الأمير سلمان: الشباب السعودي لديه نماذج من التاريخ الوطني تبرز ما قام به الآباء والأجداد من جهود أسهمت في توحيد البلاد

وزير الدفاع السعودي: نرحب دائما كمسؤولين بأي رأي من المواطن.. والمجتمع السعودي متآلف ولا توجد لدينا التفرقة التي عند الآخرين

وزير الدفاع السعودي رعى مساء أمس فعاليات الندوة التأريخية للملك المؤسس (تصوير: خالد الخميس)
TT

أكد الأمير سلمان بن عبد العزيز، وزير الدفاع السعودي رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز رئيس اللجنة العليا لمجلس أوقاف جامعة الملك سعود، أن هناك دروسا ومواقف تستحق التأمل والاقتداء في مراحل شباب الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن، مبينا أن الملك المؤسس كان مرتبطا ارتباطا وثيقا بربه وسنة نبيه، صلى الله عليه وسلم، وبارا بوالديه «حريصا على أسرته وعلى مواطنيه، وملتزما بمبادئ الدولة التي تأسست في الدرعية في منتصف القرن الثاني عشر الهجري على أساس الكتاب الكريم والسنة النبوية المطهرة».

جاء ذلك في المحاضرة التي ألقاها مساء أمس في ندوة «الجوانب الإنسانية والاجتماعية في تاريخ الملك عبد العزيز يرحمه لله» التي افتتحها أمس، كما دشن فعاليات كرسي الأمير سلمان بن عبد العزيز للدراسات التاريخية والحضارية للجزيرة العربية، التي تنظمها جامعة الملك سعود بمقرها بالرياض بالتعاون مع دارة الملك عبد العزيز وتستمر ثلاثة أيام، وافتتح معرضا مصاحبا للندوة، وفي ما يلي نص المحاضرة:

«الإخوة والأخوات أعضاء هيئة التدريس بجامعة الملك سعود.. أيها الأبناء والبنات طلاب وطالبات جامعة الملك سعود.. الإخوة والأخوات الحضور والمشاركون..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

إنها لمناسبة طيبة أن أكون بينكم في هذه الجامعة العريقة، جامعة الملك سعود، التي عايشت تأسيسها وتطورها من خلال مسؤوليتي في إمارة منطقة الرياض، وأتذكر أولئك الرجال الذين أسهموا في بناء الجامعة وإدارتها في عهد الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد - يرحمهم الله - وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله - يحفظه الله - وعضده الأيمن ولي عهده الأمير سلطان - يرحمه الله - وولي عهده الأمير نايف - يحفظه الله.

وتذكرني هذه الجامعة بشبابنا الذين يعدون عماد هذا الوطن ومستقبله، وهذه الجامعة والجامعات السعودية الأخرى في كل منطقة من بلادنا تحتضن شبابنا اليوم وتقوم على تعليمهم وتطوير قدراتهم وتتيح لهم التفاعل والمشاركة المثمرة في مجتمعهم بإذن الله.

ويذكرنا هذا بالأمس القريب عندما كنا نفتقر إلى الكفاءات الوطنية ممن يحملون المؤهلات العلمية ولا نجدهم، واليوم، ولله الحمد والمنة، تجد المواطن المؤهل في جميع التخصصات ومن أنحاء البلاد في مواقع المسؤولية من الوزراء والقضاة والقيادات الإدارية والعسكريين ومديري الجامعات وعمداء الكليات ورجال العلم والفكر والثقافة والاقتصاد والطب وغيرها.

وأمام شبابنا السعودي اليوم في جميع أنحاء البلاد نماذج في تاريخهم الوطني تبرز ما قام به أجدادهم وآباؤهم من إخلاص وأعمال وجهود أسهمت في توحيد البلاد وبنائها مع المؤسس الوالد الملك عبد العزيز - يرحمه الله.

