة وفتح أبواب الزنازين، لتحدث اشتباكات بين المساجين الذين حاولوا الهروب مع قوات الجيش والشرطة، أسفرت عن مصرع سجين وإصابة 3، كما أصيب 3 ضباط. وقالت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» إن «سجينا قتل وأصيب 15 آخرون بينهم اثنان بالرصاص الحي والباقون نتيجة التدافع في محاولة هروب جماعي من سجن المستقبل بالإسماعيلية الذي يضم عددا من السجناء الفلسطينيين الذين تم إلقاء القبض عليهم خلال الفترة الماضية بعضهم للتورط في قضايا جنائية والبعض الآخر ضبط بسبب دخوله الأراضي المصرية متسللا عبر الأنفاق».

وأضاف سيد توفيق، وهو شاهد عيان: «تمكنت قوات الجيش والأهالي من تأمين سطح السجن ومنع هروب عدد كبير من السجناء الذين صعدوا فوقه في محاولة للفرار».