مصادر أمنية ترجح وقوف أنصار زعيم جهادي وراء تفجير خط الغاز بسيناء

مجهولون ينفذون أعمالا انتقامية ضد مراكز للشرطة قرب العريش

ألسنة اللهب المتصاعدة جراء تفجير أنبوب الغاز المصري للمرة الثانية عشرة أمس (أ.ف.ب)
TT

رجحت مصادر أمنية مصرية قيام أنصار زعيم جهادي في سيناء بتفجير خط تصدير الغاز الطبيعي إلى إسرائيل والأردن، فجر أمس، وذلك للمرة الثانية عشرة منذ سقوط حكم الرئيس السابق حسني مبارك، قائلة إن عملية أمس هي الأعنف مقارنة بالعمليات التي جرت في العام الماضي، في وقت نفذ فيه بدو مجهولون أعمالا انتقامية بالهجوم على مراكز تابعة للشرطة في سيناء، احتجاجا على مقتل ذويهم في مطاردات مع الشرطة قبل أيام.

ووقعت عملية فجر أمس على خط تصدير الغاز بعد نحو يوم من وفاة زعيم الجهاديين في شبه جزيرة سيناء، محمد عيد التيهي، وهو أيضا المتهم الرئيسي في التفجيرات السابقة لخط تصدير الغاز المصري المار بسيناء، داخل محبسه بسجن طره جنوب القاهرة. ورجحت المصادر أن تكون عملية أمس كردّ فعل انتقامي من جانب أنصار التيهي، اعتقادا منهم بأنه قد يكون قد تعرض لعمليات تعذيب أودت بحياته للحصول منه على اعترافات خاصة بتنظيم أنصار الجهاد بسيناء.

وتوفي التيهي يوم الجمعة الماضي داخل محبسه بسجن طره، وتقول السلطات المصرية إن الرجل هو المتهم الرئيسي والمخطط لتفجيرات خط الغاز السابقة، والهجوم على قسم شرطة ثان العريش قبل عدة أشهر، الذي تسبب في قتل عدد من أفراد الشرطة والجيش، وإنه «هو من قاد تنظيم الرايات السوداء في الهجوم الشهير على مدينة العريش»، عقب ثورة 25 يناير 2011.

وقالت وزارة الداخلية إن وفاة التيهي كانت طبيعية نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية، لكن أنصاره يقولون إنه كان مصابا بكسر في الحوض وخضع لتعذيب شديد رغم ذلك لانتزاع الاعترافات منه.

وألقت الشرطة القبض على التيهي قبل خمسة أشهر بعد إصابته في حادث سيارة، وظل طوال هذه المدة في السجن العسكري بمحافظة الإسماعيلية، ثم تم الأسبوع الماضي نقله إلى القاهرة لاستكمال التحقيقات معه بمعرفة نيابة أمن الدولة.

وأوضح محافظ شمال سيناء أن هذا الانفجار هو الأعنف نظرا لقوة المواد التفجيرية المستخدمة هذه المرة، إلا أنه تم السيطرة على الحريق الذي نشب فيه مع بدء الساعات الأولى من الصباح، بعد أن قام مسؤولو شركة «جاسكو» بإغلاق المحابس الموصلة إلى محطات وخطوط الغاز والخارجة منها.

وأضاف أن وجود كميات من الغاز في الخط أدى إلى استمرار اشتعال النيران لفترة حتى تمت السيطرة عليها، دون إصابات بشرية أو خسائر في الأرواح.

وقالت المصادر الأمنية إن ملثمين هم من نفذوا الهجوم وكانوا على متن ثلاث شاحنات، وفروا هاربين بعد ذلك. وعثرت قوات الأمن في مكان التفجير على بيان منسوب صدوره في عام 2008 لجبهة علماء الأزهر (وهي جمعة تضم عددا من شيوخ الأزهر) تدين فيه تصدير الغاز لإسرائيل.

وكشفت المعاينة المبدئية عن قيام الملثمين بحفر خمس حفر عميقة ووضع المواد التفجيرية بها أسفل خط الغاز، إلا أن التفجيرين الأشد حدثا في موقعين قريبين بنفس الخط، بينما لم تسفر العبوات الأخرى عن تفجيرات شديدة. وقال شهود عيان إنهم سمعوا دوي الانفجار دون معرفة من قام بها، وإنهم سمعوا أصواتا لتبادل إطلاق الرصاص قبل وقوع الانفجار.

وتحدث محافظ شمال سيناء عما سماه «الطرف الثالث» وراء التفجيرات دون أن يفصح عنه، مؤكدا أن تفجير خط الغاز هذه المرة والمرات السابقة يؤكد أن مصر مستهدفة وكذلك سيناء بهدف زعزعة الاستقرار والأمن في البلاد.

وأضاف أن مثل هذه الأعمال لا تصدر من مصري محب لوطنه أو حريص على مصلحة بلده، لأنها تضر بأمن الوطن بالدرجة الأولى، وأن محافظة شمال سيناء تعتبر في مقدمة المتضررين نظرا لأنها مقبلة على تنفيذ مشروعات قومية كبيرة طال انتظارها.

وقالت مصادر أمنية إن بدوا غاضبين أحرقوا أمس نقطة مرور بمدينة نخل بالقطاع الأوسط بسيناء احتجاجا على مقتل اثنين من إحدى القبائل برصاص الشرطة في مطاردة أمنية الأسبوع الماضي، مشيرة إلى أن عشرات من البدو وصلوا إلى النقطة على متن شاحنات صغيرة وأضرموا النيران في النقطة المرورية ثم تركوا المكان.

كما هاجم مسلحون مجهولون كمينا أمنيا في منطقة لحفن جنوب مدينة العريش، وقالت مصادر أمنية وشهود عيان إن مجموعة من المسلحين يستقلون سيارة دفع رباعي (لاند كروزر) قاموا بمهاجمة الحاجز الأمني بمنطقة لحفن وأطلقوا النار بكثافة على أفراد الكمين.