وفي شباب الملك عبد العزيز دروس ومواقف تستحق التأمل والاقتداء؛ فلقد كان عبد العزيز الشاب مرتبطا ارتباطا وثيقا بربه وسنة نبيه، صلى الله عليه وسلم، وبارا بوالديه، حريصا على أسرته وعلى مواطنيه، وملتزما بمبادئ الدولة التي تأسست في الدرعية في منتصف القرن الثاني عشر الهجري على أساس الكتاب الكريم والسنة النبوية المطهرة، وامتدت لتشمل ما نحن فيه اليوم، ولله الحمد، في المملكة العربية السعودية التي نص نظامها الأساسي للحكم على أنها دولة عربية إسلامية ذات سيادة تامة، دينها الإسلام ودستورها كتاب الله تعالى وسنة رسوله، صلى الله عليه وسلم، وأنهما الحاكمان على جميع أنظمة الدولة، وأن الحكم فيها يقوم على أساس العدل والشورى والمساواة وفق الشريعة الإسلامية.

كان طموحه وهدفه منصبين على استعادة تأسيس البلاد وتوحيدها ونشر الأمن والاستقرار فيها على أساس أجداده منذ وقت مبكر في حياته، وشارك وعمره لم يتجاوز الخمسة عشر عاما بأمر من والده في مفاوضات مهمة وحاسمة مع الذين كانوا يحاصرون الرياض.

وعلى الرغم من أنه غادر الرياض مكرها مع أسرته في بداية شبابه لم يغفل عن بلاده ومواطنيه وتاريخ أسرته العريق، واعتمد على الله، ثم على رجاله المخلصين للعودة وجمع شتات الوطن والمواطنين تحت راية العدل والاستقرار.. قال حافظ وهبة: سمعت من بعض أصدقائي الكويتيين الذين عاصروا عبد العزيز ورافقوه في طفولته أنه كان يفوقهم نشاطا وذكاء، وأنه كان يتزعمهم في الألعاب المألوفة لمن كان في سنه، وأنه كان يميل إلى سماع تاريخ أجداده من بعض الشيوخ المسنين.

وروى محمد بن بليهد أنه عندما كان فتيان الحي يتهيأون لتقسيم أنفسهم للعب كان كلهم ينادون: من أنا معه؟ بينما كان عبد العزيز يقول: من معي؟ وفي هذا دلالة واضحة على الفطرة القيادية لديه في شبابه.

وعندما قرر الشاب عبد العزيز استعادة الحكم في بلاده لم يكن تفكيره ينزع إلى المجازفة أو عدم التخطيط، بل فكر كثيرا وخطط وأدرك أهمية الحكمة والصبر في اتخاذ قرار مهم مثل هذا، بمشاركة المخلصين من أبناء وطنه معه والتشاور معهم؛ فلقد حاول للمرة الأولى ولم ينجح، وعلى الرغم من ذلك حاول للمرة الثانية ونجح في دخول الرياض والبدء في تأسيس المملكة العربية السعودية، وهدفه الأساسي تأسيس دولة قائمة على العقيدة الإسلامية كما كانت عليه الدولة السعودية والدولة الإسلامية الأولى، وهذا ما نعيش فيه اليوم، ولله الحمد.

تأملوا عباراته وهو يصف تلك الأحداث بقوله: فكرنا مع ربعنا في ما نعمل فاتفق الرأي على دخول الرياض فلربما حصلت لنا فرصة في قلعة (المصمك) نأخذها دون مواجهات تضر بالآخرين. هذا هو منهج الشاب عبد العزيز الممتلئ بالإيمان والحرص على الآخرين، والصبر، وقصته لاسترداد الرياض هي قصة الشاب الذي تحمل مسؤوليته، وأجهد نفسه ومن معه من الرجال المخلصين للوصول إلى الهدف الأسمى وهو تأسيس هذه الدولة المباركة القائمة على كتاب الله وسنة نبيه، صلى الله عليه وسلم. ومن منهجه المعروف العفو عن الآخرين حتى مع أشد خصومه الذين أصبحوا بسبب ذلك من أخلص رجالاته بسبب إنسانيته وهدفه السامي الذي يتجاوز حدوده الشخصية ليشمل الدولة ذات المبادئ الإسلامية ومصلحة المجتمع.

