طهران تطلق مناورات برية جديدة.. وتدعو أوروبا لإعادة النظر في قرار حظر النفط

وزير النفط الإيراني يحذر من اضطرابات في سوق الخام بغياب نفط بلاده

TT

دعا وزير النفط الإيراني، رستم قاسمي، الاتحاد الأوروبي أمس إلى إعادة النظر في قراره فرض عقوبات على صادرات النفط الإيرانية وحذر من اضطرابات في سوق النفط العالمية بغياب النفط الإيراني جراء الحظر.

وقال الوزير خلال مؤتمر صحافي عقده في طهران أمس: «للأسف رضخ الاتحاد الأوروبي للضغط الأميركي. آمل أن يعيدوا النظر في قرارهم فرض عقوبات على صادرات النفط الإيرانية.. سوق النفط متوازنة».

غير أن الوزير الإيراني حذر أيضا من أن بلاده ستقطع صادراتها النفطية عن «بعض» الدول الأوروبية. ونقلت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية شبه الرسمية عن قاسمي قوله: «من المؤكد قطع صادراتنا النفطية عن بعض الدول الأوروبية.. سنقرر بشأن سائر الدول الأوروبية في وقت لاحق». ولم يحدد قاسمي الدول لكن الإجراء يأتي ردا على قرار دول الاتحاد الأوروبي الـ27 بوقف استيراد الخام من إيران من أول يوليو (تموز) المقبل. كما حذر رستمي من اضطرابات بالسوق في حالة فرض عقوبات على صادراتها النفطية. وقال: «ستتعرض سوق الخام العالمية لاضطرابات في غياب النفط الإيراني وسيكون لذلك عواقب غير منظورة على أسعار النفط».

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد صدق عشية العام الميلادي الجديد على فرض عقوبات جديدة على إيران من شأنها منع أي مؤسسات من التعامل مع البنك المركزي الإيراني عن طريق النظام المالي الأميركي. وأعلن الاتحاد الأوروبي عن إجراءات مماثلة الأسبوع الماضي.

وتجعل العقوبات في حال تطبيقها بالكامل من المستحيل على الدول شراء النفط الإيراني.

واستحوذ الاتحاد الأوروبي على 25 في المائة من مبيعات النفط الخام الإيرانية في الربع الثالث من 2011. لكن محللين يقولون إن سوق النفط العالمية لن تتعطل بدرجة كبيرة إذا قررت إيران قطع النفط عن أوروبا.

وفي سياق متصل أكد الوزير الإيراني أن بلاده لن تستطيع خفض سعر الغاز الطبيعي الذي تبيعه إلى تركيا التي اشتكت من ارتفاع الأسعار. وقال رستمي: «من المؤكد أن إيران لا تستطيع خفض سعر الغاز الطبيعي الذي تبيعه (إلى تركيا) دون مصادقة قانونية».

وكان وزير الطاقة التركي تانير يلدز قد أعلن الأسبوع الماضي أن تركيا بدأت مقاضاة إيران أمام غرفة التجارة الدولية للتحكيم الدولي لإجبارها على خفض سعر بيع تصدير الغاز الطبيعي إلى تركيا.

وقال يلدز إن اللجوء إلى التحكيم الدولي جاء بسبب فشل الجانبين الإيراني والتركي في التوصل إلى اتفاق لخفض سعر تصدير الغاز الإيراني إلى تركيا.

وقال متحدث باسم وزارة الطاقة التركية لوكالة الأنباء الألمانية إن إيران فشلت باستمرار في الالتزام بشروط عقد استيراد الغاز الذي وقعه البلدان عام 1996 وتستورد بموجبه تركيا 10 مليارات متر مكعب من الغاز الإيراني.

إلى ذلك، بدأت القوات البرية الإيرانية أمس مناورات حربية في منطقة جاهروم بجنوب البلاد.

وصرح محمد بالبور أحد قادة الحرس الثوري الإيراني القوي بأن المناورات تستهدف الحفاظ على درجة استعداد القوات البرية.

وتأتي هذه المناورات عقب مناورات أجرتها إيران خلال الشهرين الماضيين وسط توترات بين إيران والقوى الغربية على خلفية النزاع حول البرنامج النووي الإيراني وتهديدات طهران بإغلاق مضيق هرمز الذي يمر فيه 40 في المائة من النفط العالمي.