نتنياهو ينفي تعزيز قوة اليمين المتطرف ويسعى لتقديم موعد الانتخابات سنة كاملة

المتطرفون المنتخبون حديثا في قيادة الليكود ينادون بالعودة إلى فكرة احتلال الأردن

TT

في أول احتفالات لمجموعات اليمين المتطرف التي فازت بربع الأصوات في حزب الليكود الحاكم في إسرائيل، أعلن أحد قادتها المنتخب حديثا للمجلس المركزي، أنه ورفاقه يسعون لإعادة الحزب إلى طريقه الأصلي الذي يرى فيه أن إسرائيل تمتد على ضفتي نهر الأردن.

وفي تصريحات لوسائل الإعلام الإسرائيلية المحلية، قال المستوطن إيتي هرئيل، وهو مؤسس البؤرة الاستيطانية «مغرون»، وانضم إلى الليكود منذ 6 سنوات، إن حزب الليكود يحتاج إلى هزة آيديولوجية جديدة تعيده إلى طريق المؤسس زئيف جابوتنسكي، الذي قال ذات مرة: «للأردن ضفتان، هذه لنا وتلك أيضا». وأضاف أنه انضم إلى حزب الليكود لكي يحاول التأثير والدفع في هذا الاتجاه. وقال «هناك تناقض بين برنامج الحزب وبين ما يجري على الأرض، ولكن بشكل عام، فإن أعضاء الكنيست ووزراء الليكود يقدمون لنا الدعم بشأن بؤرة (مغرون). والليكود وعاء كبير وحزب سلطة ويمكن التأثير من خلاله».

وهرئيل هذا، هو واحد من مجموعة تضم 240 مستوطنا انتخبوا في الأسبوع الماضي للمجلس المركزي في حزب الليكود، الذي يتألف من 3000 عضو، وهو صاحب القرار الحاسم في سياسة الليكود. وحسب رأي هرئيل، فإن هناك عددا مضاعفا من أعضاء المجلس من سكان الخط الأخضر (إسرائيل 1967) يؤيدون موقفهم المتطرف هذا، من دون أن يكونوا أعضاء في معسكر موشيه فايغلين، الذي كان قد نافس بنيامين نتنياهو على رئاسة الحزب وفاز بنسبة 23 في المائة من الأصوات. وقال إنهم سيتحكمون في سياسة الحزب، وسيمنعون رئيسه، بنيامين نتنياهو، من الانحراف عن هذا الخط أكثر.

وقال المستوطن شيفاح شطيرن، من مستوطنة «شيلاه»، وهو عضو في الليكود منذ 25 عاما، إنه يعمل مع آخرين على جر الحزب أكثر باتجاه اليمين. ونقل عنه قوله «إن دورنا هو مساعدة أعضاء الكنيست والوزراء ورئيس الحكومة على تذكر المبادئ التي انتخبوا من أجلها». وأضاف أنه لدى التصويت على خطة فك الارتباط من قطاع غزة، كان الفارق 3 - 4 أصوات، ولو تم بذل مزيد من الجهد لكانت الخطة سقطت، ولكانت إسرائيل ما زالت تسيطر على قطاع غزة، ولما عرفنا حماس ولا حكومة حماس وصواريخها. وأشار إلى أن هناك أمورا لا يمكن لرئيس الحكومة أن يقوم بها من دون الحزب، ولذلك فإن هدفه أن يكون أعضاء الكنيست والوزراء قوميين أكثر، ومساعدتهم على التمسك بالمبادئ والصمود في وجه الضغوط الأميركية والأوروبية. وأضاف شطيرن أن العمل يجري على تقديم الدعم لأعضاء الكنيست الذين «يحافظون على أرض إسرائيل، ويقيدون رئيس الحكومة إذا اقتضت الضرورة». وبحسبه فإنه في حال قرر رئيس الحكومة إخلاء مستوطنات في الضفة الغربية، فإنه ومجموعته سيتصدون له. كما أشار إلى أنه لا يعتقد أن رئيس الحكومة سيسير في هذا الاتجاه، نظرا لعدم وجود غالبية مؤيدة له في الحكومة.

وقد أثارت هذه التصريحات مخاوف عدد من الوزراء أعضاء الليكود، الذين حذروا من جر الحزب إلى اليمين المتطرف. فحاول نتنياهو تهدئتهم. وقال في اجتماع وزراء الليكود، أمس، إنه لا يوجد خطر في حرف الحزب إلى اليمين، وإن تأثير فايغلين سيبقى محدودا مثلما كان عليه الأمر في السنوات الأربع الماضية. وذكرهم بأنه يتمتع بتأييد 77 في المائة من أعضاء الليكود ومجلسه المركزي. وقال إن الليكود سيظل قائدا لإسرائيل بسياسته «المسؤولة، التي تضم غالبية الإسرائيليين المتمركزين في وسط الخريطة السياسية».

وكانت مصادر في حزب «إسرائيل بيتنا»، بزعامة وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، قد صرحت أن هناك احتمالا قويا بتبكير موعد الانتخابات العامة في إسرائيل بسنة أو أكثر، وإجرائها في شهر أكتوبر (تشرين الأول) أو نوفمبر (تشرين الثاني) هذه السنة، بدلا من موعدها الرسمي في نوفمبر 2013. وقالت عضو الكنيست المقربة من ليبرمان، فاينا كيرشنباوم، لصحيفة «هآرتس»، إن سببين قد يؤديان إلى تقديم الانتخابات: الأول ميزانية 2013 التي ستشهد تقليصات ستؤدي إلى الكثير من الاحتجاجات بين الكتل المختلفة. والثاني يكمن في عودة حركة الاحتجاج الاجتماعية إلى الساحة. فحملة الاحتجاج ستعود للانفجار من جديد في الصيف المقبل، لأن غالبية مطالبها لم تتحقق. وأضافت أنه على الرغم من ذلك، فإن حزبها «إسرائيل بيتنا» معني بالحفاظ على الائتلاف الحكومي الحالي.