عرفت أنا وإخواني، ونحن شباب، أن والدنا المؤسس الملك عبد العزيز كان يحرص على الشباب وقضاء أوقاتهم في ما ينفع وأداء الصلوات في أوقاتها؛ حيث كان يحبس الواحد منا الذي يتأخر عن الصلاة معه في المسجد أو عن الدراسة في غرفة صغيرة داخل قصر المربع، تربينا على يد عبد العزيز، ونحن شباب، على الالتزام بالدين، وحسن التعامل، والعمل بجد، والصبر، والإخلاص.

وللملك عبد العزيز مواقف كثيرة شجع فيها الشباب من أبناء وطنه وحثهم على العمل وعدم الكسل؛ فقد أشار خير الدين الزركلي إلى أن أحد الشباب تقدم إلى الملك عبد العزيز طالبا أن يعطيه بعض النقود مع بقية الفقراء والمساكين، ولاحظ الملك أنه شاب قوي ونشط فسأله الملك: فيك مرض؟ فقال له الشاب: لا. فقال له: أنت شديد وشاب، اذهب إلى الأمير منصور وادخل في الجيش.

أراد عبد العزيز لهذا الشاب أن يتحمل مسؤوليته وليس عدم مساعدته؛ فعبد العزيز عرف بإحسانه للجميع من المحتاجين من أبناء وطنه دون استثناء.

وخاطب الملك عبد العزيز الشباب في وقته وهو يلتقيهم ويحثهم على العمل المخلص، والابتعاد عن الأفكار الدخيلة، وفي أحد لقاءاته مع خريجي المعهد السعودي في مكة المكرمة ركز الملك عبد العزيز على أهمية الشباب وعملهم، ونصحهم كثيرا لخشيته عليهم، وقال، كما ورد في صحيفة (أم القرى): (أيها الأبناء.. إنكم أول ثمرة من غرسنا الذي غرسناه بالمعهد، فاعرفوا قدر ما تلقيتم فيه من العلم، واعلموا أن العلم بلا عمل كشجرة بلا ثمر، وأن العلم كما يكون عونا لصاحبه يكون عونا عليه). وحرص الملك عبد العزيز على تذكير الشباب بأساس هذه البلاد؛ حيث قال كما ورد في صحيفة (أم القرى): (لقد ملكت هذه البلاد التي هي تحت سلطتي بالله ثم بالشيمة العربية، وكل فرد من شعبي هو جندي وشرطي، وأنا أسير وإياهم كفرد واحد لا أفضل نفسي عليهم ولا أتبع في حكمهم غير ما هو صالح لهم حسبما جاء في كتاب الله وسنة رسوله).

هذه رؤية عبد العزيز للشباب في حياته، رؤية مبنية على الثقة والتشجيع والتعاون، بل رؤية مبنية على فهم مبادئ الوطن ومصلحته. وشبابنا اليوم هم امتداد لأجدادهم ولآبائهم ولعبد العزيز في حبهم لدينهم وبلادهم ووحدتهم وحرصهم على حسن المواطنة.

فأنتم أيها الشباب مثل أجدادكم وآبائكم الذين نفخر بهم، والذين بنوا وأسسوا وشاركوا في تعزيز هذا الوطن، عليكم مسؤولية المحافظة على وطنكم ومبادئه بالعمل والصبر والتمسك بمكتسباته وتاريخه، وعدم التأثر بما يتناوله البعض من التشكيك ومحاولة التفرقة بين أبناء هذا الوطن، خاصة شبابه، عبر الوسائل المختلفة. نحن نفخر بكم أيها الشباب، بنين وبنات، كما نفخر بأجدادكم وآبائكم الذين أنتم امتداد لهم وعمق لهذا الوطن وتاريخ وطنكم وحاضركم اليوم هو جزء لا يتجزأ من مستقبلكم. أشكر الجامعة على تنظيم هذه الندوة المهمة والقائمين على الكرسي والمشاركين من الباحثين والباحثات، وأرجو للجميع التوفيق، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».

