باحثون: إيفا بيرون خضعت لعملية جراحية بالدماغ دون علمها

لجأ الجراحون في الخمسينات إلى استئصال الورم الدماغي لعلاج آلام السرطان

TT

كشف باحث في جامعة ييل الأميركية المرموقة عن أدلة جديدة حول خضوع مريضة شهيرة لجراحة استئصال الورم الدماغي من أجل علاج ألم السرطان هي إيفا بيرون، سيدة الأرجنتين الأولى السابقة، التي كانت اشتهرت بلقب التحبب «إيفيتا». وتعد هذه القصة هامشا شائقا وحزينا في تاريخ كل من جراحة استئصال الورم الدماغي والسيطرة على الألم.

وفي خمسينات القرن الماضي استخدم الجراحون جراحة استئصال الورم الدماغي لعلاج الآلام الحادة التي يسببها السرطان والأمراض الأخرى.

وفي البداية، أخفيت طبيعة مرض بيرون، زوجة الزعيم الأرجنتيني البارز الراحل خوان بيرون، في صمت. وكان أطباؤها قد شخصوا المرض بأنه سرطان متقدم في عنق الرحم، وذلك في شهر أغسطس (آب) عام 1951، لكن كما هو معتاد في هذا الوقت، أخبروا المريضة بأنها لا تعاني سوى من مرض في الرحم، وفقا لنيكولا فريزر وماريسا نافارو، وهما من كتاب السير الذاتية. وكان هناك تعامل بسرية فائقة في مثل هذه الأمور حتى إن اختصاصيا أميركيا اسمه الدكتور جورج باك، أجرى عملية جراحية لإيفا بيرون من دون علمها أو علم أي شخص آخر، ولم يدخل إلى غرفة العمليات إلا بعد تخديرها.

وعلى الرغم من الجراحة ومن ثم العلاج بالإشعاع والعلاج الكيميائي، تدهورت حالة بيرون فازدادت سوءا بصورة تدريجية إلى أن توفيت في يوليو (تموز) 1952 عن عمر يناهز 33 سنة. وحينئذ فقط جرى الكشف عن أنها توفيت بسبب سرطان عنق الرحم، على الرغم من أن تفاصيل علاجها، بما في ذلك تدخل الدكتور باك، ظلت في طي الكتمان. وفي السيرة الذاتية لإيفا بيرون، التي نشرت عام 1972، ذكرت شقيقتها إرميندا دوارتي، أن إيفا عانت ألما شديدا وأسى بالغا.

وفي عام 2005، أعلن الدكتور جورج أودفارهيلي، جراح الأعصاب مجري المولد، الذي ادعى أنه ساعد في علاج بيرون في الخمسينات من القرن الماضي ثم انتقل بعد ذلك إلى كلية طب جامعة جونز هوبكنز الأميركية الشهيرة، لأول مرة، أن بيرون خضعت لتلك الجراحة لتخفيف آلام السرطان المستعصية قبل أشهر قليلة من وفاتها، لكن هذا كله لم ينكشف إلا بعدما أجرى دانيال إي نيجينسون، جراح الأعصاب الأرجنتيني في جامعة ييل، تحقيقا في كلام أودفارهيلي، وعندها بدأت الأدلة تتراكم. (تفاصيل شرق وغرب) وقد انطوى بحث الدكتور نيجينسون، الذي نشر قريبا في مجلة «وورلد نيورو سيرجيري»، على الكثير من الدلائل التي تؤكد هذا الادعاء. وقد أكد تفاصيل ذكرت في قصة أودفارهيلي وعثر على أشخاص آخرين معاصرين لبيرون ذكروا أنها خضعت بالفعل لجراحة لتخفيف آلامها.