مظاهرة مؤيدة وأخرى معارضة لبوتين في موسكو.. رغم البرد

ثالث أكبر تحرك ضد رجل روسيا القوي قبل شهر من انتخابات الرئاسة

مظاهرة حاشدة ضد بوتين في موسكو أمس (أ.ب)
TT

تجمع عشرات الآلاف من المتظاهرين المؤيدين والمعارضين لرئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين، أمس، في مظاهرتين منفصلتين بالعاصمة موسكو التي تدنت الحرارة فيها إلى 17 تحت الصفر منتصف النهار. وقالت شرطة موسكو في بيان إن قرابة تسعين ألفا من مؤيدي بوتين انطلقوا في مسيرة من ساحة بوكلونايا غورا، بينما شارك نحو 23 ألفا في المظاهرة التي انطلقت من ساحة كالوجسكايا احتجاجا على الحكومة. لكن المعارضة أكدت أن 120 ألف شخص شاركوا في المظاهرة في موسكو، حسب ما أعلن أحد المنظمين فلاديمير ريجكوف النائب السابق في نهاية التجمع. وقال ريجكوف، أحد قادة حزب الحريات الشعبية غير المرخص له، إن «الساحة مكتظة بالناس والجسر ممتلئ. نحن 120 ألف شخص على الأقل، اجتمعنا هنا».

وتشكل ثالث أكبر مظاهرة في العاصمة ضد رجل روسيا القوي اختبارا حاسما لتحالف مشتت من المعارضين السياسيين الروس وشخصيات ثقافية أو وسائل إعلام لتبرهن على أن تصميمها لا يضعف. وأراد المعارضون إثبات أن تصميمهم لن يضعف، وأملوا في جمع خمسين ألف شخص في مسيرة انتهت في ساحة بولوتنايا بالقرب من الكرملين. وشكل البرد، في درجة حرارة بلغت 17 تحت الصفر، التحدي الرئيسي في موسكو لتجمع استغرق ثلاث ساعات، كما اعترف المنظمون الذين دعوا المحتجين إلى ارتداء ملابس دافئة بينها الأحذية التقليدية للمزارعين الروس. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الكاتب بوريس باكونين قوله إن «هذه المسيرة تسمح بالتحقق إلى أي درجة كرامتنا وتمسكنا بالحرية تقاوم البرد».

وشارك نحو أربعة آلاف شخص في مظاهرة مناهضة لبوتين في سان بطرسبورغ (شمال غرب) العاصمة السابقة للإمبراطورية، وقد رفعوا لافتات كتب عليها «نريد تغييرات» و«بوتين من جديد؟»، وذلك قبل شهر من الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في الرابع من مارس (آذار) المقبل. وقالت لاريسا روسلياكوفا، (54 عاما): «نحن ضد فلاديمير بوتين لأننا تعبنا منه. إذا بقي فسنعيش سنوات من الركود والفساد».

وفي نوفوسيبيرسك في سيبيريا، قالت المعارضة إن ألفي متظاهر تجمعوا، بينما بلغت درجة الحرارة 21 تحت الصفر. وقال الممثل المحلي لحركة المعارضة سوليدارنوست ايغور سافين، إن «ألفي شخص شاركوا في المظاهرة. شعاراتنا هي نفسها وتدعو إلى انتخابات نزيهة واستقالة بوتين».

وتمكنت المعارضة من تعبئة 1500 شخص في تشيليابينسك في الأورال وثلاثة آلاف آخرين في إيكاتيرينبورغ في الأورال أيضا وألفي شخص في تومسك (سيبيريا). وفي فلاديفوستوك على المحيط الهادي، تجمع نحو مائتي معارض رافعين شعاري «بوتين ارحل» و«لا أصوات لبوتين»، وفق ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.

من جهته، دعا تحالف قومي مؤيد للسلطة إلى مظاهرة مضادة أمس، متهما المناهضين لبوتين بأنهم يريدون تنظيم ثورة. واشتكى عدد كبير من الموظفين الروس في القطاع العام من تعرضهم لضغوط وإغرائهم بالمال للمشاركة في هذا التجمع. وقد عبر رئيس الوزراء فلاديمير بوتين عن شكره لهذه المبادرة، وكتب على موقعه حملته الإلكتروني «أشكرهم وأشاطرهم وجهات نظرهم».

وشكا موظفون في القطاع العام الروسي من ضغوط تمارسها إدارتهم كي يشاركوا في المظاهرة المؤيدة للسلطة. واعترف بوتين بوجود ضغوط من هذا النوع، لكنه أكد أنها حالات معزولة. وقال: «بالتأكيد الأمر ليس جيدا، لكن المبالغة في الحديث عن حجم اللجوء إلى هذا الأسلوب ليست جيدا أيضا».

وحاولت السلطات بشتى الوسائل ردع المعارضين عن التظاهر ضد نظام فلاديمير بوتين أمس، حتى إن بطريرك الأرثوذكس دعا المؤمنين إلى الصلاة في منازلهم، بينما نصح كبير أطباء روسيا المواطنين بعدم الخروج إلى الشوارع بسبب البرد الشديد. وتشهد روسيا حركة احتجاجية لا سابق لها منذ وصول بوتين إلى السلطة في عام 2000. وقد تظاهر عشرات آلاف الروس مرتين في موسكو في أواخر 2011 تنديدا بالانتخابات التشريعية التي جرت في 4 ديسمبر (كانون الأول) الماضي وشهدت عمليات تزوير واسعة النطاق بحسب المعارضة.