كان الأمير سلمان بن عبد العزيز، وزير الدفاع رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز رئيس اللجنة العليا لمجلس أوقاف جامعة الملك سعود، قد افتتح، مساء أمس، ندوة «الجوانب الإنسانية والاجتماعية في تاريخ الملك عبد العزيز يرحمه لله»، كما دشن فعاليات كرسي الأمير سلمان بن عبد العزيز للدراسات التاريخية والحضارية للجزيرة العربية، التي تنظمها جامعة الملك سعود بمقرها بالرياض، بالتعاون مع دارة الملك عبد العزيز وتستمر ثلاثة أيام.

وقبل بدء الحفل تجول الأمير سلمان في المعرض المصاحب للندوة، الذي يحتوي على وثائق تاريخية تعود للملك عبد العزيز وتبرز السمات الإنسانية في تعاملاته مع المواطنين، التي تحث على العمل الخيري وتعزز مبادئ التكافل الاجتماعي للمجتمع السعودي في ضوء تعاليم الشريعة الإسلامية السمحة، وتأصيل الأخلاقيات الإسلامية، إلى جانب عرض صور فوتوغرافية معبرة وذات دلالات تاريخية عن الجوانب الاجتماعية في حياة المواطن السعودي في عهد الملك عبد العزيز، كما شاهد وزير الدفاع والحضور فيلما وثائقيا بعنوان «سلمان والجامعة» يحكي دعم الأمير سلمان بن عبد العزيز للعلم والمعرفة، ورعايته للجامعة واهتمامه وإسهاماته فيها، وحرصه ومتابعته لتطورها، وقد ألقى المشرف العام على كرسي الأمير سلمان، الدكتور عبد الله السبيعي، كلمة، أكد خلالها أن الندوة تكتسب أهمية كبيرة كونها خُصصت لدراسة وإبراز الجوانب الإنسانية والاجتماعية في حياة الملك المؤسس والمواقف النبيلة تجاه شعبه وتجاه قضايا المسلمين والعرب، بالإضافة إلى الجوانب الإنسانية والاجتماعية التي تميَّز بها في تأسيس المملكة.

وأفصح عن تلقي الندوة 130 بحثا، أكثر من نصفها مقدَّمة من فئة الشباب، مؤكدا اهتمام وزير الدفاع بتاريخ الجزيرة العربية ودعمه المستمر للكرسي.

من جانبه أوضح الدكتور عبد الله العثمان، مدير جامعة الملك سعود، في كلمته، أن مسيرة الوطن منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز - يرحمه الله - ترسخ للأجيال مسؤولياتهم الوطنية في كل جيل منذ ملحمة التأسيس حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، مبرزا اهتمام الأمير سلمان بن عبد العزيز بالجوانب التاريخية والحضارية للجزيرة العربية، وأوضح أن الملحمة البطولية التي خاضها الملك المؤسس لتوحيد أطراف البلاد حافلة بالمواقف الإنسانية والاجتماعية.

وعقب إلقائه المحاضرة دارت نقاشات؛ إذ قال وزير الدفاع: «نحن جميعا، كقراء، نستفيد من أعضاء هيئة التدريس بأقسام التاريخ، وأنا لا أدعي أنني مؤرخ، لكن أقرأ للمؤرخين». وتابع: «أحب أن أصحح معلومة بأن الشيخ مبارك الصباح جهز لمساعدة بتجهيزاته لدخوله للرياض، وهذا من الواجب أن أقوله، والإخوان كلهم كانوا أحباء وأصدقاء للملك عبد العزيز، ولا يفرق بيننا شيء كما كنا في السابق وما عليه الآن، والحمد لله أن جمع شمل دول الخليج، ونرى الآن أن المنظمة العربية الناجحة الوحيدة هي منظمة مجلس التعاون الخليجي، التي سوف تتطور إن شاء الله، كما ذكر ملكنا، إلى نوع من الاتحاد، والحمد لله الذي جمعنا على الحق والخير».

وزاد: «الواقع أنه ليس لدينا تاريخ عن ملوك السعودية فقط، بل نقول إن لدينا تاريخا إسلاميا منذ انبعاث الرسالة، ونزول كتاب الله على بلد نزل بها القرآن على نبي عربي وأرض عربية، ولغة عربية، وهذه مسؤوليتنا الكبرى في هذه الدولة وهذا الشعب، وأقول بعد خروج الخلافة الإسلامية في الجزيرة العربية لن تقام دولة موحدة إلا دولتنا، وهذا مصدر عز لنا وفخر، وهو مسؤولية أيضا». وأضاف: «إن مجتمع السعودية مجتمع خير، ومجتمعنا نشأ من أرضه، وهذه الدولة نبتت من هذه الأرض، وملوكنا جميعا، رحم الله ميتهم، وأبقى وأعان حاضرهم، بيوتهم ومجالسهم مفتوحة، والملاحظات التي استمعت إليها لا شك أنها ستكون محل رعاية، ونرحب دائما كمسؤولين بأي رأي من المواطن، فإن كان على حق استفدنا منه، وإن كان عنده مفهوم خطأ نصححه، ونحن مجتمع متآلف، والحمد لله، وسياسة الملك عبد العزيز - يرحمه الله - حتى الملك عبد الله، تقول له يا عبد العزيز يا عبد الله، ولا توجد لدينا التفرقة التي توجد عند الآخرين، ونحن مجتمع واحد، ونعتز كأسرة بمجتمعنا الذي نبت من هذه الأرض».

وزاد: «سأكلف أمين عام دارة الملك عبد العزيز ومدير جامعة الملك سعود لبحث اشتراك الجامعة والدارة في تقديم جائزة عن الملك عبد العزيز، وكما تعلمون أن دارة الملك عبد العزيز أنشئت للاهتمام بتاريخ هذه البلاد، وهناك تعاون بين الدارة وكل الجهات، ونرحب دائما بأي فكرة بناءة».

وبين وزير الدفاع أن «الدراسات العلمية والبحوث العلمية في التاريخ لن تنتهي، بل للنظر إلى حضارات ما قبل الإسلام بآلاف السنين، لا يزال يقدم بها حتى اليوم رسالة للحصول على درجة الدكتوراه، فلذلك إذا اعتقدنا يوما من الأيام أننا أنهينا الدراسات التاريخية وأننا سنقف عند حد، يجب ألا نقف عند حد، ونحن نشجع على قيام دراسات تعنى بتاريخ البلاد، ونشجع الدراسات الجارية، ونطلب من الجامعات أن تشجعها، وأن التاريخ مستمر، ومن مهمات كرسي الأمير سلمان، الذي يشرفني أن يكون باسمي، أن يكون معنيا بالتاريخ؛ لأن بلدنا بلد تاريخ وحضارة قديمة، وبلد حتى في القديم كان طريق الحضارات من الشرق حتى الغرب، وكلنا نعرف طريق الحرير؛ فالذي يأتي من شرق العالم يذهب إلى أوروبا، وكان وقتها التطور الشرقي أهم من أوروبا، وبلدنا مر به؛ فلذلك أقولها وأكررها: بلادنا عليها مسؤوليات كبرى كونها مهبط الوحي، ومنطلق الرسالة، وأرض الإسلام، وأقول هذه مسؤولية وعبء نتحملهما إن شاء الله، وبلادنا لأنها تنعم بالأمن والاستقرار نرى بها الآن تطورا مستمرا في جميع المجالات، ولو وقفنا عند حدها الأعلى معناها أننا رجعنا للوراء»، وتابع قائلا: «إن قدمنا شيئا فهذا واجبنا، وإن قصرنا نرجو لفت النظر».

من جهة أخرى, استقبل الأمير سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع السعودي، في مكتبه بالمعذر أمس، سفير الغابون لدى السعودية إسماعيل نياما أوليجي، وتناول اللقاء بحث الأمور ذات الاهتمام المشترك. حضر الاستقبال الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز المستشار الخاص للأمير سلمان بن عبد العزيز.

كما استقبل الأمير سلمان بن عبد العزيز، أمس، سفير أفغانستان لدى المملكة سيد أحمد عمر خليل، والذي نقل له تحيات وزير الدفاع الأفغاني، وتهنئته بتعيينه وزيرا للدفاع، كما شهد اللقاء استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين. حضر الاستقبال الفريق ركن عبد الرحمن بن صالح البنيان مدير عام مكتب وزير الدفاع.